Page Home
من طرف سيد الأوفياء محمد(ص) |
 • د. سمير يونس الوفاء كلمة جميلة رقيقة راقية، وهي كلمة جامعة لمعان عظيمة متعددة. فالوفاء يعني الإخلاص والصدق، وتجنب الخيانة والكذب.. والوفاء يعني البذل والعطاء، وتجنّب الشح والبخل.. والوفاء يعني الحفاظ على العهد، وتجنب تضييعه ونسيانه.. والوفاء يعني الحب والمودة، والبعد عن الكراهية والبغضاء.. وليس مع الوفاء تربص ولا تصيّد، ولا إساءة ولا ظلم، ولا نكران ولا جحود، ولا جرح ولا قدح. ورسولنا الكريم الحبيب (ص) المثل الأعلى في الوفاء، وهو سيد الأوفياء، والمتأمل في سيرته الزكية يستنتج أنه أقام الوفاء على أسس سليمة، وتلمح ثلاثة أسس بارزة في وفائه (ص). الأساس الأول، الحب: وهو أمر يجب أن يحكم علاقة الأوفياء مع بعضهم بعضاً. والأساس الثاني، الإنسانية: وهي ضمان استمرار الحب بين الناس. والأساس الثالث، الإيمان: وهو الضابط للوفاء والمغذي له. فمن ادّعى الوفاء لشخص ما، كان لغرض أو لمصلحة، ولم يكن وفاءً بدافع الحب فليس هذا بوفاء، ولن يستمر.. ومن تزوج امرأة لجمالها فقط، ذهب وفاؤه لها مع ذهاب جمالها.. ومن تزوج للمال فقط ضاع الوفاء مع فقدان المال. لذا فقد وجّه النبي(ص) الشباب عند اختيار الزوجة بقوله: "فاظفر بذات الدين تربت يداك"؛ ذلك أن الاختيار القائم على الدين معياره الإيمان، والإيمان هو الذي يضبط الوفاء ويزيده ويجعله دائماً مستمراً، كما وجّه النبي(ص) أهل العروس إلى اختيار صاحب الدين في قوله: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير". إن الوفاء من الأخلاق الكريمة، والصفات العظيمة، وهو من صفات الشرفاء الكرام، وأكرم هؤلاء وأشرفهم وأوفهم محمد(ص) فإلى جولة في حياته ننقب عن بعض صور الوفاء لديه (ص)، عسى أن نستلهم منها الدروس والعبر؛ ونكتسب منه (ص) هذه الصفة الكريمة الشريفة العظيمة. - أولاً: وفاؤه لربه عزّوجلّّ: لقد كان محمد(ص) سيد الأوفياء مع ربه، فقد بلّغ رسالته، وأدّى أمانته وجاهد في الله حق جهاده، حتى أتاه اليقين، وصبر على الإيذاء، ولم يغير، ولم يبدّل، بل سار على النهج الذي رسمه له رب العزة وارتضاه سبحانه. - ثانياً: وفاؤه (ص) مع خديجة: •ومن أبرز صور وفائه (ص) لخديجة ما يلي: إكثاره (ص) ذكرها وذكر محاسنها وأعمالها الطيبة، فقد أثنى على إيمانها، والمبادرة بتصديقه، وثباتها وتثبيتها، ودعمها له (ص) وأدبها وعاداتها وأخلاقها، وحسن عشرتها، لذا فقد أوصى (ص) أتباعه بذكر محاسن زوجاتهم، والتجاوز عن الهِنات والأخطاء، وعدم نشرها؛ لأنه ما من أحد من البشر إلا وله أخطاء، كما قال الشاعر: ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ***** كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه ومن توجيهاته (ص) للأزواج: "لا يفرك مؤمن مؤمنة – أي لا يبغض – إن كره منها خلقاً رضي منها آخر". - ثالثاً: وفاؤه (ص) مع أصحابه: شهدت له سيرته الزكية (ص) بوفائه لأصحابه، حباً وإيثاراً، وعهداً ووعداً، وعطاءً وصدقاً، فكان النموذج الحقيقي للوفاء (ص). |
مجووووووده
