هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    روزا اليوسف خلف شيخ الأزهر أم أمامه

    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17096
    السٌّمعَة : 22

    سؤال روزا اليوسف خلف شيخ الأزهر أم أمامه

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح الخميس 21 يناير - 9:52

    [size=25][size=16]الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    فقد تعرض شيخ الأزهر "محمد سيد طنطاوي" لحملة انتقادات واسعة بعد حادثة تبكيته لإحدى الطالبات من أجل نقابها! وقد دارت هذه الانتقادات حول محورين:

    الأول: شرعي يتعلق بزعمه أن النقاب عادة لا علاقة لها بالإسلام، وليست بعبادة؛ مخالفـًا ما قرره هو بنفسه في تفسيره "الوسيط"!!

    الثاني: أسلوب خطابه مع الفتاة ومع معلمتها الذي اتسم بالجفاء، والغلظة، واستخدام ألفاظ هي في عرفنا نوع من الشتم بصورة أو بأخرى، وقد صمت شيخ الأزهر فترة، ثم ظهر في عدة برامج حوارية دافع فيها عن نفسه في النقطتين:

    أما الأولى: فحاول استخدام تعبير أن جمهور الفقهاء يرون أن الوجه ليس بعورة، وإن فقيه واحد فقط (1) هو الذي قال بأنه عورة، مع تأكيده على أنه لا يحارب النقاب، وعلى حق كل من شاءت أن تنتقب في النقاب، ولكن إذا كانت في مكان كله نساء فلا يسمح لها بالنقاب؛ لأن ذلك نوع من الغلو المرفوض!!

    وأما الثانية: فزعم أنه خاطبها بأبوة حانية، وتردد في نفي التفاصيل بيد أنه قال لمحاوره في نهاية الأمر: "لم يحدث شيء من ذلك"!!


    وصدر قرار مجلس الأزهر ليؤكد أن الإشكال فقط في ارتداء النقاب في فصل طالبات تدرس لهم معلمة، وعلى الرغم من أن هذا القرار هو من باب تحصيل الحاصل، وأنه لا يوجد من ترتدي النقاب أمام النساء، وأن الطالبة صاحبة القضية بررت نقابها في الفصل بوجود شيخ الأزهر والوفد المرافق له، وأما ما ذكره شيخ الأزهر من أنه دخل الفصل فجأة فوجدها ترتديه فهذا أيضًا لا يعني أنها ترتديه دائمًا؛ حيث إن الطالبة ارتدت النقاب من باب احتمال دخول الوفد فجأة على أي فصل، وهو ما حدث بالفعل، ولكن على أية حال كان يمكن اعتبار هذا القرار نوعًا من الحل الدبلوماسي للأزمة.

    بيد أن صحفًا، ومجلات بعينها تقود حملة دائمة على مظاهر التدين عمومًا، وعلى النقاب خصوصًا؛ قررت أن تتدخل لعلها تستفيد من الصورة، وتدعم موقفها بموقف شيوخ الأزهر الذين طالموا أوسعوهم نقدًا وتجريحًا إذا قالوا خلاف ما يشتهون أو إذا قرر الأزهر مصادرة كتاب من كتب "العفن الفكري"، والوقائع في ذلك أكثر من أن تُحصى، ويأتي على رأس هؤلاء مجلة
    (روزا اليوسف) الأسبوعية، والتي نشرت ملفـًا كاملاً عن النقاب في عددها الصادر يوم السبت 17-10-2009، سموه: "ضد النقاب"، وجعلوا شعاره: "التصدي للثوب الخبيث"!!، قالوا في ديباجته: إن جهودهم في حرب النقاب قد أثمرت أخيرًا، وقرر آخرون أن يدخلوا معهم في مواجهة هذا الثوب الخبيث كما زعموا، وهم بوصف الخبث أولى لو كانوا يشعرون!!

