هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    خطبة مستريح ومستراح منه عن المنافقين!!!

    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17074
    السٌّمعَة : 22

    سؤال خطبة مستريح ومستراح منه عن المنافقين!!!

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح الأربعاء 9 سبتمبر - 16:27

    لما مات عبدالله بن أُبَيِّ بن سلول، أتى ابنُه عبدُلله - رضي الله عنه - إلى النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: "يا رسول الله، أعطني قميصك أُكفِّنُه فيه، وصلِّ عليه، واستغفر له".

    فأعطاه النبيُّ - عليه الصلاة والسلام - قميصَه، وقام ليُصلِّي عليه، فلما سَمِع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ذلك أسرع إلى النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقال له: "أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين؟"، فقال له: ((إني خُيِّرت، فاخترْتُ، لو أعلم أني إنْ زدتُ على السبعين يُغفرُ له لزدت عليها))، يعني قوله - تعالى-: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ} [التوبة: 80]، فقد جاءت الآية بالتخيير بين الاستغفار وعدمه، فلما صلَّى عليه، نزلت الآية الأخرى، وهي قوله - تعالى -: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة: 84].

    كثير من الناس يظن النفاق فقط في عهد النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وما أكثرهم في هذا الزمان! إذا كان عمر بن الخطاب - المُبَشَّر بالجنة الذي إذا سلك فجًّا، سلك الشيطان فجًّا آخر - يأتي إلى حذيفة، فيقول: يا حذيفة، أسألك بالله، هل عَدَّنِي النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - من المنافقين؟ وهو عمر بن الخطاب.

    عن زيد بن وهب قال: مات رجل من المنافقين فلم يُصَلِّ عليه حذيفة، فقال له عمر: من القوم هو؟ قال: نعم، قال: بالله أنا منهم. قال: لا ولن أخبر أحدًا بعدك.

    روى الترمذي في "سننه": أنَّ شُفَيًّا الأصبَحِيَّ حدَّثه أنَّه دَخَل المدينةَ، فإذا هو برجُلٍ قد اجتَمَع عليه الناسُ، فقال: مَن هذا؟ فقالوا: أبو هُريرة، فدَنوتُ منه حتى قعدْتُ بين يديه وهو يُحدِّث الناسَ، فلمَّا سكتَ وخلا، قلتُ له: أَنشُدُك بحقٍّ، وبحقٍّ لَمَا حدَّثْتَني حديثًا سمِعْتَه من رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عقَلْتَه وعلِمْتَه، فقال أبو هريرة: أفْعَل، لأُحدِّثنَّك حديثًا حدَّثَنِيهِ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عقَلْتُه وعلِمْتُه، ثم نَشَغَ أبو هريرة نَشْغَةً، فمكث قليلاً ثُمَّ أفاق، فقال: لأُحدِّثَنَّك حديثًا حدَّثَنِيهِ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في هذا البيت، ما معَنَا أحدٌ غيرِي وغيرُه، ثُمَّ نَشَغَ أبو هريرة نَشْغَةً أخرى ثم أفاق، فمَسَح وجهَه، فقال: لأُحدِّثَنَّك حديثًا حدَّثنيه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأنا وهو في هذا البيت ما معنا أحدٌ غيري وغيره، ثم نَشَغَ أبو هريرة نَشْغةً أخرى، ثم أفاق ومسح وجهَه، فقال: أفعل، لأُحدِّثنَّك حديثًا حدثنيه رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأنا معه في هذا البيت ما معه أحدٌ غيري وغيرُه، ثم نَشَغَ أبو هريرة نَشْغةً شديدةً ثم مال خارًّا على وجهه، فأَسنَدْتُه عليَّ طويلاً ثم أفاق، فقال حدَّثَني رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ اللهَ - تبارك وتعالى - إذا كان يومُ القيامة ينْزل إلى العباد ليقضيَ بينهم، وكلُّ أمةٍ جاثيةٌ، فأوَّلُ مَن يدعو به رجلٌ جمَع القرآنَ، ورجلٌ يَقتَتِل في سبيل الله، ورجلٌ كثيرُ المال، فيقول الله للقارئ: ألَم أُعلِّمْك ما أنزلْتُ على رسولي؟! قال: بلى يا ربِّ، قال: فماذا عمِلتَ فيما عُلِّمْت؟ قال: كنت أقوم به آناءَ الليل وآناءَ النهار، فيقول الله له: كذبتَ، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردْتَ أنْ يُقال: إنَّ فلانًا قارئ، فقد قيل ذاك، ويؤتَى بصاحب المال، فيقول الله له: ألَم أُوسِّعْ عليك حتى لم أدعْكَ تحتاج إلى أحد؟!

