بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
"بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ"
وبه نستعين
"بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ"
قرأ الجمهوربفتح التاء على خطاب النبي صلى الله عليه وسلم:أي:عجبت من تكذيبهم إياك،{وَيَسْخَرُونَ }من تعجبك.
قال قتادة:عجب النبي من هذا القرآن حين أنزل وضلال بني آدم،وذلك أن النبي كان يظن أن كل من يسمع القرآن يؤمن به،فلما سمع المشركون القرآن سخروا منه ولم يؤمنوا به،فعجب من ذلك النبي ،فقال الله تعالى:« بل عجبت ويسخرون »
فقال:{ بَلْ عَجِبْتَ }يا محمد من قدرة الله سبحانه { وَيَسْخُرُونَ } منك بسبب تعجبك،أو ويسخرون منك بما تقوله من إثبات المعاد
وقرأ حمزة،والكسائي:بتاء المتكلم ( ضم التاء )ورويت هذه القراءة عن عليّ،وابن مسعود،وابن عباس.إسناده للباري تعالى على ما يليق به ولا يماثل أحدا من خلقه في هذه الصفة،وبذلك تعلم أن هذه الآية الكريمة على قراءة حمزة والكسائي فيها إثبات العجب لله تعالى،فهي إذاً من آيات الصفات على هذه القراءة وهي من الصفات الفعلية.وهذه الآية هي التي يستدل بها أهل السنة والجماعة على صفة العجب لله عز وجل من القرآن
عن شُرَيْحٍ أنه أنركها وقال:اللَّهُ لا يَعجَبُ فبلغت إبْرَهِيمَ النَّخَعِيِّ فقال:إنَّ شريحاً كان مُعْجَباً برأيه قرأها مَنْ هو أعلم( منه )؛يعني عبد اللَّهِ بن مسعود وابن عباس والعَجَبُ من الله ليس كالتَّعَجُّب من الآدميين كما قال:{ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ الله مِنْهُمْ }وقال:{نَسُواْ الله فَنَسِيَهُمْ}فالعجب من الآدميين إنكاره وتعظيمه والعُجْب من الله تعالى قد يكون بمعنى الإنكار والذَّمِّ وقد يكون بمعنى الاستحسان والرضا كما جاء في الحديث:« عَجِبَ رَبُّكُمْ مِنْ شَابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ »وقوله:« عَجِبَ رَبُّكُمْ مِن إِلِّكُمْ وقُنُوطِكِمْ وسُرْعَةِ إجَابتِهِ إيَّاكُمْ »
قال الشيخ السعدي في تفسيره:« يا أيها الرسول وأيها الإنسان،من تكذيب من كذب بالبعث،بعد أن أريتهم من الآيات العظيمة والأدلة المستقيمة،وهو حقيقة محل عجب واستغراب،لأنه مما لا يقبل الإنكار،{ و }أعجب من إنكارهم وأبلغ منه،أنهم{ يَسْخَرُونَ } ممن جاء بالخبر عن البعث،فلم يكفهم مجرد الإنكار،حتى زادوا السخرية بالقول الحق.
{ و }من العجب أيضا أنهم{ إِذَا ذُكِّرُوا }ما يعرفون في فطرهم وعقولهم،وفطنوا له،وألفت نظرهم إليه{ لا يَذْكُرُونَ }ذلك،فإن كان جهلا فهو من أدل الدلائل على شدة بلادتهم العظيمة،حيث ذكروا ما هو مستقر في الفطر،معلوم بالعقل،لا يقبل الإشكال،وإن كان تجاهلا وعنادا،فهو أعجب وأغرب.
ومن العجب [أيضا] أنهم إذا أقيمت عليهم الأدلة،وذكروا الآيات التي يخضع لها فحول الرجال وألباب الألباء، يسخرون منها ويعجبون.
ومن العجب أيضا،قولهم للحق لما جاءهم:{ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ }فجعلوا أعلى الأشياء وأجلها،وهو الحق,في رتبة أخس الأشياء وأحقرها.
ومن العجب أيضا،قياسهم قدرة رب الأرض والسماوات،على قدرة الآدمي الناقص من جميع الوجوه، فقالوا استبعادا وإنكارا:{ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآبَاؤُنَا الأوَّلُونَ } »
زياد أبو رجائي /المنهاج
دور القران الكريم النسائيه
م
ALZAHRA
دور القران الكريم النسائيه
م
ALZAHRA