    ولم يأت الملف بجديد عما اعتدناه منهم طوال السنوات الماضية من إنكار مشروعية الحجاب ذاته؛ حيث احتوى الملف على مقال بعنوان: "صدر الإسلام لا يعرف الحجاب"!!، وهو مقال لخص فيه صاحبه موقفه من الحجاب، وأنه هو الأخر "عادة" قابلة للتغيير بتغير الأعراف؛ بيد أن مقالات إنكار الحجاب التي تنشرها تلك المجلة "الخبيثة" تتسم عادة باللف والدوران، ولكنها تنتهي كما انتهت تلك المقالة في هذا الملف إلى تلك النتيجة الحتمية البطلان.

    وأما مقالات الطعن في النقاب فنار وسموم من أولها إلى آخرها، وكان منها في ذلك الملف مقدمة الملف بعنوان: "معركة التصدي للزي الخبيث"!!، والجديد في هذه المقالة أن كاتبها تخلى عن نغمة أن الزي من الشكليات ليصرح بأن النقاب -في حد منهجه المريض- ظاهرة ليست أقل من انتشار "الحشيش" الآن بين فئات المجتمع الدنيا والعليا، وليصفه بأنه "ورم سرطاني في جبين المجتمع في حاجة ملحة لاستئصاله بسرعة قبل فوات الأوان"!!


    كما شمل الملف مقال بعنوان: "النـقـــاب... حــــرام مرفوض لا مفروض"!! ختمه كاتبه بقوله: "أيها السادة، لقد سألوا الشيخ "الشعراوي" يومًا عن رأيه في النقاب فقال: "لا مفروض، ولا مرفوض"، وأنا بعد ما تقدم أقول رأيي فيه وهو: "لا مفروض... ومرفوض" والله أعلم!!

    وهذه المقالة في عدد حاول خطب ود شيخ الأزهر والظهور كما لو كان هو وهيئة تحرير المجلة يقفان في خندق واحد ضد النقاب تضمنت هذا التطاول على الشيخ الشعراوي؛ لأنه لا يحرم النقاب وإن كان الشيخ الشعراوي قد ناله من المجلة أضعاف أضعاف ذلك التطاول؛ بسبب كلامه عن الإعجاز العلمي في القرآن، وبسبب ما ورد في تفسيره من نقد عقائد النصارى، كل هذا يدل بوضوح على موقف هذه المجلة من علماء الدين.

    كما احتوى الملف على مقال آخر بعنوان: (ثقافة النقاب) لـ"منى حلمي"، وهي غير محجبة، وهي التي تطالب مع أمها بنسبة الأبناء إلى أمهاتهم، وهذا يعني أن بديل النقاب الذي اعتبرته تخلفـًا ليس الحجاب، بل النموذج الغربي المتمرد الذي تقدمه!

    وآخر ينعي الليبراليين الذين يدافعون عن النقاب بدعوى الحرية الشخصية، واختار لذلك عنوانـًا يناسب قاموسه الثقافي: "النوم مع المتطرفين"!!

    هذا بالإضافة إلى مقال "إرهاب فكري" من "عبد الله كمال" ضد الدكتور "العوا" وغيره ممن دافعوا عن المنقبات اللاتي سماهن: "رسولات من عصر الحريم"!!، "وفات الكاتب أن يحدد لنا عصر الحريم متى بدأ ومتى انتهى حتى يتسنى لنا اتخاذ موقف مناسب منه".

    بالإضافة إلى مقال بعنوان: "قل يا أهل النقاب... تعالوا إلى كلمة سواء"!!؛ لخص فيه صاحبه مرجعيته، وأنها مرجعية التغريب الذي يسميه التحضر بقوله: "لقد مرّ قرن كامل على مجتمعاتنا الحضرية، عاشت أجيالها على إرهاصات التقدم من خلال النخب التي عرفت كيف التعامل مع هذا العصر، ولكن هجمة التراجع والانغلاق قد خلقت هولاً من التعصبات التي لم تعرفها كل مجتمعاتنا الحضرية... ".

    ومقال آخر من باب الحشو بعنوان: "نقاب أم عقاب"!!؛ تزعم كاتبته أن النقاب هو في حقيقته عقاب للجميلة على جمالها، ولم يفت كتـَّاب هذه المقالات أن يأكدوا على أن انتشار مظاهر التدين، ومنها النقاب ليس نابعًا من تدين، ولكن لأسباب اقتصادية واجتماعية... إلى آخر هذه الاسطوانة المشروخة!!


