أثَّرت أزمة الانتِخابات الإيرانيَّة المستمرَّة منذ أكثر من ستَّة أشهُر على الكثير من القضايا، داخليًّا وخارجيًّا، سلبًا وإيجابًا، فإضافة إلى فقدان النظام الإيراني لشرعيَّته، والتَّساؤُل حول مستقبل ولاية الفقيه بعد وقوف المرْشِد الأعلى للثَّورة السيِّد علي خامنائي إلى جانب نجاد، وممارسات الحرس الثَّوري والبسيج القمعيَّة ضدَّ الإصلاحيِّين، تبحَث دوائر صنْع القرار الأمريكيَّة والغربيَّة الآليَّة المناسبة للتَّعامل مع إيران، بعد نهاية المهْلة التي حدَّدتْها لردِّ طهران على مقترحات الغرْب بشأن ملفِّها النَّووي؛ إذ أُخذ في الاعتبار تأثير أيِّ قرار ضدَّ إيران على الأزْمة الدَّاخليَّة، حيث استبعد الكثير من الخبراء احتمال الهجوم العسكريِّ على إيران؛ وذلك لأنَّه سيقوِّي شوكة النِّظام والمحافظين ويضعف الإصلاحيِّين، وحتَّى العقوبات يتحدَّث البعض عن أنَّها ستكون ذكيَّة بحيث تمسُّ فقط مؤسَّسات الحرس الثَّوري، دون أن تَمتدَّ إلى الشَّعب الإيراني كما حدث مع العقوبات التي كانت تفرض على دول أُخرى، ولم تؤَثِّر على مواقف النظام، والشَّعب هو مَن دفع ثمنها.
وفصَّل الكثير من الخبراء والباحثين والمهتمين في هذه القضايا بشكلٍ دقيق وعميق، ولكن الجانب الَّذي لم يتناول بالبحث أو الدراسة - وفق ما قرأت - هو أثَر الأزمة الإيرانيَّة على حركة التشيُّع في العالم العربي، التي يشرف عليها النظام الإيراني بالتَّنسيق مع الحوزات الشيعيَّة في الخليج العربي ولبنان، وحول هذا الموضوع تطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الأحداث الدَّاخليَّة ستؤدِّي إلى انكماشٍ إيراني في هذا المجال؟ وهل ستتشوَّه صورة إيران عند العرب وبالتَّالي تصبح إمكانيَّة التشيُّع صعبة؟ وهل ستؤدِّي تلك الأحداث إلى تراجُع بعض المتشيِّعين عن تشيُّعهم؟
تعْقيدات القضيَّة صعبة جدًّا، وإمكانيَّة الإجابة عن هذه الأسئلة أكثر صعوبة؛ لذا سنحاول فقط تسْليط الضَّوء على بعض العناصر التي تُساعد على فهم بعْض الجوانب فيها.
المتشيِّعون والإعلام:
إضافة إلى الدَّور الَّذي يلعبه الإعلام الإيراني وملاحقه العربيَّة في عمليَّة التشيع، فإنَّه يساهم في تقْوية جهاز المناعة (الفكري) عند المتشيِّعين، من خلال محاولته دحْض كلِّ ما تتعرَّض له الجمهوريَّة الإسلاميَّة من محاولات (توعية)، كما أنَّ الكثير من القنوات المغْضوب عليها إيرانيًّا لا يشاهدها هؤلاء المتشيِّعون، وحتَّى إذا فعلوا ذلك فيكون انطلاقًا من خلفيَّة مسبقة عنها، ولا شكَّ أنَّ الموقف من تلك القنوات في جزْء منه صحيح، بمعنى أنَّ تلك القنوات تركِّز بشكل كبيرٍ على الموضوع الإيراني، وتجعل من تداعيات الأزْمة الدَّاخلية الخبر الأوَّل في نشراتها الإخباريَّة، ولكن هذا لا يمنع من صحَّة الأنباء التي تعْرِضها، خاصَّة قناة العربيَّة التي تحدَّى الصحفي محمد نجاح علي فيها النِّظامَ الإيراني في تكْذيب ما تورده العربيَّة من أخبار؛ وذلك لأنَّه يعتمد على مصادر موثوقة وقريبة من النِّظام الإيراني، بِحكم تغْطِيته للحرب الإيرانيَّة العراقيَّة، وعمله في وسائل إعلام إيرانيَّة مثل قناة العالم، وفعلاً كان النظام الإيراني ينفِي بعض الأخْبار الَّتي توردُها العربيَّة ولكنَّه سرعان ما يعود ليؤكِّد صحَّتها، ولكن بقراءة تخدم مصالحه؛ كقضيَّة التَّعذيب في سجن كهريزك.
