السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بســم الله الــــرحمــــن الــــرحيم
أَمِنَ الَّــذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِـفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْــثُ لاَ يَشْعُرُونَ ، أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُـــم بِمُعْجِزِيـــنَ ، أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَـــــإِنَّ رَبَّكُمْ لَرؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) سـورة النحل 45- 47
هــذا تخويف مـــن الله تعــالى لأهــل الكفـــر
والتكذيب وأنواع المعاصي ، من أن يأخذهم
بالعـذاب على غرَّة وهم لا يشعرون ، إما أن
يأخذهم العذاب من فوقهم أو من أسفل منهم
بالخسـف وغـيــره ، وإما فــي حــال تقلُّبهم
وشغلهــم وعدم خطور العـــذاب ببــالهـــم ،
وإما فــي حال تخوفهم من العذاب ، فليسوا
بمعجزين لله في حـــالة من هذه الأحـــوال،
بل هم تحت قبضته ونواصيهم بيده .
ولكنـــه رءوف رحيـم لا يعاجل العاصيــــن
بالعقوبة ، بل يمهلهم ويعافيهم ويرزقهــــم
وهـم يؤذونه ويؤذون أولياءه ، ومـع هـــذا
يفتح لهم أبواب التوبة ، ويــدعـــوهـم إلـى
الإقلاع من السيئات التي تضرهم ، ويـعدهم
بذلك أفضل الكرامات ، ومغــفــرة ما صــدر
منهم من الذنوب ، فــلـيستــح المجرم مــن
ربه أن تكون نعم الله عليـه نازلة في جميع
اللحظـــات ومـعــاصـيه صاعدة إلى ربه في
كل الأوقات ، وليعلم أن الله يمهل ولا يهمل
وأنه إذا أخذ العاصي أخذه أخذ عزيز مقتدر
فليتـب إليه ، وليرجع في جميع أموره إليه
فــإنه رءوف رحيم . فالبـــدار البـــدار إلى
رحمته الواسعة وبره العمـيـــم وسـلــــوك
الطرق الموصلة إلى فضـل الرب الرحيـم،
ألا وهي تقواه والعمل بما يحبه ويرضاه.
الكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
للشيـــخ : عبد الرحمن السعـدي رحمه الله تعالى
م
مآآآآآجى
بســم الله الــــرحمــــن الــــرحيم
أَمِنَ الَّــذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِـفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْــثُ لاَ يَشْعُرُونَ ، أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُـــم بِمُعْجِزِيـــنَ ، أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَـــــإِنَّ رَبَّكُمْ لَرؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) سـورة النحل 45- 47
هــذا تخويف مـــن الله تعــالى لأهــل الكفـــر
والتكذيب وأنواع المعاصي ، من أن يأخذهم
بالعـذاب على غرَّة وهم لا يشعرون ، إما أن
يأخذهم العذاب من فوقهم أو من أسفل منهم
بالخسـف وغـيــره ، وإما فــي حــال تقلُّبهم
وشغلهــم وعدم خطور العـــذاب ببــالهـــم ،
وإما فــي حال تخوفهم من العذاب ، فليسوا
بمعجزين لله في حـــالة من هذه الأحـــوال،
بل هم تحت قبضته ونواصيهم بيده .
ولكنـــه رءوف رحيـم لا يعاجل العاصيــــن
بالعقوبة ، بل يمهلهم ويعافيهم ويرزقهــــم
وهـم يؤذونه ويؤذون أولياءه ، ومـع هـــذا
يفتح لهم أبواب التوبة ، ويــدعـــوهـم إلـى
الإقلاع من السيئات التي تضرهم ، ويـعدهم
بذلك أفضل الكرامات ، ومغــفــرة ما صــدر
منهم من الذنوب ، فــلـيستــح المجرم مــن
ربه أن تكون نعم الله عليـه نازلة في جميع
اللحظـــات ومـعــاصـيه صاعدة إلى ربه في
كل الأوقات ، وليعلم أن الله يمهل ولا يهمل
وأنه إذا أخذ العاصي أخذه أخذ عزيز مقتدر
فليتـب إليه ، وليرجع في جميع أموره إليه
فــإنه رءوف رحيم . فالبـــدار البـــدار إلى
رحمته الواسعة وبره العمـيـــم وسـلــــوك
الطرق الموصلة إلى فضـل الرب الرحيـم،
ألا وهي تقواه والعمل بما يحبه ويرضاه.
الكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
للشيـــخ : عبد الرحمن السعـدي رحمه الله تعالى
م
مآآآآآجى