    قال: بلى يا رب، قال: فماذا عمِلتَ فيما آتيْتُك؟ قال: كنتُ أَصِلُ الرَّحمَ، وأتصدَّقُ، فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة :كذبت، ويقول الله – تعالى - بل أردْتَ أنْ يقالَ: فلانٌ جوَادٌ، فقد قيل ذاك، ويُؤتَى بالذي قُتِل في سبيل الله، فيقول الله له: في ماذا قُتِلت؟ فيقول: أُمِرتُ بِالجهاد في سبِيلك، فقاتلتُ حتى قُتِلت، فيقول الله – تعالى - له: كذبت، وتقول له الملائكةُ: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال: فلانٌ جريءٌ، فقد قيل ذاك، ثم ضَرَب رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على رُكبَتِي، فقال: ((يا أبا هريرة، أولئك الثلاثة أولُ خلقِ الله تُسعَّرُ بهم النارُ يوم القيامة))، ثم إن شُفيًّا دخل بهذا الحديث على معاوية - رضي الله عنه - فحدَّثه بهذا الحديث، فقال معاوية: قد فُعِل بهؤلاء هذا، فكيف بمن بقي من الناس؟! ثم بكى معاوية بكاءً شديدًا حتى ظننَّا أنه هالكٌ، ثم أفاق معاوية ومسح عن وجهه، وقال صدق الله ورسوله: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود:15، 16].

    وإذا أردت أن تعرف المنافقين وصفاتهم، فخذها من القرآن والسنة حتى لا تختلط عليك الأمور، اسمع لوصف الله لحال المؤمنين وحال المنافقين؛ يقول الله - تعالى - عن المؤمنين: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 71]، ويقول الله - تعالى -: {والْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ...} [التوبة:67]، يَأْمُرُونَ بماذا: بالتوحيد، بالعفة، بالحجاب، لا .
    {يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمْ الْفَاسِقُونَ} [التوبة: 67]، ويقول الله - جل وعلا -:‏{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ} [المنافقون: 4]‏، شماغ وهندام وجمال ووسامة، {وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون: 4].

    من صفات المنافقين:
    عدم الصلاة مع الجماعة، وخصوصًا صلاةَ الفجر والعشاء؛ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أثقلُ صلاةٍ على المنافقين: صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما، لأَتوهما ولو حبوًا، ولقد همَمْتُ أن آمر بالصلاة فتُقام، ثم آمر رجلاً فيُصلِّي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزمٌ من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار))، ويقول ابن مسعود: "ولقد رأيْتُنا وما يتخلَّفُ عنها (أي: صلاة الجماعة) إلاَّ منافق، معلوم النفاق"؛ رواه مسلم.

    ومن صفات المنافقين:
    إخلاف الوعد، والكذب، والخيانة؛ عن عبدالله بن عمرو أن النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((أربعٌ مَن كنَّ فيه، كان منافقًا خالصًا، ومَن كانت فيه خصلة منهن، كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتُمِن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر))؛ رواه البخاري ومسلم.

    من صفات المنافقين:
    نشر الفواحش بين المؤمنين، نشر (الدشوش) التي تجلب الفساد والإفساد، نشر المجلات التي تدعو للزنا والرذيلة، بيع العباءات الضيقة والفاتنة والمزينة وعلى الأكتاف، نشر السيديات والأفلام وأشرطة الغناء والمواقع الإباحية عبر الانترنت؛ لأن الله يقول عن المنافقين: {والْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمَعْرُوفِ} [التوبة: 67]، لقد توعَّد الله الذي يحب بقلبه أن تنتشر الفواحش بين المؤمنين بالعذاب في الدنيا والآخرة، فكيف بمن يكتب وينشر الفساد، ويدعو إلى الاختلاط؟! قال الله - تعالى -: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النور: 19].

