هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

4 مشترك

    سورة الطور

    شمس النصر
    شمس النصر
    درع التميز
    درع التميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 776
    العمر : 35
    نقاط التميز : 6427
    السٌّمعَة : 15

    سؤال سورة الطور

    مُساهمة من طرف شمس النصر الخميس 5 نوفمبر - 11:52

    هذه السورة تمثل حملة عميقة التأثير في القلب البشري ، ومطاردة عنيفة للهواجس والشبهات والأباطيل التي تساوره وتتدسس إليه ، وتختبىء هنا وهناك في حناياه .ودحض لكل حجة ولكل عذر قد يتخده للحيدة عن الحق والزيغ عن الإيمان ..حملة لا يصمد لها قلب يتلقاها ، وهي تلاحقه حتى تلجئه إلى الاذعان والإستسلام !

    وهي حملة يشترك فيها اللفظ والعبارة ، والمعنى والمدلول ،والصور والظلال والإيقاعات الموسيقية لمقاطع الصورة وفواصلها على السواء . ومن بدء السورة إلى ختامها تتوالى آياتها كما لو كانت قذائف ، وإيقاعاتها كما لو كانت صواعق ، وصورها وظلالها كما لو كانت سياطاً لاذعة للحس لا تمهله لحظة واحدة من البدء إلى الختام !

    وتبدأ السورة بقسم من الله سبحانه بمقدسات في الأرض والسماء . بعضها مكشوف معلوم ! وبعضها مغيب مجهول : ( والطور . وكتاب مسطور . في رق منشور . والبيت المعمور . والسقف المرفوع ) ..

    القسم على أمر عظيم رهيب ، يرج القلب رجا ، ويرعب الحس رعبا . في تعبير يناسب لفظه مدلوله الرهيب ، وفي مشهد كذلك ترتجف له القلوب : ( إن عذاب ربك لواقع ، ما له من دافع ، يوم تمور السماء مورا ، وتسير الجبال سيرا ) ..

    وفي وسط المشهد المفزع نرى ونسمع ما يزلزل ويرعب ، من ويل وهول ، وتقريع وتفزيع : ( فويل يومئذ للمكذبين ، الذين هم في خوض يلعبون . يوم يدعون إلى نار جهنم دعا . هذه النار التي كنتم بها تكذبون . أفسحر هذا ؟ أم أنتم لاتبصرون ؟ اصلوها فاصبروا أو لاتصبروا ، سواء عليكم ، إنما تجزون ما كنتم تعملون ) ..

    هذا شوط من حملة المطاردة يليه شوط آخر من لون آخر ، شوط في إطماع القلوب التي رأت ذلك الهول المرعب – إطماعها في الأمن والنعيم ، يعرض صورة المتقين وما أعد لهم من تكريم . وما هيىء لهم من تكريم . وما هيىء لهم من نعيم رخي رغيد ، يطول عرضه ، وتكثر تفصيلاته ،وتتعدد ألوانه . مما يجيش الحس إلى روح النعيم ويرده ، بعد كرب العذاب وهوله : ( إن المتقين في جنات ونعيم فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم . كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون . متكئين على سرر مصفوفة وزوجنهم بحور عين . والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم . وماألتناهم من عملهم من شىء . كل امرىء بما كسب رهين . وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون . يتنازعون فيها كأساً لالغو فيها ولا تأثيم . ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون . وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون . قالوا : إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين . فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم . إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم ) ..

