هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ضمن جولة في صحيح مسلم: الحياء أنواعه وبعض مباحثه

    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17074
    السٌّمعَة : 22

    سؤال ضمن جولة في صحيح مسلم: الحياء أنواعه وبعض مباحثه

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح الإثنين 15 فبراير - 5:43

    الحمد لله الذي أمدَّنا بكثير من النعَم والعطايا، وردَّ عنَّا كثيرًا من النقَم والخزايا، أحمده حمدًا يليق بِجلاله، وأحتاج بعد أن أحْمَده إلى أن أحْمَده تارةً بعد تارة، وأراني عاجزًا عن تمام الشُّكر والحمد والثَّناء، فليس لي إلاَّ أن أتبرَّأ من حولي وقوَّتي إلى حولِه وقوَّته - سبحانه - فأقول: لا حول لي ولا قوَّة إلاَّ بك يا الله، فارزُقْني شكرًا وحمدًا تامَّين، كما رزقْتَني نعمةً ومنَّةً تامَّتين.

    ثمَّ الصَّلاة والسَّلام على خير الشَّاكرين الحامِدين، الَّذي أُوتي خلقًا عظيمًا فدعا النَّاس، وممَّا دعا إليْه خلق الحياء الَّذي به ينال العبد كلَّ خير، فهو خلُق لا يأتي أبدًا إلاَّ بخير، كما قال المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومِن دونه يفقد العبدُ كلَّ خير.

    يقول ابن القيم - رحمه الله -: "فمَن لا حياءَ له ليس معه من الإنسانيَّة إلاَّ اللَّحم والدَّم وصورتهما الظَّاهرة، كما أنَّه ليس معه من الخير شيء".

    وكماله حينما يكون حياءً من الله - تعالى - فبه يكون كلّ حياء، ويتفاوت النَّاس فيه على مراتِبَ شتَّى، ولَكَم شكوْنا في زمانِنا من غياب هذا الخلُق العظيم، في الأسْواق والأعراس، وفي العلاقات الأسريَّة بين الآباء والأبْناء، وبين الإخوة والأقارب والأصدقاء، وفي محاضِنِ التعليم بين الطلاَّب، بل - ومع الأسف - حتَّى بين بعض المربِّين للأجيال - إن سمِّي مربيًا تجاوزًا - حتَّى نشأ ناشئُ الفتيان فينا على ذاك.

    وتباعًا لما سبق من الموضوعات الَّتي هي نتاج جوْلة في "صحيح مسلم" في التوضيح والبيان، اخترتُ هذا الحديثَ لأتكلَّم عليه على نسق ما سبقه من طرْح، فاللهَ أسألُ أن يرزُقني وإيَّاك تمام الحياء، ومنه كل خير.

    فإليْك - أخي المبارك - هذا الحديثَ مع شيءٍ من مباحث الحياء.

    <H1 style="TEXT-ALIGN: justify">
    عن عِمْرانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنْه - عنِ النَّبِيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - أنَّهُ قالَ: ((الحَياءُ لا يَأْتي إلاَّ بِخَيْرٍ))، فقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ: إنَّهُ مَكْتوبٌ في الحِكْمةِ: أنَّ مِنْهُ وَقارًا وَمِنْهُ سَكِينَةً، فَقالَ عِمْرانُ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسولِ اللهِ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وتُحَدِّثُني عَن صُحُفِكَ؟!
    وفي رواية لمسلم: قالَ رَسُولُ اللّهِ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((الحَياءُ خَيْرٌ كُلُّهُ))، قالَ: أوْ قَالَ: ((الحَياءُ كُلُّهُ خَيْر)).



    أولاً: تخريج الحديث:
    الحديث أخرجه مسلم في "كتاب الإيمان، بابُ بيان عدد شُعَب الإيمان وأفضلها وأدناها، وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان"، حديث (37)، وأخرجه البخاري في "كتاب الأدب، باب الحياء"، حديث (6117).

