الحمد لله رب العالمين الذي رضي لنا الإسلام دينًا، وجعلنا مسلمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدَ بن عبدالله رسول الله، النبي الصادق الأمين، صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين.
ثم أما بعد:
ففي سابقةٍ هي الأولى من نوعها تحاول بعض الدول الأوربية - وفي (سويسرا) على وجه التحديد - العمل على عدم بناء مآذن لمساجد المسلمين فيها بحجج مختلفة، لكن أهمها على الإطلاق - رغم عدم الإفصاح عن ذلك صراحةً - هو الخوف من المدِّ الإسلامي المتنامِي في أوروبا وأمريكا بشكل عام وسريع.
وهي - أي: سويسرا - البلد الوحيد في العالم الذي به أغلب ثروات المستثمرين العرب والمسلمين، ورغم ذلك غلب عليهم الغباء، ولم يكن لديهم الحياء أو الأدب الذي يردُّون به بعض فضل المسلمين عليهم بدلاً من معاداتهم، وهم في النهاية هم الخاسرون لو سُحِبتْ من بنوكهم أموال المسلمين واستثماراتهم.
وهم في محاولاتهم اليائسة والفاشلة يظنون أنهم سيُوقِفون مدَّ الإسلام إلى أوروبا وأمريكا، وكل بقاع الدنيا العامرة.
ونسوا أو تناسوا أن الأمر كله بيد الله - جل وعلا - وأنه - تعالى - يسبِّب الأسباب لتجري الأمور كلها وَفْق مشيئة الله - تعالى - وكما يريده - سبحانه - لأن هذا الدين - الإسلام - هو الدين الذي ارتضاه الله - تعالى - للناس دينًا؛ مصداقًا لقوله - تعالى -: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [المائدة: 3] جزء من الآية.
ولو أن هذا الخطاب كان للمسلمين في جزيرة العرب إلا أن له صفة العموم لكل البشرية؛ لأنها ستدخل كلها تحت عباءة الإسلام شاءت أم أَبَتْ، كما سنرى لاحقًا في حديث النبي الهادي محمد - صلي الله عليه وسلم - في الأولين والآخِرين.
((وكان النبي يُبْعَث إلى قومه خاصة، وبُعِثْتُ إلى الناس عامة))؛ "صحيح الجامع الصغير وزيادته" 1/240 ح: 1056.
وقد وصل المعارِضون لإقامة المآذن على المساجد في سويسرا إلى أكثر من خمسين في المائة من عدد السكان.
وهم بهذا التصوُّر القاصر يتصورون أنهم سيُوقِفون المد الإسلامي الرباني المحمدي إلى تلك البِقَاع وغيرها، وإنما الأمر كله من قبل ومن بعد بإرادة الله الذي يقول - سبحانه - للشيء: كن، فيكون، فنور الإسلام يقذفه الله - تعالى - في قلوب مَن يشاء من عباده من الخلق، ولا رادَّ لأمر الله.
ولأن هذا الدين العظيم هو المخرَج الوحيد لحيرة واضطراب وتخبُّط الكثيرين من سكان المعمورة، ويهدي الله لنوره مَن يشاء، ولن تستطيع الدنيا بأسْرها أن تُوقِف هذا المدَّ العظيم ليدحض نظريات الجهلاء والحاقدين بأن الإسلام انتشر بحدِّ السيف.
وها نحن نرى العشرات بل المئات من الأوروبيين والأمريكان وغيرهم يدخلون في دين الله أفواجًا، سواء أكانوا نصارى أم يهودًا، أم غيرهم من الملل الوضعية الأخرى الباطلة.
وهذا يذكِّرنا ببداية نشر الدعوة الإسلامية، عندما وقف صناديد قريش وغيرها من قبائل العرب في وجه هذه الدعوة التي هي خيرٌ لكل الناس؛ لأنها برضا الله - جل وعلا - ثم ما لبث هؤلاء الذين حاربوا الدعوة أن هداهم الله وشرح صدورهم للإسلام، أعز الله - جل وعلا - الإسلام بهم، وكان على رأس هؤلاء: الفاروق عمر بن الخطاب، وخالد بن الوليد - سيف الله المسلول - وعمرو بن العاص الذي قال عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث الحسن: ((أسلم الناسُ، وآمنَ عمرو بن العاص))؛ "صحيح الجامع الصغير وزيادته" 1/227 ح: 971- 477 - رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
ولأن الإسلام بسماحته وبساطته قد جعل الصلاة في أيِّ مكان طاهر؛ فليست المآذن عائقًا في انتشار هذا الدين العظيم، ونحن نسمع قول النبي - صلي الله عليه وسلم - مدوِّيًا في الآفاق: ((أُعطِيتُ خمسًا لم يُعطَهُنَّ أحدٌ من الأنبياء قبلي: نُصِرتُ بالرُّعب مسيرةَ شهرٍ، وجُعلتْ لي الأرضُ مسجدًا وطهورًا، فأيُّما رجلٍ من أُمتي أدركتْه الصلاة فليُصلِّ...))؛ "صحيح الجامع الصغير وزيادته" 1/240 ح: 1056.
