<BLOCKQUOTE style="PADDING-LEFT: 5px; MARGIN-LEFT: 5px; BORDER-LEFT: rgb(16,16,255) 2px solid">
كيف تسعد.... بالشدائد....والمحن ..!
عندما تعلم أنها......
تؤدى إلى مراجعة النفس ....ومعرفة مسارها.... ومن أين أُتيت، فيصحح الإنسان مساره.... ويقاوم عيوبه.....
فيصبح شخصاً آخر يقر بالحق...... ولا يعاند بالباطل،
فيقر بخطئه..... ويعترف بذنبه..... ويتوب إلى ربه....، وإن هذا المثل كمثل رجل عند ولده فهو يحبه....
لكنه يجده يخطئ..... ويتنكب الطريق، ومازال يتنكب.... حتى يخشى عليه من العثرات
فهو من فرط حبه له،..... وإشفاقه عليه.....، يقسو عليه ويلزمه بأمور شديدة حتى يصنع منه رجلاً،
قال الشاعر:
قسا ليزدجروا ومن يك حازماً فليقسُ أحياناً على من يرحم
عندما تعلم أنها......
تعرف الإنسان قدر النعمة التى هو فيها .....فيشكر الله عليها.... ويحافظ عليها، إذ النعم منسيّة... فإذا فقدت عُرفت....،
فيجتهد بالحفاظ على النعم بطاعة الله .....وإتقان العمل،
وسد الثغرات..... وإصلاح النية.
قال الشاعر:
إذا كنتَ في نعمةٍ فارعَه فإنّ الذنوب تزيل النعم
صُنها بطاعة ربِّ العباد فربُّ العباد سريع النقم
عندما تعلم أنها......
أنها تخرج الطاقات الكامنة.... فتظهر قدرة الإنسان الحقيقية.....، وتعوده الجد بعد أن تعود الكسل....، والنشاط بعد الخمول.....،
والعمل لدين الله بعد أن أخذت الدنيا مجامع قلبه....... فمن المحن تأتى المنح.....
عندما تعلم أنها......
أنها تعرف الإنسان حقيقة الدنيا......، وأنها بين لحظة وأخرى تنقلب على صاحبها.....، ألا فليعمل لله.... فهو ضمان الفوز.....،
ولا يشغل نفسه بالرزق والدنيا ....فهى آتية لا محالة.
ولقد صدق القائل:
أرى الدّنيا لمن هي في يديهِ عذاباً عند من كثرت لديه
تهين المكرمين لها بصُغر وتكرم كل من هانت عليه
إذا استغنيت عن شيء فدعه وخذ ما أنت محتاجٌ إليه
عندما تعلم أنها......
أنها تكفر الذنوب.... وتقرب من رب العباد وفي الحديث: "لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشى على الأرض ولا خطيئة له".
عندما تعلم أنها......
أنها تكسر القلب لله.....، وتزيل الكبر من النفس.... فيعود العبد ذليلاً بين يدى الله تعالى.....،
وحينئذٍ يعود القلب قريباً من الله، بعيداً عن الشيطان.
عندما تعلم أنها......
أنها تجعل بين الإنسان وبين الخطأ والزلل... حاجزاً نفسياً عميقاً...، فلا يقع فيه مرة أخرى...
وتجعله يتخذ بعده سبيلا يرفعه ولا يخفضه......، يعزه ولا يذله.
وأخيرا.... عندما تعلم أنها......
تظهر الصديق من العدو .....وتعرف الإنسان محبيه من مبغضيه...... فيظهرون وقت الشدة.....،
أما المحب فيقف بجانبك منصفاً،
وأما المبغض فيقف وراءك شامتاً......،
والشماتة ليست من خلق المسلم وفي الأثر "لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك"،
وقد قال الشاعر:
جَزى اللهُ الشدائدَ كلَّ خير عرَفتُ بها عدوِّى من صدِيقى
عندها.... يبحث لك المحبون عن عذر.....، والمبغضون يبحثون لك عن عثرة......،
والمنصفون يوازنون الأمور حتى يحكموا بالعدل......
وختاماً
يعجبنى دعاء للشيخ الشعراوى، فيه معان طيبة......، حيث يقول رحمه الله:
أحمدك ربي .....على كل قضائك.....، وجميع قدرك،
حمد الرضا لحكمك....و لليقين بحكمتك".
والحمد لله أولاً وآخراً....
وهو حسبنا..... ونعم الوكيل.
من بريد ALZAHRA