كما أنَّ مقاطع الفيديو الَّتي صوَّرت طريقة تعامُل البسيج والحرَس الثَّوري الإيراني مع المتظاهرين بشكل لا إنساني أو (لا إسلامي)، عرضت في القنوات (المحايدة) مثل الجزيرة، وهذه الحقائق تؤثِّر على صورة إيران في قلوب المتشيِّعين وإن كان بدرجات متفاوتة.
إيران المتخيلة:
يحمل المتشيِّعون صورة عن إيران على أنَّها تنحصِر في مدينة قم، أو فقط داخل الحوزة الدينيَّة في المدينة، وصورة رجال الدين والمجالس العلميَّة والأجواء (الروحانية) الَّتي يعيشون فيها، ينقلها إليهم المتشيِّعون الَّذين يدرسون هناك أو قاموا بزيارة لها، والمستمع لهم يكون في حالةٍ شبه مخدرة، مسلِّمًا بكلِّ ما ينقل إليه عن إيران، ويذهب بمخيّلته ليعيش في تلك الأجواء كما لو أنَّ قم هي مدينة الفارابي الفاضلة، ويتصوَّر المتشيّع أنَّ إيران كلها قم، والصورة الأخرى لإيران هي استِعْراضات الحرس الثوري والبسيج العسكريَّة، ومناورات إيران الَّتي أصبحت شبه يوميَّة، وغيرها من المنجزات العسكريَّة التي تعرض قناتا العالم والمنار برامج وثائقيَّة عنها، وربطها بمواجهة الاستِكْبار العالمي، واستعراضات حزب الله الَّتي لا تختلف من حيثُ الشَّكل عنها، وعمليَّة الرَّبط الذهني التي تتمُّ بشكل لا إرادي.
إيران بهذا الشَّكل المتخيَّل، وبهذه الصورة المثاليَّة، تكون قد تأثَّرت كثيرًا بعد رؤية كل تلك المشاهد التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة طيلة ستة أشهر من الأزمة، والتي لم تتوقَّف، ويتوقَّع أن تستمرَّ فترة أطول، ولكن هل تغيُّر هذه الصورة أو تأثُّرها سيؤدي إلى تراجُع المتشيِّعين وتغْيير أفكارهم؟
تأثير الأزمة على المتشيعين:
يتفاوت تأثير الأزمة على المتشيِّعين؛ وذلك حسب درجة تشيُّع الفرد ومدى قرْبِه أو بعده من (المرجعيَّات المحلّيَّة)، فبالنسبة إلى الجيل الأوَّل الَّذي تشيَّع مع بداية الثَّورة وحتى أواخر التسعينيَّات لا يتأثَّر كثيرًا بالأزمة، وعلى العكس من ذلك يزداد تمسُّكًا وتشبُّثًا بأفكاره ويعتبر ما يحدث مؤامرة حاكها الغرْب ضدَّ إيران، تهدف إلى تقويض الجمهوريَّة "الإسلاميَّة" الَّتي تقف في وجه مشاريع الاستِكْبار العالمي كما تردد وسائل الإعلام الإيرانيَّة، كما أنَّه يميل إلى رفض سماع أي انتقاد لنظام الملالي.
أمَّا الجيل الثاني، والذي تشيع خاصَّة مع بداية المرحلة الإصلاحيَّة، فهو أقلُّ تشدُّدًا، ومن الممكن أن تحْدُث مراجعة للكثير من أفكارِه قد تصل إلى مرحلة التردُّد والتشكيك؛ لأسباب، منها:
♦ المستوى العلمي الجيِّد الذي يقلِّل من حجم الأدلجة، وأيضًا يمكنه من الاحتكاك بأوساط مثقَّفة تختلف معه أيديولوجيًّا، وتحمُّسه لنشْر أفكاره الجديدة يَجعله في مواجهة شبه مستمرَّة مع الآراء المخالفة، وبما أنَّ التشيع في الغالب تكون بدايته سياسيَّة، فإنَّ المعطيات الحالّيَّة في هذا المجال لا تصبُّ في صالح الرَّأي المساند لإيران.