    وأمَّا رواية: ((الحياء خير كله)) أو قال: ((الحياء كله خير))، فانفرد بها مسلم عن البخاري في نفس الباب والكتاب السَّابقين، وأخرجها أبو داود في "كتاب الأدب، باب في الحياء" حديث (4796).

    ثانيًا: شرح ألفاظ الحديث:
    (بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ): بُشير: بضمِّ الباء أحد كبار التَّابعين وفضلائِهم.
    (الحِكْمَة): هي في الأصل إصابة الحقّ عن طريق النَّظر الثاقب والعِلْم.
    (أنَّ مِنْهُ وَقَارًا وَمِنْهُ سَكِينَةً): أي: إنَّ الحياء منه ما يحمِل صاحبَه على أن يوقِّر غيره، ويتوقَّر هو في نفسه، ومنْه ما يحمل على أن يسكُن عن كثيرٍ من المنهيَّات والمكْروهات والأشياء الَّتي لا تليق بذي المروءة.

    ثالثًا: من فوائد الحديث:
    الفائدة الأولى: الحديث دليلٌ على فضل الحياء وأنَّه محمود على كلّ حال، وهذا الحياء الشَّرعي؛ حيث قال النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الحَياءُ خَيْرٌ كُلُّهُ)) و ((الحَياءُ كُلُّهُ خَيْرٌ))، وفي الصَّحيحَين من حديث ابنِ عُمر - رضي الله عنهما - قال النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الحياء من الإيمان)).

    فإن قيل: هُناك مِن الحياء ما يَمنع صاحبه من قوْل الحقّ أو الأمر بالمعْروف والنَّهي عن المنكر، فكيف نجمع بيْنه وبين كون الحياء لا يأْتي إلاَّ بخير، وأنَّه خيرٌ كلّه؟
    والجواب: أنَّ هذا الحياء ليس هو الحياء الشَّرعي الَّذي هو خير كلّه، بل هو خجَل وخور وعجْز ومهانة، وسمِّي حياءً مجازًا وتشبيها؛ لأنَّه يشترك مع الحياء الشَّرعي في معنى الانكسار والانقباض، وتعارف عند النَّاس أنَّه حياءٌ لكنَّه ليس حياءً شرعيًّا، وإن سمي حياءً، فهو حياء مذْموم ليس مقصودًا في الحديث.

    الفائدة الثانية: اختُلف في سبب إنكار عمران بن حصين - رضي الله عنه - وغضبه على بُشير بن كعب حينما قال له: "إنَّهُ مَكْتُوبٌ في الحِكْمةِ: أنَّ مِنْهُ وَقَارًا ومِنْهُ سَكِينَةً".

    اختلف فيه على عدَّة أقوال:
    فقيل: لأنَّ بُشيرًا قال: "أَنَّ مِنْهُ وَقارًا ومِنْهُ سَكِينَةً" و(من) للتَّبعيض؛ فيفهم منه أنَّ من الحياء ما يُنافي الوقار والسَّكينة؛ ولذلك أنكر عليه، ويؤيِّده رواية مسلم الأُخرى: "فقال بشيرُ بن كعب: إنَّا لنجِد في بعض الكتُب أو الحكمة: أنَّ منه سكينةً ووقارًا لله، ومنه ضَعْفٌ، فغضب عمران".
    وقيل: إنَّما غضب لأنَّ بشيرًا قال ذلك في معرض مَن يُعارض كلام الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - بكلام غيره، ويؤيِّده آخِر الحديث حيث قال عمران: "أحَدِّثُكَ عَن رَسُولِ اللهِ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وتُحَدِّثُنِي عَن صُحُفِكَ؟!".
    وقيل: إنَّما غضِب لأنَّه خاف أن يَخلط السنَّة بغيرها، فسدَّ ذريعة ذلك بالإنكار عليه.

