السؤال:
أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، أعيش مع أمِّي وإخواني وزوج أمي؛ حيث إنَّ أمي وأبي منفصلان من 13 سنةً تقريبًا، أمي تزوَّجت من زوجِها الحالي بعد سنةٍ تقريبًا من طلاقها.
بعد فترةٍ من زواج أمي، بدأ زوج أمِّي بِمضايقتي بِحركات يفْعَلها، فيقوم بإبراز عورتِه أمامي بِحيث لا يراه أحد سواي، وأنا كلَّما فعل هذه الحركة أتظاهر أني غير منتبِهة ولا ألتفت إليه، وكأنِّي ما انتبهتُ لحركته.
مرت الأيَّام إلى أن طفح الكيل، وقُمت بتبليغ أمي بِما يفعله، وعِندما بلغت أمي تعمَّدت أن يكون ذلك على مسمعٍ منْه، فسمِعني وأنا أبلغ أمي وانحرج بشدَّة.
وبعدها بفترة قام بالاعتِذار.
ومرَّت السَّنوات ولَم يعِدْها أبدًا.
لكن أحيانًا يقوم بالنَّظر إليَّ بنظرات غير مُريحة.
وقبل 3 أشهُر من الآن عادَ الحركة مرَّة أخرى، فقام بإبراز عورتِه وتعمَّد أن يكلِّمَني لكي ألتفِت إليه (صار أكثر جرأة ووقاحة).
ومنذ ذلك الوقت أعلنتُ المقاطعة وإلى الآن وأنا لا أكلِّمه ولا أسلِّم عليه، وحتَّى لو سلَّم ما أردُّ عليه، وحاول بالبداية أن يتكلَّم معي لكن أنا صددته وما أعطيتُه فرصة يتكلَّم.
والآن صار حتَّى هو ما يكلِّمني ولا يسلِّم علي، لكن المشكلة أني غير مرتاحة أبدًا لأنَّه يعيش معنا بنفس البيْت، فأحس بعدم الرَّاحة أن يَعيش معي شخص وعلاقتي معه متوتِّرة.
ولم أقم بإخبار أمي حتَّى لا يضيق صدرها، وأنا صراحة ما يهمُّني إلاَّ أمِّي أنَّها لا تغضب ولا تتكدَّر ولا تسمع كلامًا سيئًا.
أمَّا زوج أمي فلا يهمُّني أبدًا.
مع العلم أنَّ زوج أمي إنسان طيِّب، ويُحب أن يُساعدنا بأَشياء كثيرة، ويُعامِلُني أنا وإخواني مُعاملة طيِّبة، لكن حركته هذه مخربة عليَّ وتجعلني أكرهه.
فأنا الآن أطلب رأْيَكم بالموضوع، بأي شيء تنصحونني؟
شكرًا لكم، بانتظار الرَّد.
الجواب:
السَّلام عليْكم ورحْمة الله وبركاتُه،
أُخْتي العزيزة، بداية أهنِّئك على قوَّتك في صدِّ مُحاولات زوج والدتِك، والَّتي كان لها أثر في منْعِه وردْعِه لسنوات، وكذلك نقول: الحمد لله أنَّ أفعاله اقتصرتْ على التحرُّش والمضايقة، ولَم تتعدَّ إلى اللَّمس الجسدي أو ما هو أشدُّ من ذلك؛ لأنَّ المشكلة وقتها ستكون أصعَبَ عليْك نفسيًّا، وقد بدا من حديثِك أنَّه يَخاف جدًّا من أن يفتضح أمره؛ لأنَّه خاف واعتذر وتوقَّف عمَّا يفعله حين أخبرت أمَّك في المرَّة الأولى، وهذا هو دأب معْظم هؤلاء الجُبَناء، يَخافون من افتِضاح أمرِهم وانكشاف فعْلتِهم، ويُوصون ضحاياهم بأن يكون هذا الأمرُ سرًّا بيْنهم؛ وإلاَّ سيُؤْذونَهم أو يقتلونَهم.
