تزينت الأرضُ ولبست أجملَ حُللها..
تفتحت الأزهارُ وغنت أحلى ألحانها..
تألقت الشمسُ وأرسلت أروعَ أشعتها الذهبية..
تبدى الهلالُ في إطلالةٍ جديدةٍ بعد أن حلّق فوقَ رؤوس الصائمين, وسمع أنينَ التائبين، وعاين أوبةَ المقصرين..
عاش معهم ثلاثين يومًا من التوبة والندم والرجوع إلى الله..
سمع تهجدَهم في ظلمة الليل, ورأى دمعاتِهم الحارة وهي تغسل ذنوبَهم في لحظات التوبة الصادقة..
ثم عاد إليهم من جديد مُطلا من عليائه؛ كعروس حسناء تُشرف من نافذة قصرها..
عاد لينشر نوره في نفوس الحزن قبل أن ينشره على الأرض، فيبدد أحزانها وينتشلها من سُحب الهموم ويناديها بأعذب نداء..
ويبشرها بقدوم يوم الفرحة..
يوم الجائزة والسعادة؛ فلله الحمد والمنة، وله الثناء الحسن، كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه..
لله الحمد أن أكرمنا بهذا اليوم المبارك, الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لكل قومٍ عيدٌ، وهذا عيدُنا))، متفق عليه.
يا من هذّبتَ نفسَك وقوّمتَها ثلاثين يومًا..
يا من صُمتَ احتسابًا لله, وتحملتَ الجوعَ والعطش في سبيل إرضاءِ ربك..
يا من صبرت! على القيام والتهجد، وتقربت إلى خالقك ومولاك..
يا من كظمتَ غيظَك، وقومت اعوجاجَ نفسِك, وعفوتَ عمَّن ظلمك..
يا من تسرب المللُ إلى قلبك فبادرتَه بتذكر الأجر وعاقبة الصبر..
قد جاء يومك..
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس:58].
أتشعر بالسعادة؟
كيف لا, وهذا عيدنا؟
هل تريد أن تضاعف فرحتك في العيد؟
يشعر الإنسان بالسعادة, وتملأ قلبه الفرحة؛ والنفس جُبلت على حب العافية والرغبة في ازدياد الخير: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} [العاديات/8].
فكيف تزيد من سعادتك وتُكثر من هنائك؟
بعد أن لبست الجديد.. وأكلت الحلوى..
وسعدت بصحبة أهلك..
تذكر من يبكي في العيد!
نعم هناك من لا يشعر بعيد ولا فرحة, فتفقّد احتياجاتِهم, وتلمّسها بقلبٍ رحيم, واذهب لمن تعلم من أهل الفقر واليُتم, ومن تغلغل الحزنُ إلى أعماق قلبه، واستشعر فرحةَ العيد الحقيقية وتلمّس معناها العميق؛ بإدخال السرور على قلوب هؤلاء, وقد جاء في الحديث: ((أحب الناس إلى الله أنفعُهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرورٌ تدخله على مسلم، أو تكشفُ عنه كربةً، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا...)) صححه الألباني.
فلا تحرمهم, بل لا تحرم نفسك استشعار السعادة بإدخال السرور على قلوبهم, تمتع بمنظر طفل يَسعَد بلعبة العيد, وقد كانت منتهى أمله في هذا اليوم..
تمتع بدمعة الفرح في عيني أم اليتامى وهي تشتري لأطفالها الطعام أو الثياب..
أوجه الخير كثيرة فلا تحرم نفسك الخير, وإن كان بإدخال السرور على أهلك في هذا اليوم المبارك, وإن كان بإزالة رواسِب الحقدِ والغلِ تجاهَ كل مسلم, وإن كان باستشعار نعمة الله وشكره عليها وحمده وذكره والثناء عليه عز وجل: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].
لكن لا تنسَ ما يُسن لك فعلُه في هذا اليوم العظيم، ومنه:
• التكبير:
من غروب الشمس ليلةَ العيد إلى صلاة العيد، قال تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185]، فلا تنسَ أنه يستحب للرجال رفعُ الصوت بالتكبير في الأسواق، والطرق، والمساجد، وأماكن تجمع الناس، إظهارًا لهذه الشعيرة، وإحياءً لها، وصفة التكبير : (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد).
• زكاة الفطر:
لا تنسَ زكاة الفطر, ومقدارُها صاع طعام من غالب قوت البلد؛ كالأرز والبر والتمر عن كل مسلم، لحديث ابن عمر -رضي الله عنه- قال: ((فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاةَ الفطر من رمضان؛ صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين)), رواه مسلم, ووقتُ إخراجها يومَ العيد قبلَ الصلاة، ويجوز تقديمها قبل ذلك بيوم أو يومين.