    الفائدة الثالثة: مِن مباحث الحياء أيضًا ما يلي:
    تعريف الحياء: الحياء هو تغيُّر وانكِسار يعتري الإنسان من خوف ما يُعاب به، وفي الشَّرع: خُلُقٌ يبعث على اجتِناب القبيح ويَمنع من التَّقصير في حقّ ذي الحقّ، هكذا عرَّفه ابن حجر في "الفتح".
    [انظر "الفتح": كتاب الإيمان، باب أمور الإيمان، حديث (9)].
    وقيل في الحياء تعريفاتٌ أُخرى غير هذا.

    للحياء نوعان: حياء غريزي، وحياء مكتسب.
    النَّوع الأوَّل: الحياء الغريزي، وهو الَّذي يكون خِلْقة وجبلَّة، وهذا النَّوع ليس مقصودًا في حديث الباب ولكنَّه يُعين على المكتسب؛ فهو سبب في الكفّ عن القبائح.
    والنَّوع الثاني: الحياء المكتسَب، وهو المقصود؛ لأنَّه هو الذي يكون معه نيَّة تبعث صاحبه على فعل الطاعة وتحْجزه عن فعل المعصية، فاستِعْمال الحياء على وفْق الشَّرع يحتاج إلى نيَّة، وهذا يكون في المكتسَب، وقد جمِع للنَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - النَّوعان من الحياء، فكان في الغريزيِّ أشدَّ حياء من العذراء في خدْرِها، وكان في المكتسَب المثلَ الأعلى في البشريَّة - صلَّى الله عليه وسلَّم.

    الحياء والاستحياء من صفات الله - تعالى - وهي صفة خبريَّة ثابتة بالكتاب والسنَّة، و (الحيي) من أسماء الله - جلَّ وعلا.
    ودليل ذلك من الكِتاب قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْربَ مَثَلاً مَّا بَعوضَةً فمَا فوْقَهَا} [البقرة: 26]، وقوله: {وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ} [الأحزاب: 53].
    ومن السنَّة: حديث أبي واقد - رضِي الله عنْه - في الصحيحين، وفيه: ((وأمَّا الآخَر فاستحْيا، فاستحيا الله منه، وأمَّا الآخر فأعْرَضَ فأعْرض الله عنْه)).
    وحديث سلْمان - رضِي الله عنْه - مرفوعًا: ((إنَّ ربَّكم حيي كريم، يستحْيي من عبدِه إذا رفع إليْه يديْه أن يردَّهُما صفرًا خائبتَين))؛ رواه أبو داود والتِّرْمذي[1].

    وحياءُ الرَّبّ - جلَّ وعلا - ليس كحياء المخْلوقين الَّذي هو تغيُّر وانكسار، بل هو حياء يَليق بجلالِه يَكون فيه ترْك ما ليس يتناسب مع سَعة رحمتِه وكمال جُوده وكرمه وعظيم عفْوه، فلا يفضح عبدَه إذا عصاه وجاهر بذلك، بل يستُره استِحْياء من هتْك ستره، قال ابن القيم في نونيَّته:[2]

    وَهُوَ الحَيِيُّ فَلَيْسَ يَفْضَحُ عَبْدَهُ عِنْدَ التَّجَاهُرِ مِنْهُ بِالعِصْيَانِ
    لَكِنَّهُ يُلْقِي عَلَيْهِ سِتْرَهُ فَهُوَ السَّتِيرُ وَصَاحِبُ الغُفْرَانِ[3]
    أعظم صور الحياءِ الحياءُ من الله.

    فمَن استخفَّ بالأوامِر والنَّواهي الشَّرعيَّة، دل ذلك على عدم إجلالِه لربِّه وإعظامه، وعدم حيائِه منْه - جلَّ وعلا.