    وتأمل للنية وما فيها من الأجر والوزر؛ هذا النبيُّ - عليه الصلاة والسلام - يصف الدنيا بأسرها كما روى أبو كبشة عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّما الدُّنيا لأربعةِ نفرٍ:
    عبدٍ رَزَقَهُ الله مالاً وعلمًا، فهو يتَّقي فيه ربَّه، ويَصِلُ به رَحِمَه، ويعلمُ لله فيه حقًّا، فهذا بأفضل المنازل، وعبدٍ رزقه الله علمًا، ولم يرزقْه مالاً، فهو صادِقُ النيَّة، يقول: لو أنَّ لي مالاً، لعمِلْتُ بعمل فلان، فهو بنيَّتِه، فأجرُهُما سواءٌ، وعبدٍ رزقه الله مالاً، ولم يرزُقْه علمًا يَخبِطُ في ماله بغير علمٍ، لا يتَّقي فيه ربَّه، ولا يَصِلُ فيه رحِمَه، ولا يعلمُ لله فيه حقًّا، فهذا بأخبثِ المنازل، وعبدٍ لم يرزقه الله مالاً ولا علماً، فهو يقول: لو أنَّ لي مالاً، لعَمِلتُ فيه بعمل فلانٍ فهو بنيته، فوِزْرُهما سواءٌ))؛ خرَّجه الإمام أحمد والترمذى.

    ولقد سمى الله سورة كاملة باسم هؤلاء المنافقين، وسورة التوبة فضح الله فيها المنافقين، ومَن تدبَّر أول وجه في سورة البقرة، واللهِ كأنها نزلت الآن، اسمع ماذا يقول ربُّنا عن هؤلاء: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: 11]، نحن في بلد التوحيد، دعوة لاختلاط المرأة وسفور المرأة، وقيادة المرأة، ونبذ الشريعة، {قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة/11]، يفضحهم الله فيقول: {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} [البقرة: 12]ربُّنا يدعو بقرار المرآة في بيتها، وهؤلاء يدعون إلى خروجها.

    ربنا يأمر بالحجاب؛ قال - تعالى -:{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53]، وهؤلاء يدعون إلى السفور.

    نبيُّنا - عليه الصلاة والسلام - يأمر بالبعد عن الرجال؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((خيرُ صفوفِ الرجالِ أوَّلُها، وشرُّها آخرُها، وخير صفوفِ النساءِ آخرُها، وشرُّها أوَّلُها))؛ رواه مسلم، وهؤلاء يدعون إلى الاختلاط.

    نبيُّنا - عليه الصلاة والسلام - يأمر بالبعد عن فتنة النساء؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ما تركْتُ بعدي فتنةً أضرَّ على الرجالِ من النِساءِ))؛ رواه البخاري، وهؤلاء يدعون إلى الاختلاط.

    أخرج الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديث حذيفة بن اليمان قال: كان الناسُ يسألون رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن الخير، وكنتُ أسألُه عن الشَّرِّ مخافةَ أن يُدرِكَنِي، فقلتُ: يا رسولَ الله إنا كنَّا في جاهليةٍ وشر، فجاءنا اللهُ بهذا الخير، فهل بعد هذا الخيرِ مِن شر؟ قال: ((نعم))، قلتُ: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: ((نعم، وفيه دخنٌ)) قلت: وما دَخَنُه؟ قال: (( قومٌ يهدُون بغير هديي - وفى رواية: ((ويستنون بغير سنتي)) - تعرِفُ منهم وتُنكِر، قلتُ: فهل بعد ذلِك الخيرِ مِن شر؟ قال: ((نعم، دُعاةٌ على أبوابِ جهنم، مَن أجابهُم إِليها قذفُوهُ فِيها، قلتُ: يا رسول الله صِفهُم لنا، قال: ((هُم من جِلدتِنا، ويتكلمون بألسنتِنا، قلتُ: فما تأمُرُنِي إنْ أدركنِي ذلِك؟ قال: ((تلزمُ جماعة المسلمين وإمامهم))، قلت: فإن لم يكن لهم جماعةٌ ولا إمامٌ؟ قال: ((فاعتزِل تلك الفِرقَ كلَّها، ولو أن تعض بأصلِ شجرةٍ حتى يُدرِكَكَ الموتُ وأنت على ذلك)).

