هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    العلاقات الروسية الإسرائيلية: جدل المصالح والمواقع

    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17074
    السٌّمعَة : 22

    سؤال العلاقات الروسية الإسرائيلية: جدل المصالح والمواقع

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح الخميس 10 ديسمبر - 3:14

    سارعت "إسرائيل" إلى إصلاح علاقتها بروسيا، بعدَ أن وضعت الحرب بين روسيا وجورجيا أوزارَها في أغسطس 2008 مباشرة، والتي اتُّهِمت فيها بالوقوف إلى جانب جورجيا ودعمها، فقام رئيسُ الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود أولمرت بزيارة رسميَّة إلى روسيا، بعد شهرين فقط مِن انتهاء حرْب جورجيا؛ للبحث في كيفية رأْبِ الصدْع الذي أصاب العلاقاتِ بين البلدين وإصلاحها، ولكن الغريب أنَّه - باستثناء سورية - لم تستثمرِ الدول العربية هذا الحدثَ في محاولة تطويرِ علاقاتها بروسيا بعدَ الحرب.

    ويعود سبب التطوُّر السريع للعلاقات الإسرائيلية - الروسية، والذي تُوِّج مؤخَّرًا بزيارة الرئيس الإسرائيلي لموسكو في 18 أغسطس الجاري (2009)، إلى كلٍّ من طائرات "هيرمس" (وهي طائرات بدون طيَّار، إسرائيلية الصنع، تَرغَب روسيا في الحصول عليها)، وصواريخ إس 300 (وهي صواريخ روسيَّة، سطح - جو مضادَّة للطائرات، أبرمت روسيا اتفاقًا لتصدير بعضها إلى إيران قبلَ عامين، وترغب إسرائيل في إيقاف هذه الصفقة).

    والحال أنَّ "إسرائيل" أصبحت حليفًا لجورجيا في السنوات الأخيرة، وقبل وأثناءَ حربها مع روسيا، وأمدتْها "إسرائيل" بالأسلحة المتنوِّعة، بدءًا من الألْغام ومضادات الألغام الأرضية، وحتى الطائرات من دون طيَّار المعروفة باسم "هيرمس"، كما قامتْ إسرائيل بتدريب بعض قواتها، وخاصَّة الكوماندوز والقوات الخاصة.

    وكان ذلك سببًا مباشرًا لتدهور العَلاقات بين روسيا و"إسرائيل"، ووصل الأمرُ إلى درجةِ تهديد القادة الروس - وعلى رأسِهم الرئيس ميدفيديف، ورئيس وزرائه بوتين، ورئيس الأركان المشتركة نيكولاي ماكاروف - "إسرائيل" بأنَّها إذا لم تُوقفِ شحناتِ الأسلحة إلى جورجيا، فإنَّ موسكو ستقومُ بإمداد جيران "إسرائيل" - خاصَّة سورية – وأعداءها - أي: إيران - بنُظم تسليح هجوميَّة.

    وقد حاولت سورية استثمارَ هذه الفرصة؛ حيث قام الرئيس بشَّار الأسد بزيارة إلى موسكو بعد بضعة أيَّام من انتهاء الحرْب الجورجية، وتحديدًا في 20 أغسطس 2008، ناقش خلالَها مع نظيره الروسي مسألةَ بيْع سورية نظم أسلحة متطوِّرة، وثارتْ تكهُّنات خلال هذه الزيارة بأنَّ رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، الذي يُسيطِر على عمليات بيع وشراء الأسلحة الروسية - سيوافق على بيْع سورية صواريخ إسكندر إي طويلة المدى، الأمر الذي أفْزَع "إسرائيل".

    ثم زار أولمرت موسكو في أكتوبر 2008، بعد أن قَدَّم لزيارته ببادرة رمزيَّة للروس، وهي الموافقةُ على استعادة روسيا موقعًا أثريًّا أنشأه القيصرُ الروسي الكسندر الثالث في العام 1888 في وسط القدس، بجوار الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وأخبر أولمرت نظراءَه الروس بأنَّ بلاده أوقفتْ شحناتِ الأسلحة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار، وغيره من أشكال الدَّعْم العسكري لجورجيا، وأنَّها لن توقِّع أية اتفاقات جديدة في هذا الشأن، وطالَب الروس بعدم تزويد كلٍّ من سورية وإيران بأنظمة صواريخ متطوِّرة، ولا سيَّما إس 300، أو الكسندر.