ولو قرأ هؤلاء الأغبياء والحمقى القرآن العظيم، وما أعدَّه الله - جل وعلا - للمؤمنين الموحِّدين، وكذلك سنة النبي الهادي محمد - صلى الله عليه وسلم - من جنات وعيون وحور عين، وأشياء لم تَرَهَا عين، ولا خطرت على قلب بشر - لكفوا عن سفاهتهم وعنادهم، وأسلموا لله رب العالمين، لكنه العناد الأحمق الذي سيسوقهم إلى التهلكة، ويكونون في الآخرة وقود النار، هم والحجارة سواء بسواء.
وما أعظم قول الله تعالى - وقوله كله عظيم - في قرآن يُتْلَى إلى يوم القيامة: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].
وسواء أراد هؤلاء أم أبَوْا فإن الإسلام آتِيهم؛ تحقيقًا لقول النبي الكريم - صلي الله عليه وسلم - بأن هذا الدين سيصل نوره وهُداه إلى كل مكان على هذه المعمورة؛ لأنه الدين الخاتم على يد الرسول الخاتم محمد - صلى الله عليه وسلم.
يقول - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث الصحيح من حديث ثوبان - رضي الله عنه -: ((إن الله زَوى ليَ الأرضَ، فرأيتُ مشارِقَها ومغارِبَها، وإنَّ مُلْكَ أمتي سَيبلغُ ما زُوِي لي منها، وإنِّي أُعطِيتُ الكنزَين الأحمرَ والأبيضَ))؛ "صحيح الجامع الصغير وزيادته": 1/364 ح: 1773/785، جزء من الحديث.
فلتَقَرَّ عين أمة الإسلام، أمة التوحيد، أمة الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - فالنصر في النهاية للإسلام والمسلمين، وإن كنَّا نرى بين الحين والحين كبوة للمسلمين وليس للإسلام، فالإسلام شامخ شموخ الجبال الراسيات، وهو بوعد الله الحق على لسان رسول الهدى والنور محمد - صلي الله عليه وسلم - سيعمُّ الدنيا كلها، ولن يكون هناك بيتٌ من شعر ولا وبَر إلا وسيدخله نور الإسلام، والنصر آتٍ - إن شاء الله تعالى.
ألا إن نصر الله قريب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى اللهم وسلم على النبي الخاتم محمد - صلى الله عليه وسلم
ثم أما بعد:
ففي سابقةٍ هي الأولى من نوعها تحاول بعض الدول الأوربية - وفي (سويسرا) على وجه التحديد - العمل على عدم بناء مآذن لمساجد المسلمين فيها بحجج مختلفة، لكن أهمها على الإطلاق - رغم عدم الإفصاح عن ذلك صراحةً - هو الخوف من المدِّ الإسلامي المتنامِي في أوروبا وأمريكا بشكل عام وسريع.
وهي - أي: سويسرا - البلد الوحيد في العالم الذي به أغلب ثروات المستثمرين العرب والمسلمين، ورغم ذلك غلب عليهم الغباء، ولم يكن لديهم الحياء أو الأدب الذي يردُّون به بعض فضل المسلمين عليهم بدلاً من معاداتهم، وهم في النهاية هم الخاسرون لو سُحِبتْ من بنوكهم أموال المسلمين واستثماراتهم.
وهم في محاولاتهم اليائسة والفاشلة يظنون أنهم سيُوقِفون مدَّ الإسلام إلى أوروبا وأمريكا، وكل بقاع الدنيا العامرة.
ونسوا أو تناسوا أن الأمر كله بيد الله - جل وعلا - وأنه - تعالى - يسبِّب الأسباب لتجري الأمور كلها وَفْق مشيئة الله - تعالى - وكما يريده - سبحانه - لأن هذا الدين - الإسلام - هو الدين الذي ارتضاه الله - تعالى - للناس دينًا؛ مصداقًا لقوله - تعالى -: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [المائدة: 3] جزء من الآية.
ولو أن هذا الخطاب كان للمسلمين في جزيرة العرب إلا أن له صفة العموم لكل البشرية؛ لأنها ستدخل كلها تحت عباءة الإسلام شاءت أم أَبَتْ، كما سنرى لاحقًا في حديث النبي الهادي محمد - صلي الله عليه وسلم - في الأولين والآخِرين.
((وكان النبي يُبْعَث إلى قومه خاصة، وبُعِثْتُ إلى الناس عامة))؛ "صحيح الجامع الصغير وزيادته" 1/240 ح: 1056.
وقد وصل المعارِضون لإقامة المآذن على المساجد في سويسرا إلى أكثر من خمسين في المائة من عدد السكان.