    وأدلُّ دليلٍ على ذَهاب الحياء من الله عندَ بعض النَّاس أن تجِدَه ضابطًا لسلوكه وأقوالِه وأفعالِه عند مَن يَحترمهم من البشر، ثمَّ هُو إذا خلا منهم ولَم يطَّلع عليْه إلاَّ ربُّ البشَر وجدتَه يتصرَّف بلا قيود، وعن سعيد بن يزيد الأزْدي - رضي الله عنْه - أنَّه قال للنَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: أوْصني، قال: ((أُوصيك أن تستحيي منَ الله - عزَّ وجلَّ - كما تستحيي من الرَّجُل الصَّالح))[4].

    قال المناوي - رحِمه الله -: "((أُوصيك أن تستحيي من الله كما تستحيي من الرَّجُل الصَّالح من قومِك)) قال ابن جرير: هذا أبلغ موعظة وأبين دلالة بأوجز إيجاز وأوضح بيان؛ إذ لا أحد من الفسَقة إلاَّ وهو يستحيي من عمَل القبيح عن أعيُن أهل الصلاح وذوي الهيئات والفضل، أن يراه وهو فاعله، والله مطَّلع على جميع أفعالِ خلقِه؛ فالعبد إذا استحيا من ربِّه استِحْياءَه من رجُل صالح من قومه تجنَّب جميع المعاصي الظَّاهرة والباطنة، فيا لَها من وصيَّة ما أبلغها وموعظة ما أجمعها!"[5].

    ولقد كان الرَّعيل الأوَّل أشدَّ النَّاس حياءً من الله تعالى، حتَّى تعدَّى حياؤهم لشيءٍ لا بدَّ لهم منه؛ ففي "صحيح البخاري": سُئل ابنُ عبَّاس عن قولِ الله تعالى: {أَلا إِنَّهُمْ يثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [هود: 5]، فقال: "أناس كانوا يستحْيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السَّماء، وأن يُجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء، فنزل ذلك فيهم".
    ويفْضوا إلى السَّماء؛ أي: ليس هناك ما يحجُبُهم من سقف ونحوه.

    وكان أبو بكر الصدّيق يقول: "استحْيوا من الله فإنِّي أذهب إلى الغائط فأظلُّ متقنِّعًا بثوبي حياءً من ربي".
    وكان أبو موسى إذا اغتسلَ في بيت مظْلِم لا يُقيم صلبَه حياءً من الله - عزَّ وجلَّ[6].
    المعاصي تذهب الحياء:
    قال ابن القيم - رحمه الله -: "من عقوبات المعاصي ذَهاب الحياء الذي هو مادَّة حياة القلب، وهو أصل كل خير، وذَهابه ذهاب الخير أجمعه؛ فقد جاء في الحديث الصَّحيح: ((الحَياءُ خَيْرٌ كُلُّه))"[7].
    الحياء أصل كل شيء:
    قال ابن القيم - رحِمه الله -: "فمَن لا حياءَ له ليس معه من الإنسانيَّة إلاَّ اللَّحم والدَّم وصورتهما الظاهرة، كما أنَّه ليس معه من الخير شيء، ولوْلا هذا الخلق لم يقْرَ الضيف، ولم يوف بالوعد، ولَم تؤدَّ الأمانة، ولم تقْضَ لأحد حاجة، ولا تحرَّى الرَّجُل الجميل فآثره، ولا القبيح فتجنَّبه، ولا ستر له عورة، ولا امتنع من فاحشة، وكثير من الناس لوْلا الحياء الَّذي فيه لم يؤدِّ شيئًا من الأمور المفترضة عليْه"[8].
    من أقوال السَّلف في الحياء:
    تقدَّم فعْل أبي بكر وأبي موسى - رضي الله عنْهما.
    قال عمر - رضي الله عنْه -: "مَن قلَّ حياؤه قلَّ ورَعُه، ومَن قلَّ ورعه مات قلبُه".
    وقال ابنُ مسعود - رضِي الله عنْه -: "مَن لا يستحْيِي من النَّاس لا يستحْيي من الله".
    وقال الحسن البصري - رحِمه الله -: "الحياء والتكرُّم خصلتان من خصال الخير لَم يكونا في عبدٍ إلاَّ رفعه الله بهما".