عزيزتي، موقِفك القوي ساهم في منعه؛ لذلك احمدي الله على هذا، واستمرِّي في قوَّتك وصدِّك له؛ ولكن عليْك أن تتأكَّدي من أنَّه لا يؤذي إخوَتَك الأصغر منك، فلربَّما كان يؤْذيهم وهم صامتون خوفًا منه، كما عليْك أن تتجنَّبي تمامًا لبْس أي شيء من شأنِه أن يحرك غريزتَه من لبسٍ قصير أو ضيق أو .. أو ... بل الأفْضل لك أن يكون لباسك واسعًا ساترًا طويلاً، وذلك حتَّى ترتاحي قليلاً من نظراتِه المريبة، واحْرِصي على غلْق باب غرفتِك بالمفتاح عند نوْمِك، وتَجنَّبي أن تجلسي وحدَك في المنزل حتَّى لا تجدي نفسَك فجأة وحيدةً معه، ولتقتصِرْ تَحيَّتك له على السَّلام والمصافحة فقطْ دون قبُلات أو أحضان، وإذا صدَر منْه أيُّ فعل آخَر واجهيهِ بقوَّة وحزم وصلابة، وهدِّديه بأنَّك ستفضحين أمْرَه وتُخبرين والدتَك، أو أيَّ شخص تثِقين أنَّه يخاف منه أو يَحسب له حسابًا؛ حتَّى يخاف ويرتدِع ويتوقَّف عن فعلته، وإذا استطعت أن تُوقظي جانب الإيمان فيه عن طريق تشْغيل شريط يتحدَّث عن الزِّنا، أو المعصية وأثرها على المسلم، أو بأيِّ شكْلٍ آخر، فهذا سيكون أفضل؛ حتَّى تَحميه من نفسه ومن وسْوسة الشياطين له، وقد ذكرتِ أنَّه طيب معك ومع إخوتك، وهذا الشَّيء الوحيد الذي يَجعلك تنفرين منه رغْم طيبته، وهذا يعني أنَّ بِذرة الخير موجودة أصلاً في قلبه، فقط تحتاج لبعض العناية والرِّعاية والاهتمام، وستتحوَّل إلى شجرة مثْمِرة معطاءة.
عزيزتي، لم تُخْبِريني كيف كان ردّ فعل والدتِك حين أخبرتِها عن زوْجِها وأفعالِه في المرَّة الأولى؟
وماذا عن والدِك، كيف هي صِلتكم به؟ هل ترَينه دائمًا؟ هل علاقتك به قويَّة ومتينة أم أنَّها ضعيفة وسيِّئة؟ هل تستطيعين الانتِقال للعيْش عنده حتَّى تَحمي نفسك من زوْج والدتك؟
إن كنت قادرة على العيش معه فقد يكون من الأفضل أن تعيشي معه لفترة من الزَّمن، وتَجعلي الأمر يظْهر وكأنَّه رغبة منك في قضاء بعض الوقت معه، ولكنَّك تُخبرينه بِخوفك من انزعاج والدتِك، وتطلبين منه أن يطلب هو ذلِك منها وكأنَّ الأمر كان برغبتِه، وإذا انتقلت للعيش معه انظُري كيف ستجري الحياة؟ إن كان العيش مع والدِك سيوفر لك أمانًا واستقرارًا وطمأنينة أكثر من منزل والدتِك، واستطعت أن تعيشي بقيَّة حياتِك معه - فلا تتردَّدي، وإن كان الأمر غير ذلك، فلتعودي إلى بيت والدتِك، مع الالتزام بالأمور التي ذكرتها لك قبل سطور.
أخيرًا: لا تدَعي هذا الأمر يؤثِّر في حياتك أو يسبِّب لك عقدة أو أثرًا سيئًا؛ بل تَجاوزيه وتحدِّيه واستمرِّي في النَّجاح والمثابرة على تَحقيق أحلامك وأهدافك.
حافِظي على أذْكار الصَّباح والمساء، وحصِّني نفسك بآيات الرقية قبل النَّوم وعند كل وقت، حتَّى يَحميك الله من شرور الإنس والجن، وادْعي الله بقلب صادق وابتِهال خاشع بأن يرزُقَك الزَّوج الصَّالح الذي يعفُّك ويَحميك، ويعوِّضك خيرًا ممَّا كنت فيه؛ إنَّه على كل شيء قدير.
أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، أعيش مع أمِّي وإخواني وزوج أمي؛ حيث إنَّ أمي وأبي منفصلان من 13 سنةً تقريبًا، أمي تزوَّجت من زوجِها الحالي بعد سنةٍ تقريبًا من طلاقها.
بعد فترةٍ من زواج أمي، بدأ زوج أمِّي بِمضايقتي بِحركات يفْعَلها، فيقوم بإبراز عورتِه أمامي بِحيث لا يراه أحد سواي، وأنا كلَّما فعل هذه الحركة أتظاهر أني غير منتبِهة ولا ألتفت إليه، وكأنِّي ما انتبهتُ لحركته.
مرت الأيَّام إلى أن طفح الكيل، وقُمت بتبليغ أمي بِما يفعله، وعِندما بلغت أمي تعمَّدت أن يكون ذلك على مسمعٍ منْه، فسمِعني وأنا أبلغ أمي وانحرج بشدَّة.
وبعدها بفترة قام بالاعتِذار.
ومرَّت السَّنوات ولَم يعِدْها أبدًا.
لكن أحيانًا يقوم بالنَّظر إليَّ بنظرات غير مُريحة.
وقبل 3 أشهُر من الآن عادَ الحركة مرَّة أخرى، فقام بإبراز عورتِه وتعمَّد أن يكلِّمَني لكي ألتفِت إليه (صار أكثر جرأة ووقاحة).
ومنذ ذلك الوقت أعلنتُ المقاطعة وإلى الآن وأنا لا أكلِّمه ولا أسلِّم عليه، وحتَّى لو سلَّم ما أردُّ عليه، وحاول بالبداية أن يتكلَّم معي لكن أنا صددته وما أعطيتُه فرصة يتكلَّم.
والآن صار حتَّى هو ما يكلِّمني ولا يسلِّم علي، لكن المشكلة أني غير مرتاحة أبدًا لأنَّه يعيش معنا بنفس البيْت، فأحس بعدم الرَّاحة أن يَعيش معي شخص وعلاقتي معه متوتِّرة.
ولم أقم بإخبار أمي حتَّى لا يضيق صدرها، وأنا صراحة ما يهمُّني إلاَّ أمِّي أنَّها لا تغضب ولا تتكدَّر ولا تسمع كلامًا سيئًا.
أمَّا زوج أمي فلا يهمُّني أبدًا.
مع العلم أنَّ زوج أمي إنسان طيِّب، ويُحب أن يُساعدنا بأَشياء كثيرة، ويُعامِلُني أنا وإخواني مُعاملة طيِّبة، لكن حركته هذه مخربة عليَّ وتجعلني أكرهه.
فأنا الآن أطلب رأْيَكم بالموضوع، بأي شيء تنصحونني؟
شكرًا لكم، بانتظار الرَّد.
الجواب:
السَّلام عليْكم ورحْمة الله وبركاتُه،
أُخْتي العزيزة، بداية أهنِّئك على قوَّتك في صدِّ مُحاولات زوج والدتِك، والَّتي كان لها أثر في منْعِه وردْعِه لسنوات، وكذلك نقول: الحمد لله أنَّ أفعاله اقتصرتْ على التحرُّش والمضايقة، ولَم تتعدَّ إلى اللَّمس الجسدي أو ما هو أشدُّ من ذلك؛ لأنَّ المشكلة وقتها ستكون أصعَبَ عليْك نفسيًّا، وقد بدا من حديثِك أنَّه يَخاف جدًّا من أن يفتضح أمره؛ لأنَّه خاف واعتذر وتوقَّف عمَّا يفعله حين أخبرت أمَّك في المرَّة الأولى، وهذا هو دأب معْظم هؤلاء الجُبَناء، يَخافون من افتِضاح أمرِهم وانكشاف فعْلتِهم، ويُوصون ضحاياهم بأن يكون هذا الأمرُ سرًّا بيْنهم؛ وإلاَّ سيُؤْذونَهم أو يقتلونَهم.
