+
----
-فاروق حسني، وزير الثقافة المصري، ظل أكثر من عشرين عاما ً في كرسي الوزارة يقود حربا على هوية مصر الإسلامية.. فأبعد كل مثقف عنده أدنى قدر من الولاء للإسلام، وقّرّب كل مثقف من أصحاب نفايات الأفكار المعادية للإسلام من زبالات اليساريين الشيوعيين الذين لم يجدوا مأوى لهم إلا في وزارة الثقافة المصرية ..
حارب الحجاب، واتهمه أنه ردة ورجوع للوراء وتخلف، و شجع كل زنديق ومنحه جوائز الدولة، وآخرهم سيد القمني المعادي في كتاباته للإسلام ..
تاريخه ملىء بكل سيء، فقد شارك الشواذ مظاهرتهم عندما كان ملحقاً ثقافياً في السفارة المصرية في فرنسا، ولم ينف ذلك أو يتراجع عنه ..
لم يتزوج، وقال أن من يتزوج تكون له امرأة واحدة ! (أي أنه مع الزنا، لأنه فيه الحرية كما يقول والزواج يقيد حريته) ..
تدهورت الثقافة المصرية في عهده بصورة لا مثيل لها، فقد عمل على محاولة إلحاقها بركب الغرب بكل الطرق وعزلها عن هويتها الحقيقية الإسلامية العربية ..
ولاعجب أن يحتفل عبر وزارته بمرور قرنين على الحملة الفرنسية، أي هزيمة تلك التى تدفع للاحتفال بالمحتل؟ إنه شذوذ في الفكر وخروج على الانتماء لهوية شعب ودولة هي من أعمدة الإسلام في العالم ..
كل ذلك وغيره من سيرة ذاتية تفرح أعداء الإسلام، قدمه فاروق حسنى للترشيح على منصب مدير اليونسكو، وعندما لوح له اليهود بمعارضتهم له قدم لهم فروض الطاعة وتعهد لهم بالتطبيع الثقافي ووعدهم بزيارة إسرائيل..
بذل كل مايستطيع للفوز بمنصب مدير اليونسكو، أقام التحالفات والتربيطات مع كثير من الدول، شجعته الدولة وشجعته فرنسا المعادية للحجاب، اقترب من الفوز وتعادل مع مرشحة بلغارية ب29 صوت ضد 29 صوت..
فكانت جولة الإعادة دخلها وكله غرور بالفوز فقد كان قاب قوسين من الفوز، ثم في الإعادة كانت المفاجأة له ولمن تبعوه في غيه.. السقوط الشنيع، فقد فازت البلغارية ب31 صوت و تراجع هو إلى 27 صوت، فقد انقلب صوتين ضده ..
التساؤل فرض نفسه من غيّرهما ؟ أزلامه قالوا أنها مؤامرة، ومن فرط جبنهم وهزيمتهم قالوا أنها من دول كبرى (لم يسموها رغم أن الأصوات معروفة) !
ولكن الحقيقة التي يرفض أنصار المادية العفنة والإلحاد الاعتراف بها، أنها إرادة الله سبحانه وتعالى، فقد قدم فاروق حسني كل ما يستطيع من فروض الولاء للغرب كي ينال هذا المنصب، واعتقد أن الفوز بمولاة الغرب في فكره وكفره، و أن الهزيمة في التمسك بالإسلام، فخلع هويته وسارع لارتداء كل هوية معادية، فصدق فيه قول الحق تبارك وتعالى {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ} [سورة المائدة - الآية 52].
ولا يفوتني الإشارة أيضاً إلى دعوات المسلمين، فقد تمنى كثير من المسلمين ألا يفوز فاروق حسني بهذا المنصب، وتداخلت الوساوس عند بعضهم في ارتقاء فاروق حسنى للمناصب مع عدائه للهوية الإسلامية، فكان قدر الله سبحانه وتعالى برداً وسلاماً على القلوب القلقة من علو الظالمين في الأرض، وعقب إعلان خبر سقوطه قال جميع المسلمين الحمد لله، سقط فاروق حسني، فالحمد لله القائل {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}..
وأعتقد يقينا أن ما حدث هو آية من الله، ليربط على قلوب المؤمنين ويطمئن قلوبهم أنه سبحانه وتعالى حي قيوم، يدبر الأمر، يمهل و لا يهمل، لا يترك الظالمين والطاغين يسعون في الأرض فساداً إلا لحكمة قدّرها سبحانه وتعالى، فله الحمد .. {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.
ممدوح اسماعيل
مآآآآآجى