• أكل تمرات قبل الخروج للصلاة:
لا تنسَ أن تأكل قبل أن تخرج لصلاة العيد، والسنة أن تأكل تَمَراتٍ –إن تيسر لك- فعن أنس -رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يغدو يومَ الفطر حتى يأكلَ تمرات)), وفي رواية: ((ويأكلهن وترًا)), رواه البخاري.
• النظافة:
لا تنسَ أن تغتسل وتتزين وتتطيب، وتعلم أهلك ذلك؛ فالله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده.
• المشي:
أن تمشي إلى العيد؛ فهو أقرب للتواضع وأبعد عن الكبر والغرور, ومن السنة أن تذهب من طريق وتعود من غيره؛ لقول جابر -رضي الله عنه-: ((كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يوم عيد خالف الطريق))، رواه البخاري.
• صلة الأرحام والأصحاب:
لا تنس أن تسلم على أهلك وأقاربك وأصحابك, ولو بالهاتف إلى أن يتيسر لك زيارتُهم, وأن تبادرهم بالتهنئة والسلام والقول الحسن.
وإياك إياك!
- إياك أن تلوث ما طهرتَه في شهر رمضان..
- إياك أن تدنس توبتك وتعود إلى معاصيك..
- إياك أن تشوب أعمالَك الصالحة بما يغضب الله في العيد..
- إياك أن تنسى روعةَ الإيمان وحلاوته، ولحظات اليقين التي عشتها في رمضان..
- إياك أن يتبدل قلبٌ صَدَق مع الله في ليالي رمضان المباركة..
- إياك أن تعود بعد البكاء الذي غسل ذنوبَك وطهّر معاصيك, فتَخُص القبورَ بزيارة في العيد أو تستمع إلى الغناء..
- إياك أن تنقض ما أبرمتَ، ناكصًا على عقبيك, وتذكّر قولَ أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عندما سئلت: ((هل كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يختص من الأيام شيئا؟ قالت: كان عمله دِيمة, وأيكم يستطيع ما كان رسولُ الله –صلى الله عليه وسلم- يستطيع؟)), متفق عليه. وتذكر أن من داوم على عمل الخير فلا يَحسُن به أن يتركه ولا يجدر به أن ينساه!
عيدكم مُبارك, وتقبل الله منّا ومنكم، وغفر لنا ولكم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تفتحت الأزهارُ وغنت أحلى ألحانها..
تألقت الشمسُ وأرسلت أروعَ أشعتها الذهبية..
تبدى الهلالُ في إطلالةٍ جديدةٍ بعد أن حلّق فوقَ رؤوس الصائمين, وسمع أنينَ التائبين، وعاين أوبةَ المقصرين..
عاش معهم ثلاثين يومًا من التوبة والندم والرجوع إلى الله..
سمع تهجدَهم في ظلمة الليل, ورأى دمعاتِهم الحارة وهي تغسل ذنوبَهم في لحظات التوبة الصادقة..
ثم عاد إليهم من جديد مُطلا من عليائه؛ كعروس حسناء تُشرف من نافذة قصرها..
عاد لينشر نوره في نفوس الحزن قبل أن ينشره على الأرض، فيبدد أحزانها وينتشلها من سُحب الهموم ويناديها بأعذب نداء..
ويبشرها بقدوم يوم الفرحة..
يوم الجائزة والسعادة؛ فلله الحمد والمنة، وله الثناء الحسن، كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه..
لله الحمد أن أكرمنا بهذا اليوم المبارك, الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لكل قومٍ عيدٌ، وهذا عيدُنا))، متفق عليه.
يا من هذّبتَ نفسَك وقوّمتَها ثلاثين يومًا..
يا من صُمتَ احتسابًا لله, وتحملتَ الجوعَ والعطش في سبيل إرضاءِ ربك..
يا من صبرت! على القيام والتهجد، وتقربت إلى خالقك ومولاك..
يا من كظمتَ غيظَك، وقومت اعوجاجَ نفسِك, وعفوتَ عمَّن ظلمك..
يا من تسرب المللُ إلى قلبك فبادرتَه بتذكر الأجر وعاقبة الصبر..
قد جاء يومك..
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس:58].
أتشعر بالسعادة؟
كيف لا, وهذا عيدنا؟
هل تريد أن تضاعف فرحتك في العيد؟
يشعر الإنسان بالسعادة, وتملأ قلبه الفرحة؛ والنفس جُبلت على حب العافية والرغبة في ازدياد الخير: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} [العاديات/8].
فكيف تزيد من سعادتك وتُكثر من هنائك؟
بعد أن لبست الجديد.. وأكلت الحلوى..
وسعدت بصحبة أهلك..