    وبدأتْ مفاوضات بين البلدَين لشراء روسيا عددًا من الطائرات الإسرائيلية بدون طيار، والتي أثبتت - وفقًا للقادة العسكريِّين الروس - نجاعتَها وفعاليتها في حرْب جورجيا، فيما يتعلَّق بجميع المعلومات الاستخبارية، مقارنة بنظيراتها الروسية قديمة الطراز.

    وقد أبرمت الدولتان اتفاقًا في هذا الخصوص، يقضي بتزويد روسيا وقواعدها الأرضية بعددٍ من هذه الطائرات، وأصرَّت "إسرائيل" بالمقابل على تزويد جورجيا بالأسلحة؛ بحجَّة أن ذلك يمثل تنفيذًا لاتفاقات سابقة، ولم تُقدِّم روسيا أية ضمانات بشأن صفقة صواريخ إس 300، التي اتَّفق عليها الطرفانِ الروسي والإيراني، ولم تنفذ بعدُ.

    ثم جاء التطوُّر الأهم في العلاقات الإسرائيلية - الروسية مع زِيارة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إلى موسكو في شهر أغسطس الماضي (2009)، والتي تزامنتْ بدورها مع الحديث عن قُرْب انعقاد مؤتمر دولي للسلام في الشَّرْق الأوسط في موسكو، وعن مبادرة أمريكيَّة جديدة للتسوية السلمية للصِّراع العربي - الإسرائيلي.

    وقد أعلن بيريز أنَّ الرئيس ميدفيديف وعَدَه بإعادة النظر في صفقة الصواريخ الروسيَّة إس 300 إلى إيران؛ لأنَّها قد تؤثِّر في التوازن الدقيق القائم في الشرق الأوسط، وربط بيريز بين ذلك ومسألة الدِّرْع الصاروخية التي تراجع إدارة أوباما حاليًّا خطط إقامتها في بولندا وتشيكيا، والتي تَعتبر روسيا أنها تمثِّل تهديدًا لأمنِها القومي؛ لأنَّها قد تسلبها قوَّة الردْع المتمثلة في القدرة على توجيه الضَّرْبة الثانية في حال تعرُّضها لهجوم أمريكي، وتمثِّل محاولةً لاحتواء قوتها داخلَ إقليمها، ومنْع نفوذها من التمدُّد في أوروبا الشرقية.

    كما أسفرتْ هذه الزيارة عن توقيع اتِّفاق بين الطرفَين لتحديث أنظمة الري الروسية، قيمته 500 مليون دولار، وتعهدت "إسرائيل" بموجبه بتوفير التكنولوجيا المتقدِّمة التي طورتها الشركات الإسرائيلية في مجالي الماء والزِّراعة، ومِن المقرَّر أن يقوم وفد روسي برئاسة وزير الزراعة بزيارة "إسرائيل"؛ لبحثِ سُبل وإمكانيات تعزيز التعاون الزراعي بين البلدين، كما ناقش الطرفان أيضًا آفاقَ ومجالاتِ التعاون في مجال البحث العِلمي بين الشركات الروسية ونظيراتها الإسرائيلية.

    ويتخوَّف بعضُ المحلِّلين من أن ينعكس هذا التطوُّر الإستراتيجي في العلاقات بين روسيا وإسرائيل سلبًا على العالَم العربي، ولا سيَّما أنَّ روسيا تُعدُّ من القوى الدولية التي تتبنَّى توجهات قريبة نوعًا ما من التوجهات العربية فيما يتعلَّق بملف الصراع العربي - الإسرائيلي، ويطالب هؤلاء المحلِّلون الدولَ العربية بالتحرُّك الجاد باتجاه القُوى الدولية الصاعدة، مثل روسيا والصين، من أجْل موازنة التحرُّكات الإسرائيلية تُجاهَ تلك القوى حتى لا تخسر هذه الدولُ حلفاءَها التقليديين، الذين يتبنَّون توجهاتٍ داعمةً للقضايا العربية.

    هشآم منور
    مآجده
    مدير عام
    مدير عام


    الجنس : ذكر

    مشاركات : 6872
    البلد : Morocco
    نقاط التميز : 8187
    السٌّمعَة : 3

    سؤال رد: العلاقات الروسية الإسرائيلية: جدل المصالح والمواقع

    مُساهمة من طرف مدير عام الخميس 10 ديسمبر - 5:33

    تحية طيبة
    جزاك الله خيرا
    على عملك المتواصل
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17074
    السٌّمعَة : 22

    سؤال رد: العلاقات الروسية الإسرائيلية: جدل المصالح والمواقع

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح الخميس 10 ديسمبر - 11:32

    بارك الله لك

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 1 نوفمبر - 2:26