    فهم يعترضون على الله ورسوله، والله يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63]، في الصحيحين عن أبي قتادة بن رِبْعِيِّ الأنصاري أنه كان يُحدِّث أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- مُرَّ عليه بجنازة، فقال: ((مستريح ومستراح منه))، قالوا: يا رسولَ الله: ما المستريح والمستراح منه؟ قال: ((العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب)).

    {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 13]، هؤلاء المتزمتون المتشددون الرجعيون المتخلفون، لكن لا غرابة، يعود النبيُّ من غزوة تبوك بعد العناء والتعب والنصب.

    مجموعة: قال أحدهم: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء، هل جاملهم الله لأنهم عادوا من الغزوة والتعب والنصب والجهاد؟
    لا..

    أنزل الله الكفر على الجميع مع أن المتكلم واحد؛ {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: 65، 66]، عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: "قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يومًا: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل في المسجد: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فبلغ ذلك رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ونزل القرآن".

    يقول النبيُّ - عليه الصلاة والسلام -: ((إن الرجل ليتكلَّم بالكلمة من سخط الله - تعالى - ما يظن أن تبلغ ما بلغت؛ فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة))، ما هو سطر ولا مقال ولا جملة ولا تمثيلية ولا مسلسل، كلمة فقط، نعم يكتب الله سخطه إلى أن يلقاه، تصوَّر فلان ابن فلان يعيش عشرين، خمسين، مائة سَنَة، واللهُ ساخط عليه حتى يلقاه، ويقول النبيُّ - عليه الصلاة والسلام -:((إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالاً يهوي في النار سبعين خريفًا)).

    كلام (جرايد)، يقول راوي الحديث عبدالله بن عمر: "وأنا رأيته متعلقًا بحَقَب ناقة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو يقول: يا رسولَ الله، إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله يقول: {أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: 65، 66].

    {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا} [البقرة: 14]، هذا الدين طيب، هذا الدين جميل، {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة: 14،15].

    وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرًا"، فقال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وجبت))، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرًّا، فقال: ((وجبت)) فقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: ((ما وجبت))، قال: ((هذا أثنيتم عليه خيرًا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرًّا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض))؛ رواه البخاري.

    يقول أبو الأسود الدُّؤلي: قدمتُ المدينة وقد وقع بها مرض، فجلست إلى عمر بن الخطاب، فمرَّت بهم جنازة، فأُثْنِيَ على صاحبها خيرٌ، فقال عمر: وجبت، ثم مُرَّ بأخرى، فأُثنِيَ عليها بشر، فقال عمر: وجبت، فقال أبو الأسود: فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ((أيُّما مسلم يشهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة، فقلنا: وثلاثة، قال: ((وثلاثة))، فقلنا: واثنان، قال: ((واثنان))، ثم لم نسأله عن الواحد.

    أقسم بالله بعض الناس، اثنان لا يشهدون له بخير.
    الشيخ فهد الحميد
    مآآآآآآجده
    مدير عام
    مدير عام


    الجنس : ذكر

    مشاركات : 6872
    البلد : Morocco
    نقاط التميز : 8187
    السٌّمعَة : 3

    سؤال رد: خطبة مستريح ومستراح منه عن المنافقين!!!

    مُساهمة من طرف مدير عام السبت 12 سبتمبر - 10:16

    جزاك لله خيرا
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17074
    السٌّمعَة : 22

    سؤال رد: خطبة مستريح ومستراح منه عن المنافقين!!!

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح الإثنين 14 سبتمبر - 13:56

    كل الشكر لحضورك الطيب

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 1 نوفمبر - 12:29