    كل ذلك ليس بجديد، ولكن الجديد حقـًا في هذا الملف هو استثمار هذه المجلة الخبيثة لموقف "شيخ الأزهر" المشار إليه سابقـًا؛ لكي توهم القارئ أن "شيخ الأزهر" يقف معهم في خندق واحد ضد النقاب، وهذا ما تورط فيه "شيخ الأزهر" بصورة أو بأخرى!!

    بداية لن نستغرب من ترحيب "شيخ الأزهر" بعقد تلك الندوة مع هذه المجلة المشبوهة التي تحارب كل مظاهر التدين بما فيها مناهج الأزهر!!

    فهذه المجلة كانت هي المكان الوحيد الذي ينشر بذاءات "القمني" قبل هوجة حصوله على جائزة الدولة التقديرية!!

    وهي المجلة التي تفرد المساحات الواسعة لخرافات "نوال سعداوي"، وتطاولها على التشريع الإسلامي!!

    وهي المجلة التي تتبنى شذوذات "جمال البنا"، وغيرهم من الخارجين على إجماع الأمة والمخالفين لفقهها، ومنه الفقه الذي يدرس في الأزهر!!

    باختصار كل ذلك ليس بعجيب من الدكتور "طنطاوي" الذي صافح "بيريز" دون أن يعلم أنه "بيريز"!!، وبالتالي لعله جاء إلى المجلة، وهو يظن أنها مجلة تنافس "مجلة الأزهر" في نشر الإسلام!!

    ولكن العجب يأتي في موضوع الحوار ذاته، والذي جاء فيه على لسان "شيخ الأزهر" ثناؤه على "روزا اليوسف" التي ساندته هي والأهرام، والأخبار في مواجهة الحملة التي تعرض لها!!

    وسبق أن ذكرنا أن المجلة ترى نفسها قائدة لا مساندة، وأنها تعتبر موقف شيخ الأزهر وغيره نجاحًا لحملتهم ضد النقاب، وهو ما اتضح من الحوار، وللأسف أن الأمر كما يقولون، ذلك أن محرري المجلة تبنوا على طول الحوار موقفـًا معاديًا تمامًا للنقاب معتبرين إياه دخيل على الإسلام، وخطر على المجتمع ينبغي الإسراع بتحريمه في كل الأحوال، ثم بعد ذلك نشروه ضمن ملف بعنوان: "ضد النقاب" مع أن تصريحات "شيخ الأزهر" المتتالية كانت تقول أنه ليس "ضد النقاب"!!

    ولكن العجيب أن ردود "شيخ الأزهر" عليهم اتسمت بالهدوء واللطف رغم هذا التصادم المبدئي في الرؤى بينهم وبينه، والذي ظهر في السؤال الأول من الندوة كما سنبين -إن شاء الله-، بل إنه اضطر في النهاية لأن يجاريهم لتكون الصورة الختامية التي يخرج بها قارئ هذا الملف أن "شيخ الأزهر ينضم إلى حملة روزا اليوسف ضد الثوب الخبيث "النقاب"!!

    تضمنت تغطية الندوة في المجلة صورة للحضور، من بينهما: سيدتان كبيرتان في السن يلبسان ما يسميه الناس حجابًا، ومن الواضح أن أسرة "روزا اليوسف" تحاشوا حضور الصحفيات المتبرجات اللاتي تملأ صورهن المجلة، ومنهن "منى حلمي" المشاركة في الملف بمقالة.

    بيد أن إحدى السيدتين الحاضرتين كانت تكشف عن مقدم شعرها بصورة لا نظن أن "شيخ الأزهر" يوافق عليها، ومع ذلك لم يوجهها لا بالرفق ولا بغيره مما استعمله مع فتاة صغيرة اضطر في الحوار معها أن يذكر "اللى خلفوها"!!؛ فعلى الأقل كان يمكن الكلام مع هذه السيدة دونما تعرض لذكر أحد حيث إنها مسؤولة عن نفسها، وربما عن غيرها من بنات وحفيدات!!