    وإلى الله تعالى نشْكو ذهاب هذا الخلق في كثيرٍ من صور حياة النَّاس اليوم، على مستوى الأفراد والمجتمعات، فالرَّجُل يجلب القبائح لنفسِه بسلوكه مع الخلق، وفي بيته، فيعرض فيه ما يسلخ الحياء، ويربِّي أبناءه على ذلك، فيجلب لهم القنوات الهابطة والأغاني الماجنة والصور الخليعة والتَّعاليم المقيتة، ولا تسل حينئذٍ عن حياء الأبناء نتيجةَ هذه التربية، والمرأة لا تبالي فيما فعلت فتخرُج إلى الأسواق متطيِّبة ومتجمِّلة، وبِحجاب يحتاج إلى حجاب، وفي قصور الأفْراح بلباس عارٍ وإظهار المفاتن وقبائح لا تنبغي إلاَّ للزَّوج، وفي مخالطتها للرِّجال الأجانب وحديثها ورفْع صوتها ونحو ذلك من الصور، وفي الشبكات العنكبوتيَّة صور يندَى لها الجبين تدلُّ على موت هذا الخلق العظيم عند الفتيات، فرحِم الله حالَهنَّ وأحسن عزاءهنَّ، ببعدهنَّ عن حال أمَّهات المؤمنين ونساء الصَّحابة؛ فعن أمّ المؤمنين عائشة - رضِي الله عنْها - قالت: "كنتُ أدخل البيت الَّذي دفن فيه رسولُ الله وأبي وأضع ثوبي، وأقول: إنَّما هو زوْجي وأبي، فلمَّا دُفِن عمر، والله ما دخلت إلاَّ ومشْدودة عليَّ ثيابي حياءً من عمر"[9].

    وفي سنن أبي داود من حديث أبي أسيد الأنصاري عن أبيه - رضي الله عنْه - أنَّه سمع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقولُ وهو خارج من المسجِد، فاختلط الرِّجال مع النساء في الطَّريق، فقالَ رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((استأْخِرْن فإنَّه ليس لكنَّ أن تحققن الطَّريق، عليكنَّ بحافات الطَّريق))، فكانت المرأة تلتصِق بالجدار حتَّى إنَّ ثوبها ليتعلَّق بالجدار من لصوقها به.

    قال الألباني: "وبالجملة؛ فالحديث حسن"[10].

    نسأل الله أن يهبَ لنا ولأزواجِنا وأبنائِنا وجَميع المسلمين حياءً يدفعُنا للمحاسن، ويدفع عنا القبائح.

    ـــــــــــــــــــــ
    [1] انظر: صحيح الجامع (1757).
    [2] (2 /80).
    [3] انظر كتاب: صفات الله - عزَّ وجلَّ - الواردة في الكتاب والسنَّة لعلوي السقَّاف، ص 147.
    [4] رواه أحمد في "الزهد" (46)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6 /145)، والطَّبراني في "المعجم الكبير" (7738)، وصحَّحه الألباني في "الصحيحة" (741).
    [5] انظر: فيض القدير (3 /74).
    [6] انظر: فتح الباري لابن رجب (1/52).
    [7] انظر مزيدًا أيضًا: الداء والدواء ص (131).
    [8] انظر: مفتاح دار السعادة (277).
    [9] رواه الحاكم في المستدرك وصحَّحه على شرط الشيخين.
    [10] انظر: الصحيحة (2 /537).
    الشيخ عبدالله بن حمود الفريح
    مآآآآآجده
    </H1>

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 1 نوفمبر - 10:23