وهم بهذا التصوُّر القاصر يتصورون أنهم سيُوقِفون المد الإسلامي الرباني المحمدي إلى تلك البِقَاع وغيرها، وإنما الأمر كله من قبل ومن بعد بإرادة الله الذي يقول - سبحانه - للشيء: كن، فيكون، فنور الإسلام يقذفه الله - تعالى - في قلوب مَن يشاء من عباده من الخلق، ولا رادَّ لأمر الله.
ولأن هذا الدين العظيم هو المخرَج الوحيد لحيرة واضطراب وتخبُّط الكثيرين من سكان المعمورة، ويهدي الله لنوره مَن يشاء، ولن تستطيع الدنيا بأسْرها أن تُوقِف هذا المدَّ العظيم ليدحض نظريات الجهلاء والحاقدين بأن الإسلام انتشر بحدِّ السيف.
وها نحن نرى العشرات بل المئات من الأوروبيين والأمريكان وغيرهم يدخلون في دين الله أفواجًا، سواء أكانوا نصارى أم يهودًا، أم غيرهم من الملل الوضعية الأخرى الباطلة.
وهذا يذكِّرنا ببداية نشر الدعوة الإسلامية، عندما وقف صناديد قريش وغيرها من قبائل العرب في وجه هذه الدعوة التي هي خيرٌ لكل الناس؛ لأنها برضا الله - جل وعلا - ثم ما لبث هؤلاء الذين حاربوا الدعوة أن هداهم الله وشرح صدورهم للإسلام، أعز الله - جل وعلا - الإسلام بهم، وكان على رأس هؤلاء: الفاروق عمر بن الخطاب، وخالد بن الوليد - سيف الله المسلول - وعمرو بن العاص الذي قال عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث الحسن: ((أسلم الناسُ، وآمنَ عمرو بن العاص))؛ "صحيح الجامع الصغير وزيادته" 1/227 ح: 971- 477 - رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
ولأن الإسلام بسماحته وبساطته قد جعل الصلاة في أيِّ مكان طاهر؛ فليست المآذن عائقًا في انتشار هذا الدين العظيم، ونحن نسمع قول النبي - صلي الله عليه وسلم - مدوِّيًا في الآفاق: ((أُعطِيتُ خمسًا لم يُعطَهُنَّ أحدٌ من الأنبياء قبلي: نُصِرتُ بالرُّعب مسيرةَ شهرٍ، وجُعلتْ لي الأرضُ مسجدًا وطهورًا، فأيُّما رجلٍ من أُمتي أدركتْه الصلاة فليُصلِّ...))؛ "صحيح الجامع الصغير وزيادته" 1/240 ح: 1056.
ولو قرأ هؤلاء الأغبياء والحمقى القرآن العظيم، وما أعدَّه الله - جل وعلا - للمؤمنين الموحِّدين، وكذلك سنة النبي الهادي محمد - صلى الله عليه وسلم - من جنات وعيون وحور عين، وأشياء لم تَرَهَا عين، ولا خطرت على قلب بشر - لكفوا عن سفاهتهم وعنادهم، وأسلموا لله رب العالمين، لكنه العناد الأحمق الذي سيسوقهم إلى التهلكة، ويكونون في الآخرة وقود النار، هم والحجارة سواء بسواء.
وما أعظم قول الله تعالى - وقوله كله عظيم - في قرآن يُتْلَى إلى يوم القيامة: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].
وسواء أراد هؤلاء أم أبَوْا فإن الإسلام آتِيهم؛ تحقيقًا لقول النبي الكريم - صلي الله عليه وسلم - بأن هذا الدين سيصل نوره وهُداه إلى كل مكان على هذه المعمورة؛ لأنه الدين الخاتم على يد الرسول الخاتم محمد - صلى الله عليه وسلم.
يقول - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث الصحيح من حديث ثوبان - رضي الله عنه -: ((إن الله زَوى ليَ الأرضَ، فرأيتُ مشارِقَها ومغارِبَها، وإنَّ مُلْكَ أمتي سَيبلغُ ما زُوِي لي منها، وإنِّي أُعطِيتُ الكنزَين الأحمرَ والأبيضَ))؛ "صحيح الجامع الصغير وزيادته": 1/364 ح: 1773/785، جزء من الحديث.
فلتَقَرَّ عين أمة الإسلام، أمة التوحيد، أمة الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - فالنصر في النهاية للإسلام والمسلمين، وإن كنَّا نرى بين الحين والحين كبوة للمسلمين وليس للإسلام، فالإسلام شامخ شموخ الجبال الراسيات، وهو بوعد الله الحق على لسان رسول الهدى والنور محمد - صلي الله عليه وسلم - سيعمُّ الدنيا كلها، ولن يكون هناك بيتٌ من شعر ولا وبَر إلا وسيدخله نور الإسلام، والنصر آتٍ - إن شاء الله تعالى.
ألا إن نصر الله قريب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى اللهم وسلم على النبي الخاتم محمد - صلى الله عليه وسلم
راشد بن عبدالمعطي بن محفوظ
مآآآجده
مآآآجده