عزيزتي، موقِفك القوي ساهم في منعه؛ لذلك احمدي الله على هذا، واستمرِّي في قوَّتك وصدِّك له؛ ولكن عليْك أن تتأكَّدي من أنَّه لا يؤذي إخوَتَك الأصغر منك، فلربَّما كان يؤْذيهم وهم صامتون خوفًا منه، كما عليْك أن تتجنَّبي تمامًا لبْس أي شيء من شأنِه أن يحرك غريزتَه من لبسٍ قصير أو ضيق أو .. أو ... بل الأفْضل لك أن يكون لباسك واسعًا ساترًا طويلاً، وذلك حتَّى ترتاحي قليلاً من نظراتِه المريبة، واحْرِصي على غلْق باب غرفتِك بالمفتاح عند نوْمِك، وتَجنَّبي أن تجلسي وحدَك في المنزل حتَّى لا تجدي نفسَك فجأة وحيدةً معه، ولتقتصِرْ تَحيَّتك له على السَّلام والمصافحة فقطْ دون قبُلات أو أحضان، وإذا صدَر منْه أيُّ فعل آخَر واجهيهِ بقوَّة وحزم وصلابة، وهدِّديه بأنَّك ستفضحين أمْرَه وتُخبرين والدتَك، أو أيَّ شخص تثِقين أنَّه يخاف منه أو يَحسب له حسابًا؛ حتَّى يخاف ويرتدِع ويتوقَّف عن فعلته، وإذا استطعت أن تُوقظي جانب الإيمان فيه عن طريق تشْغيل شريط يتحدَّث عن الزِّنا، أو المعصية وأثرها على المسلم، أو بأيِّ شكْلٍ آخر، فهذا سيكون أفضل؛ حتَّى تَحميه من نفسه ومن وسْوسة الشياطين له، وقد ذكرتِ أنَّه طيب معك ومع إخوتك، وهذا الشَّيء الوحيد الذي يَجعلك تنفرين منه رغْم طيبته، وهذا يعني أنَّ بِذرة الخير موجودة أصلاً في قلبه، فقط تحتاج لبعض العناية والرِّعاية والاهتمام، وستتحوَّل إلى شجرة مثْمِرة معطاءة.
عزيزتي، لم تُخْبِريني كيف كان ردّ فعل والدتِك حين أخبرتِها عن زوْجِها وأفعالِه في المرَّة الأولى؟
وماذا عن والدِك، كيف هي صِلتكم به؟ هل ترَينه دائمًا؟ هل علاقتك به قويَّة ومتينة أم أنَّها ضعيفة وسيِّئة؟ هل تستطيعين الانتِقال للعيْش عنده حتَّى تَحمي نفسك من زوْج والدتك؟
إن كنت قادرة على العيش معه فقد يكون من الأفضل أن تعيشي معه لفترة من الزَّمن، وتَجعلي الأمر يظْهر وكأنَّه رغبة منك في قضاء بعض الوقت معه، ولكنَّك تُخبرينه بِخوفك من انزعاج والدتِك، وتطلبين منه أن يطلب هو ذلِك منها وكأنَّ الأمر كان برغبتِه، وإذا انتقلت للعيش معه انظُري كيف ستجري الحياة؟ إن كان العيش مع والدِك سيوفر لك أمانًا واستقرارًا وطمأنينة أكثر من منزل والدتِك، واستطعت أن تعيشي بقيَّة حياتِك معه - فلا تتردَّدي، وإن كان الأمر غير ذلك، فلتعودي إلى بيت والدتِك، مع الالتزام بالأمور التي ذكرتها لك قبل سطور.
أخيرًا: لا تدَعي هذا الأمر يؤثِّر في حياتك أو يسبِّب لك عقدة أو أثرًا سيئًا؛ بل تَجاوزيه وتحدِّيه واستمرِّي في النَّجاح والمثابرة على تَحقيق أحلامك وأهدافك.
حافِظي على أذْكار الصَّباح والمساء، وحصِّني نفسك بآيات الرقية قبل النَّوم وعند كل وقت، حتَّى يَحميك الله من شرور الإنس والجن، وادْعي الله بقلب صادق وابتِهال خاشع بأن يرزُقَك الزَّوج الصَّالح الذي يعفُّك ويَحميك، ويعوِّضك خيرًا ممَّا كنت فيه؛ إنَّه على كل شيء قدير.
أ.شريف السديرى
مآآآآآجى
مآآآآآجى