    لم يشأ المتحاورون أن يتركوا الباب مواربًا، بل أرادوا أن يضعوا العنوان المطلوب صراحة منذ السؤال الأول فجاء على النحو التالي:

    "روزا: نحن نخوض معركة في قضية النقاب منذ سنوات... ومن الطبيعي الآن أن نساند فضيلتكم في الهجمة الشرسة التي تتعرضون لها بسبب موقفكم الأخير من نفس القضية"!

    واضطر شيخ الأزهر أن يعلق على ذلك بأنه ليس ضد النقاب، وشرع في شرح القرار الصادر من الأزهر، بل أكثر من ذلك أنه اعترف بأن القول بوجوب النقاب قول قال به بعض الأئمة فقال: "الأحناف والمالكية والشافعية أجمعوا على أن وجه المرأة ليس بعورة، والإمام أحمد بن حنبل له روايتان، الأولى: أن وجه المرأة عورة، والأخرى أنه ليس بعورة، في هذه الحالة الأغلبية قالت: إن وجه المرأة ليس بعورة"!!

    ومع ذلك فالشيخ لم يوضح مذهب الذين قالوا بعدم الوجوب، هل قالوا بالاستحباب كما تقول كل كتب الفقه التي تدرس في الأزهر، وفي غيره أم قالوا بالإباحة كما هو المذهب الجديد لشيخ الأزهر أم قالوا بالتحريم كما تنادي به المجلة وأمام شيخ الأزهر؟؟!!

    ثم اعترف شيخ الأزهر ضمنـًا بتعنيف الفتاة حينما أجاب عن سؤال هو هذا الأمر بقوله: "هذا كلام خطأ، أنا نصحت بالطريقة التي أراها مناسبة، قد يكون في هذه النصيحة قسوة، لكن أنا وجدت أن القسوة في مثل هذا الموقف واجبة"!!

    ثم قال شيخ الأزهر في معرض ذكر من أيده من الصحف وهم "روزا اليوسف" و"الأهرام" و"الأخبار"، وذكر الذين هاجموه فقال: "الأعجب أن واحدًا من أبنائنا بجريدة "الوفد" كتب: "أيهما نصدق د. طنطاوي مفتى الديار أم د. طنطاوي شيخ الأزهر؛ في عام ٩٣ اعتبر النقاب واجبًا شرعيًا، وفي عام ٢٠٠٩ أعلن الحرب على المنقبات؟!"، طلبت منه أن يأتي لي بالدليل على كلامي الذي نسبه إلىّ، وطلبته فأرسلت الجريدة شخصًا آخر، لم يقل لي الكتاب أو الصفحة، مسكين لم يستطع أن يأتي، ويواجهني فرئيس التحرير أرسل شخصًا يعتذر، وكتب في اليوم الثاني كلام كويس"!!


    ولا أدري أنسي الشيخ "طنطاوي" تفسيره "الوسيط" أم تبرأ منه؟!، وبالفعل الطبعة الرائجة منه طبعة عام 93، بيد أنه يبدو أن "شيخ الأزهر" فقد تماسكه، وبدأ في تغيير موقفه الذي هو لا مع ولا ضد النقاب؛ ليتبنى موقف المجلة الذي هو "ضد النقاب" في الجزء الأخير الذي نورده بنصه:

    روزا: فضيلتكم... ضرر النقاب قد يصل إلى حد إحداث فتنة؛ فهل يكون من الأفضل إعلان منعه على الإطلاق؟؟

    شيخ الأزهر: لو أعلنا القرار بهذا الشكل أن النقاب ممنوع على الإطلاق في الشارع، وفي كل مكان لن يلتزموا، بالعكس سيكون رد الفعل عكسيًا؛ لذلك يجب أن نعمل على الموضوع بتدرج.

    روزا: حضرتك تتحدث عن التدرج فما هو الهدف البعيد؟

    شيخ الأزهر: ربما نستطيع السنة المقبلة أن نقول: إن النقاب ممنوع في الفصل الدراسي. -"حتى ولو كان المدرس من الرجال"-.