تذكر من يبكي في العيد!
نعم هناك من لا يشعر بعيد ولا فرحة, فتفقّد احتياجاتِهم, وتلمّسها بقلبٍ رحيم, واذهب لمن تعلم من أهل الفقر واليُتم, ومن تغلغل الحزنُ إلى أعماق قلبه، واستشعر فرحةَ العيد الحقيقية وتلمّس معناها العميق؛ بإدخال السرور على قلوب هؤلاء, وقد جاء في الحديث: ((أحب الناس إلى الله أنفعُهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرورٌ تدخله على مسلم، أو تكشفُ عنه كربةً، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا...)) صححه الألباني.
فلا تحرمهم, بل لا تحرم نفسك استشعار السعادة بإدخال السرور على قلوبهم, تمتع بمنظر طفل يَسعَد بلعبة العيد, وقد كانت منتهى أمله في هذا اليوم..
تمتع بدمعة الفرح في عيني أم اليتامى وهي تشتري لأطفالها الطعام أو الثياب..
أوجه الخير كثيرة فلا تحرم نفسك الخير, وإن كان بإدخال السرور على أهلك في هذا اليوم المبارك, وإن كان بإزالة رواسِب الحقدِ والغلِ تجاهَ كل مسلم, وإن كان باستشعار نعمة الله وشكره عليها وحمده وذكره والثناء عليه عز وجل: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].
لكن لا تنسَ ما يُسن لك فعلُه في هذا اليوم العظيم، ومنه:
• التكبير:
من غروب الشمس ليلةَ العيد إلى صلاة العيد، قال تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185]، فلا تنسَ أنه يستحب للرجال رفعُ الصوت بالتكبير في الأسواق، والطرق، والمساجد، وأماكن تجمع الناس، إظهارًا لهذه الشعيرة، وإحياءً لها، وصفة التكبير : (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد).
• زكاة الفطر:
لا تنسَ زكاة الفطر, ومقدارُها صاع طعام من غالب قوت البلد؛ كالأرز والبر والتمر عن كل مسلم، لحديث ابن عمر -رضي الله عنه- قال: ((فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاةَ الفطر من رمضان؛ صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين)), رواه مسلم, ووقتُ إخراجها يومَ العيد قبلَ الصلاة، ويجوز تقديمها قبل ذلك بيوم أو يومين.
• أكل تمرات قبل الخروج للصلاة:
لا تنسَ أن تأكل قبل أن تخرج لصلاة العيد، والسنة أن تأكل تَمَراتٍ –إن تيسر لك- فعن أنس -رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يغدو يومَ الفطر حتى يأكلَ تمرات)), وفي رواية: ((ويأكلهن وترًا)), رواه البخاري.
• النظافة:
لا تنسَ أن تغتسل وتتزين وتتطيب، وتعلم أهلك ذلك؛ فالله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده.
• المشي:
أن تمشي إلى العيد؛ فهو أقرب للتواضع وأبعد عن الكبر والغرور, ومن السنة أن تذهب من طريق وتعود من غيره؛ لقول جابر -رضي الله عنه-: ((كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يوم عيد خالف الطريق))، رواه البخاري.
• صلة الأرحام والأصحاب:
لا تنس أن تسلم على أهلك وأقاربك وأصحابك, ولو بالهاتف إلى أن يتيسر لك زيارتُهم, وأن تبادرهم بالتهنئة والسلام والقول الحسن.
وإياك إياك!
- إياك أن تلوث ما طهرتَه في شهر رمضان..
- إياك أن تدنس توبتك وتعود إلى معاصيك..
- إياك أن تشوب أعمالَك الصالحة بما يغضب الله في العيد..
- إياك أن تنسى روعةَ الإيمان وحلاوته، ولحظات اليقين التي عشتها في رمضان..
- إياك أن يتبدل قلبٌ صَدَق مع الله في ليالي رمضان المباركة..
- إياك أن تعود بعد البكاء الذي غسل ذنوبَك وطهّر معاصيك, فتَخُص القبورَ بزيارة في العيد أو تستمع إلى الغناء..
- إياك أن تنقض ما أبرمتَ، ناكصًا على عقبيك, وتذكّر قولَ أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عندما سئلت: ((هل كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يختص من الأيام شيئا؟ قالت: كان عمله دِيمة, وأيكم يستطيع ما كان رسولُ الله –صلى الله عليه وسلم- يستطيع؟)), متفق عليه. وتذكر أن من داوم على عمل الخير فلا يَحسُن به أن يتركه ولا يجدر به أن ينساه!
عيدكم مُبارك, وتقبل الله منّا ومنكم، وغفر لنا ولكم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مركز جنات
مجووووووده
مجووووووده