    والآن وقد أحس القلب البشري سياط العذاب في الشوط الأول ، وتذوق حلاوة النعيم في الشوط الثاني ..الآن يجيء الشوط الثالث يطارد الهواجس والوساوس ، ويلاحق الشبهات والأضاليل ، ويدحض الحجج والمعاذير ، ويعرض الحقيقة بارزة واضحة بسيطة عنيفة . تتحدث بمنطق نافذ لايحتمل التأويل ،مستقيم لا يحتمل اللف والدوران . يلوي الأعناق لياً ويلجئها إلى الإذعان والتسليم ... ويبدأ هذا الشوط بتوجيه الخطاب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ليمضي في تذكيره لهم ، على الرغم من سوء أدبهم معه ، وليقرعهم بهذا المنطق النافذ القوي المستقيم ( فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون . أم يقولون : شاعر نتربص به ريب المنون ؟ قل : تربصوا فإني معكم من المتربصين. أم تأمرهم أحلامهم بهذا ؟ أم هم قوماً طاغون ؟أم يقولوا تقوله ؟ بل لا يؤمنون . فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين . أم خلقوا من غير شيء ؟ أم هم الخالقون ؟ أم خلقوا السماوات والأرض ؟ بل لا يوقنون . أم عندهم خزائن ربك ؟ أم هم المسيطرون ؟ أم لهم سلم يستمعون فيه ؟ فليأت مستمعهم بسلطان مبين . أم له البنات ولكم البنون ؟ أم تسألهم أجراً فهم من مغرم مثقلون ؟ أم عندهم الغيب فهم يكتبون ؟ أم يريدون كيداً فالذين كفروا هم المكيدون . أم لهم إله غير الله ؟ سبحان الله عما يشركون )

    وعقب هذه الأسئلة المتلاحقة . بل هذه القذائف الصاعقة . التي تنسف الباطل نسفا ، وتحرج المكابر والمعاند وتخرس كل لسان يزيغ عن الحق أويجادل فيه ..عقب هذا يصور تعنتهم وعنادهم في صورة الذي يكابر في المحسوس : ( وإن يروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا : سحاب مركوم ) والفرق بين قطعة السماء تسقط وبين السحاب واضح ولكنهم هم يتلمسون كل شبهه ليعدلوا عن الحق الواضح .

    هنا يلقي عليهم بالقذيفة الأخيرة . قذيفة التهديد الرعيب ، بملاقاة ذلك المشهد المرهوب ، الذي عرض عليهم في مطلع الصورة : ( فذرهم حتى يلقوا يومهم الذي فيه يصعقون . يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئاً ولا هم ينصرون ) كما يهددهم بعذاب أقرب من ذلك العذاب : وإن للذين ظلموا عذاب دون ذلك ، ولكن أكثرهم لا يعلمون ) ..

    ثم تختم السورة بإيقاع رضي رخي ..إنه موجه إلى الرسول الكريم الذي يقولون عنه : ( شاعر نتربص به ريب المنون ) ..ويقولون كاهن أو مجنون . موجه إليه من ربه يسليه ويعزيه في إعزاز وتكريم . في تعبير لا نظير له في القرآن كله ، ولم يوجه من قبل من نبي أو رسول : ( واصبر لحكم ربك ، فإنك بأعيننا ، وسبح بحمد ربك حين تقوم ، ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم ) ..

    إنه الإيقاع الذي يمسح على العنت والمشقة الذين يلقاهما الرسول الكريم ، من أولئك المتعنتين المعاندين الذين اقتضت مواجهتهم تلك الحملة العنيفة من المطاردة والهجوم
    ..
    عيــ الملاك ـون
    عيــ الملاك ـون


    الجنس : انثى

    مشاركات : 12
    نقاط التميز : 6048
    السٌّمعَة : 0

    سؤال رد: سورة الطور

    مُساهمة من طرف عيــ الملاك ـون الجمعة 6 نوفمبر - 13:25

    يعطيك العافية ومشكووووووووره
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17096
    السٌّمعَة : 22

    سؤال رد: سورة الطور

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح الأربعاء 11 نوفمبر - 4:16

    جزاك الله خيرا واسعدك
    ننتظر جديدك الرائع
    مدير عام
    مدير عام


    الجنس : ذكر

    مشاركات : 6872
    البلد : Morocco
    نقاط التميز : 8209
    السٌّمعَة : 3

    سؤال رد: سورة الطور

    مُساهمة من طرف مدير عام الجمعة 20 نوفمبر - 11:52

    جزاك الله خيرا

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر - 4:55