    روزا: أمام الضغوط الشعبية والمشاكل التي ترتبت على هذه القرارات هل من الممكن أن تتراجع تلك الحملة وتذهب طي النسيان مع الوقت؟؟

    شيخ الأزهر: بالنسبة للأمور الثلاثة التي حددناها لا تراجع عنها إطلاقـًا وموقفنا سيكون ثابتـًا ولن نحيد عنه!!

    روزا: هل ستبادر فضيلتك بخطوة التعديل التشريعي أم ستنتظرها من وزارة العدل؟

    شيخ الأزهر: كما قلت أنا كتبت إلى د. "فتحي سرور" والسيد "صفوت الشريف"؛ لأبلغهما بوجهة نظري، وفي النهاية هما حران في اتخاذ القرار وتشريعه من عدمه!!

    روزا: هل البيان الذي أرسلته للبرلمان تطالب فيه بحظر النقاب في الأماكن العامة؟

    شيخ الأزهر: ممكن أقترح هذا، وخطابي كان فيه تلميح لهذا، والموضوع متروك لهم أن يعرضوه على المجلس ويناقشوه؛ فإذا اتفقت الأغلبية على اتخاذ مثل ذلك القرار فليحولوه لتشريع.


    روزا: أيام الرسول... هل كان هناك منقبات؟، وما هي الأحاديث التي تدل على عدم وجود النقاب؟؟

    شيخ الأزهر: أنا لم أقرأ أن الرسول منع امرأة من ارتداء النقاب أو منع امرأة من كشف وجهها، هناك أحاديث صحيحة أثبتت أن إحدى السيدات كانت تسأل الرسول أسئلة ووجهها مكشوف "الخثعمية"... سيدنا الفضل بن العباس كان ينظر لها فنبهه الرسول وقال له: غض بصرك، وأدر وجهك وأجابها على وجهها ولم يقل لها: غط وجهك".

    والآن وقد اتضحت الصورة من أن دعاة التغريب يريدون خلع النقاب، ومن بعده وربما معه الحجاب؛ نطالب كلاً من "شيخ الأزهر" وأسرة تحرير "روزا اليوسف" بتحديد موقفيهما بلا مواربة، وحتى لا يختلط الحابل بالنابل؛ هل يوافق شيخ الأزهر على المقالة التي نشرت بجوار الحوار معه، والتي تدعو إلى إنكار الحجاب ذاته؟!، وهو يوافق على اعتبار المفاهيم الغربية هي معيار التحضر؟، ولن نسأله هل يوافق على إهانة المنقبات؛ لأن هذا تم إمام عينه وسكت؟!

    ثم علينا أن نسأله عن هذا التدرج الذي صرح بأنه سوف يأخذنا به، وهل هذا نابع من منطلق ديني أم ماذا؟ وهل حظر النقاب في الفصول حتى لو كان المدرس رجلاً يتفق مع ما تصرح به ليل نهار أن إنكارك على الفتاة جاء لعدم وجود رجل في الفصل وهو ما كررته في هذا الحوار؟!


    إننا رغم الصدمات التي نتلقاها من "شيخ الأزهر" واحدة تلو الأخرى نربأ به أن يوظف من قبل مجلة علمانية كل رسالاتها هو فصل الدين عن الحياة، والاستهزاء والسخرية من الدين وأهله.

    وحربهم على النقاب ما هي إلا جزء من حربهم على الحجاب، وعلى التشريع الإسلامي ككل، والملف الذي جعلوا ندوة شيخ الأزهر أحد موضوعاته شاهد على ذلك.

    وأما أسرة تحرير "روزا اليوسف" الذين نشروا مقالة قائمة على تعقب رأي الشيخ "الشعراوي" في النقاب فنقول لهم: "إن أساليب التلون والخداع ممقوتة لا تليق بمن يدعون أنهم أصحاب منهج ودعوة، ولذلك فعليكم أن تعلنوا صراحة عن مرجعيتكم هل هي الإسلام أم الثقافة الغربية؟!، وإذا كنتم تحاولون الجمع بينهما فأيهما تقدمون عند التعارض؟؟

    وإذا كانت الإجابة أن الإسلام هو مرجعيتكم فأي إسلام تعنون: هل ترجعون إلى فقه علماء الأمة المعتبرين وعلى رأسهم "الأئمة الأربعة" و"الأزهر" يعتبر امتدادًا لهم؟؟

