السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى الامامين بخاري ومسلم رحمهما الله في صحيحهما عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه, وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم, فانما أهلك الذين من قبلكم مسائلهم واختلافهم على أنبياءهم
ما نهيتكم عنه فاجتنبوه
أي اجتنبوه جملة وتقصيلا, لا تفعلوه ولا حتى بشيء منه, وهذا محمول على نهي التحريم لا على نهي الكراهة, ذلك أن نهي التحريم لا يجوز فعله ولا بحال من الأحوال, بينما نهي الكراهة يجوز فعله مع التحرز والأولى تركه, واصل النهي في اللغة هو المنع, تماما كما في قوله تعالى في الخمر: فاجتنبوه, وكقوله تعالى في الزنا: ولا تقربول الزنا أي لا تفعلوا ما من شأنه يقود الى الزنا , فاذا كان الذي يقود الى الزنا منهي غنه فما بالنا بالفعل نفسه؟
وما أمرتكم به فاتوا منه ما استطعتم
وهذا تماما كما في الحديث: افضل العمل أدومه وان قل.. لماذا؟ لأنّ العمل اليومي المستمر الذي يداوم عليه العبد أفضل من التي يقبل عليه بين حين وآخر ولو بكثرة, فان تقرا حزب من القرآن كل يوم أو كل ليلة وتداوم على هذا الفعل أفضل من تقرأ جزء كل أسبوع, وأن تقوم كل ليلة بركعتين لله تعالى وتداوم عليها, أفضل من أن تقوم بمائة ركعة كل شهر, وعلى هذا تقاس بقية الأعمال من صلاة تطوع ونفقة وصدقة وما الى ذلك من القربات لله عزوجل
فانما أهلك الذين من قبلكم كثرة مساءلهم
واعلم أن السؤال على أقسام ثلاثة
القسم الأول- السؤال الواجب
كسؤال الجاهل عن فرائض الدين كالوضوء والصلاة والصوم وأحكام المعاملة ونحو ذلك , وعليه حمل قوله عليه الصلاة والسلام: طلب العلم غريضة على كل مسلم ومسلمة
والعلم الذي يقصده النبي صلى الله عليه وسلم هو العلم الشرعي, واقل هذا العلم ان يلم المسلم بفرائض الصلاة والوضوء والطهارة والزكاة وأحكامهم وشروطهم وفرائضهم الماما تاما, ولا عذر لأحد أبدا بألا يلم بأسيات الدين , لقوله تبارك وتعالى في سورة الأنبياء 7 وسورة النحل 43: فاسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون
وها هو حبر الأمة الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنهما يحدثنا عن نفيسه فيقول: اني أعطيت لسانا سئولا, وقلبا عقولا
القسم الثاني- فرض الكفاية
كالتفقه في الدين والسؤال عن كل ما يتعلق بأمور الشرع, تحقيقا لقوله تبارك وتعالى في سورة التوبة 122: فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين وكقوله عليه الصلاة والسلام: ألا فليعلم الشاهد الغائب
القسم الثالث- السؤال عن شيء لم يوجبه الله
ذلك أنه قد يكون في السؤال ترتيب مشقة بسبب تكليف يحصل, ولهذا أشار النبي صلى الله عليه وسلم: وسكت عن أشياء رحمة لكم فلا تسألوا عنها
وعن علي رضي الله عنه قال: لما نزل قوله تعالى قي سورة آل عمران 97: ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا, قال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أعادها مرتين أو ثلاثا, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما يؤمنك ان أقول نعم؟ والله لو قلت نعم لوجبت..ولو وجبت ما استطعتم, فذروني ما تركتكم, فانما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم ةاخلافهم على أنبياءهم, فاذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم, وان نهيتكم عن شيء فاجتنبوه... فنزل قوله تعالى في سورة المائدة 101
يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم* قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين
وقد ورد في الحديث أن: اعظم المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرّم , فيجرّم من أجل مسألته
وفي الحديث أيضا: انّ الله تعالى غرض فرائضا فلا تضيعوها, وحدّ حدودا فلا تعتدوها, وحرّم أشياء فلا تنتهكوها, وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها
لأننا لو سألنا عن أمور لم يرد نص تحريم فيها ودعانا فضولنا للسؤال عنها وأفتلى لنا العلماءبها , كان علينا أن نأخذ بآراء العلماء حتى لا يشملنا قوله تعالى السابق الذكر, راجعوا الحديث النووي السادس من هذا البحث فانه يدور حول هذا الأمر الى حد ما
, وكما ورد في الحديث : لا تسألوا عن أشياء ان نزل القرآن فيها بتغليظ ساءكم ذلك, ولكن انتظروا, فاذا نزل القرىن فانكم لا تسالون عن شيء الا وجدتم بيانه, ثم قال: قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين
وهذا النهي خاص بزمانه عليه الصلاة والسلام وأما وبعد أن استقرت الشريعة وأمن من الزيادة فيها فقد زال النهي بزوال السبب
وكره جماعة من السلف السؤال عن معاني الآيات المشتبهة, فقد سئل مالك بن أنس رحمهما الله عن قوله تعالى في سورة طه 5: الرحمن على العرش استوى
الاستواء معلوم, والكيف مجهول , والايمان به واجب, والسؤال عنه بدعة , واراك رجل سوء, أخرجوه عني
وقال بعضهم مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وهو السؤال
و التائب من الذنب كمن لا ذنب له أو كما قال عليه الصلاة والسلام ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة
ما أصبت به في هذه الفقرة فمن توفيق الله عزوجل وحده, وما أخطأت به فمن نفسي الخاطئة ومن الشيطان
لا تنسونا من خالص دعاؤكم ولكم مثله ان شاء الله
م
مجووووووده
ما نهيتكم عنه فاجتنبوه
أي اجتنبوه جملة وتقصيلا, لا تفعلوه ولا حتى بشيء منه, وهذا محمول على نهي التحريم لا على نهي الكراهة, ذلك أن نهي التحريم لا يجوز فعله ولا بحال من الأحوال, بينما نهي الكراهة يجوز فعله مع التحرز والأولى تركه, واصل النهي في اللغة هو المنع, تماما كما في قوله تعالى في الخمر: فاجتنبوه, وكقوله تعالى في الزنا: ولا تقربول الزنا أي لا تفعلوا ما من شأنه يقود الى الزنا , فاذا كان الذي يقود الى الزنا منهي غنه فما بالنا بالفعل نفسه؟
وما أمرتكم به فاتوا منه ما استطعتم
وهذا تماما كما في الحديث: افضل العمل أدومه وان قل.. لماذا؟ لأنّ العمل اليومي المستمر الذي يداوم عليه العبد أفضل من التي يقبل عليه بين حين وآخر ولو بكثرة, فان تقرا حزب من القرآن كل يوم أو كل ليلة وتداوم على هذا الفعل أفضل من تقرأ جزء كل أسبوع, وأن تقوم كل ليلة بركعتين لله تعالى وتداوم عليها, أفضل من أن تقوم بمائة ركعة كل شهر, وعلى هذا تقاس بقية الأعمال من صلاة تطوع ونفقة وصدقة وما الى ذلك من القربات لله عزوجل
فانما أهلك الذين من قبلكم كثرة مساءلهم
واعلم أن السؤال على أقسام ثلاثة
القسم الأول- السؤال الواجب
كسؤال الجاهل عن فرائض الدين كالوضوء والصلاة والصوم وأحكام المعاملة ونحو ذلك , وعليه حمل قوله عليه الصلاة والسلام: طلب العلم غريضة على كل مسلم ومسلمة
والعلم الذي يقصده النبي صلى الله عليه وسلم هو العلم الشرعي, واقل هذا العلم ان يلم المسلم بفرائض الصلاة والوضوء والطهارة والزكاة وأحكامهم وشروطهم وفرائضهم الماما تاما, ولا عذر لأحد أبدا بألا يلم بأسيات الدين , لقوله تبارك وتعالى في سورة الأنبياء 7 وسورة النحل 43: فاسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون
وها هو حبر الأمة الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنهما يحدثنا عن نفيسه فيقول: اني أعطيت لسانا سئولا, وقلبا عقولا
القسم الثاني- فرض الكفاية
كالتفقه في الدين والسؤال عن كل ما يتعلق بأمور الشرع, تحقيقا لقوله تبارك وتعالى في سورة التوبة 122: فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين وكقوله عليه الصلاة والسلام: ألا فليعلم الشاهد الغائب
القسم الثالث- السؤال عن شيء لم يوجبه الله
ذلك أنه قد يكون في السؤال ترتيب مشقة بسبب تكليف يحصل, ولهذا أشار النبي صلى الله عليه وسلم: وسكت عن أشياء رحمة لكم فلا تسألوا عنها
وعن علي رضي الله عنه قال: لما نزل قوله تعالى قي سورة آل عمران 97: ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا, قال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أعادها مرتين أو ثلاثا, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما يؤمنك ان أقول نعم؟ والله لو قلت نعم لوجبت..ولو وجبت ما استطعتم, فذروني ما تركتكم, فانما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم ةاخلافهم على أنبياءهم, فاذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم, وان نهيتكم عن شيء فاجتنبوه... فنزل قوله تعالى في سورة المائدة 101
يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم* قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين
وقد ورد في الحديث أن: اعظم المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرّم , فيجرّم من أجل مسألته
وفي الحديث أيضا: انّ الله تعالى غرض فرائضا فلا تضيعوها, وحدّ حدودا فلا تعتدوها, وحرّم أشياء فلا تنتهكوها, وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها
لأننا لو سألنا عن أمور لم يرد نص تحريم فيها ودعانا فضولنا للسؤال عنها وأفتلى لنا العلماءبها , كان علينا أن نأخذ بآراء العلماء حتى لا يشملنا قوله تعالى السابق الذكر, راجعوا الحديث النووي السادس من هذا البحث فانه يدور حول هذا الأمر الى حد ما
, وكما ورد في الحديث : لا تسألوا عن أشياء ان نزل القرآن فيها بتغليظ ساءكم ذلك, ولكن انتظروا, فاذا نزل القرىن فانكم لا تسالون عن شيء الا وجدتم بيانه, ثم قال: قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين
وهذا النهي خاص بزمانه عليه الصلاة والسلام وأما وبعد أن استقرت الشريعة وأمن من الزيادة فيها فقد زال النهي بزوال السبب
وكره جماعة من السلف السؤال عن معاني الآيات المشتبهة, فقد سئل مالك بن أنس رحمهما الله عن قوله تعالى في سورة طه 5: الرحمن على العرش استوى
الاستواء معلوم, والكيف مجهول , والايمان به واجب, والسؤال عنه بدعة , واراك رجل سوء, أخرجوه عني
وقال بعضهم مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وهو السؤال
و التائب من الذنب كمن لا ذنب له أو كما قال عليه الصلاة والسلام ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة
ما أصبت به في هذه الفقرة فمن توفيق الله عزوجل وحده, وما أخطأت به فمن نفسي الخاطئة ومن الشيطان
لا تنسونا من خالص دعاؤكم ولكم مثله ان شاء الله
م
مجووووووده