    أم أن إسلامكم هو إسلام "منى، ونوال السعداوي، وجمال البنا، وكل أصحاب الشذوذات ممن يعادون الأزهر ويعاديهم الأزهر؟

    فإذا كانت الإجابة: أنكم مع فقه الأمة والأزهر فمن أين إذن أتت كل هذه الكتابات في هذا المقال، وغيره، وما قول هذا الفقه في الصور العارية وموضوعات الثقافة الجنسية، والنكات ذات الإسقاطات الجنسية "وفي هذا العدد الذي يهاجم النقاب شيء لا بأس به من ذلك"؟!

    وهل سألتم شيخ الأزهر فضلاً عن غيره عن حكم نشر هذه الأشياء؟

    وإذا كانت الإجابة الثانية: فلم تحاولون خداع "شيخ الأزهر"، وخداع الجمهور معه؟!، إنكم كما لو كنتم أنتم و"شيخ الأزهر" بالإضافة إلى "مديرة اليونسكو الجديدة" و"ساركوزي"، وغيرهم قد أسستم الهيئة العالمية لمحاربة النقاب!!


    يا قوم: كفى خداعًا؛ فإذا قررتم أن تكونوا حربًا على الفضيلة فلتعلنوها صراحة ليكون الناس منكم على بصيرة، وإن كان قائدكم "داروين" و"فرويد" فلتجهروا بها حتى يعرف الناس حقيقة دعوتكم!!

    في نهاية المطاف اعترافكم بانتشار النقاب رغم حملاتكم المسعورة وانتقاله من زي لا يرتديه إلا المنتمين إلى الحركة الإسلامية إلى زي منتشر في كل طبقات المجتمع: مثل الغنية والفقيرة أمر مبشر بالخير، وهو في ذات الوقت يلقي بالتبعة على أبناء الصحوة الإسلامية أن يكثفوا جهودهم حتى يتحول النقاب عند المنقبات الجدد من مجرد زي إلى سلوك عام، ولا عزاء لأبلة "روزا" وحزبها، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) القول بأن النقاب عبادة محل إجماع من علماء الأمة، ولكن الخلاف في درجته؛ فمن قائل: بالوجوب، ومن قائل: بالاستحباب، ولم ينفرد الإمام أحمد بالقول بالوجوب، بل ما من مذهب من "المذاهب الأربعة" وغيرها، وإلا ويوجد من أئمته من قال بالوجوب، على أن انفراد عالم بقول ما لا يعتبر بمفرده دليل على شذوذ هذ القول، بل العبرة بالدليل، و"شيخ الأزهر"، و"قانون الأحوال الشخصية المصري" يأخذ بأقوال انفرد بها مذهب واحد من "المذاهب الأربعة"، منها:

    - القول بجواز القيمة في الزكاة لا سيما زكاة الفطر، وهو يقول يتبناه الأزهر كله تقريبًا، ولم يقل به من "الأئمة الأربعة" إلا الإمام "أبو حنيفة".

    - إيقاع الطلاق الثلاث في المجلس الواحد طلقة واحدة أخذ به "قانون الأحوال الشخصية المصري"، ولم يقل به أحد من "الأئمة الأربعة"، وإنما قال به شيخ الإسلام ابن تيمية.

    - اعتبار سن البلوغ ثمانية عشر عامًا وهو ما اعتمده القانون، وهو تشويه لمذهب انفرد به أبو حنيفة -رحمه الله-، والذي يرى أن البلوغ "عند عدم ظهور علاماته الجسدية" يكون ببلوغ ثمانية عشر عامًا؛ بينما يرى الجمهور أن البلوغ "عند عدم ظهور علاملاته الجسدية" يكون ببلوغ خمسة عشر عامًا، وجاء القانون فقرر: أن سن البلوغ ثمانية عشر عامًا بغض النظر عن العلامات الجسدية! مدعيًا أن هذا هو مذهب أبي حنيفة -رحمه الله-، و الأمثلة على ذلك كثيرة...


    عبد المنعم الشحات
    [/size][/size]
    مآآآآجى

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر - 5:22