♦ ارتباط تشيُّعهم برموز إصلاحيَّة، مثل الرئيس محمد خاتمي وغيره من القادة الَّذين كان يشيد بهم النظام الإيراني، ومن بعده المتشيعون، حيث لاقت كتب محمد خاتمي رواجًا كبيرًا، وبعد الأزْمة الأخيرة نفس الرموز تنتقد وتتَّهم بالعمالة ويتمّ تشْويه تاريخها بشكلٍ كبير، مثل محاولة النِّظام انتزاع لقب آية الله من رفسنجاني، وأمور من هذا القبيل لا شكَّ أنَّها ستؤثِّر على المتشيِّعين.
♦ استِمرار الأزمة الداخلية لفترة طويلة والمتابعة المستمرَّة لها من طرف وسائل الإعلام تجعل النقاش حول الموضوع مستمرًّا، إن لم يكن بشكل متصاعد؛ ما يؤدّي إلى مدّ وجزر فكري.
أمَّا محاولة هؤلاء وأولئك تشْييع غيرهم فستكون أكثر صعوبة؛ بسبب انكِشاف الوجه الحقيقي لنظام الملالي بعد قمْع المتظاهرين بشكل وحْشي؛ ممَّا سيحدُّ من حماسة المتشيِّعين لنشْر دعوتِهم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى ضعْف نشاط حزب الله العسْكري ضدَّ الكيان الصهْيوني، فالجبهة هادئة منذ أربعِ سنوات حيثُ كانت تستغلّ هذه القوى إنْجازات حزْب الله لنشْر أفكارها، كما أنَّ حسن نصر الله وفي إطار إحْيائه للمناسبات الشيعيَّة كشف عن وجهه الطَّائفي الذي كان يُخفيه، ما ساعد الكثيرين على معْرِفة حزب الله أكثر، إضافة إلى الدّور الإيراني والقُوى الشيعيَّة في العراق وتحالُفهم مع الاحتِلال الأمريكي، كل هذه العوامل تساهم في تقْويض النَّشاط الشيعي في العالم العربي.
يبقى أن نُشير إلى محدوديَّة تأثير العقوبات المحْتملة على إيران، والتي ستركِّز على النشاط الاقتِصادي للحرس الثوري فقط - حسب الكثير من التحليلات - على حركة التشيُّع؛ لأنَّ ضعْف الدَّعم المالي الإيراني في هذا المجال يُمكن تعويضه من طرف الحوزات الشيعيَّة في الخليج العربي التي تنشط بشكل كبير.
وفصَّل الكثير من الخبراء والباحثين والمهتمين في هذه القضايا بشكلٍ دقيق وعميق، ولكن الجانب الَّذي لم يتناول بالبحث أو الدراسة - وفق ما قرأت - هو أثَر الأزمة الإيرانيَّة على حركة التشيُّع في العالم العربي، التي يشرف عليها النظام الإيراني بالتَّنسيق مع الحوزات الشيعيَّة في الخليج العربي ولبنان، وحول هذا الموضوع تطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الأحداث الدَّاخليَّة ستؤدِّي إلى انكماشٍ إيراني في هذا المجال؟ وهل ستتشوَّه صورة إيران عند العرب وبالتَّالي تصبح إمكانيَّة التشيُّع صعبة؟ وهل ستؤدِّي تلك الأحداث إلى تراجُع بعض المتشيِّعين عن تشيُّعهم؟
تعْقيدات القضيَّة صعبة جدًّا، وإمكانيَّة الإجابة عن هذه الأسئلة أكثر صعوبة؛ لذا سنحاول فقط تسْليط الضَّوء على بعض العناصر التي تُساعد على فهم بعْض الجوانب فيها.
المتشيِّعون والإعلام:
إضافة إلى الدَّور الَّذي يلعبه الإعلام الإيراني وملاحقه العربيَّة في عمليَّة التشيع، فإنَّه يساهم في تقْوية جهاز المناعة (الفكري) عند المتشيِّعين، من خلال محاولته دحْض كلِّ ما تتعرَّض له الجمهوريَّة الإسلاميَّة من محاولات (توعية)، كما أنَّ الكثير من القنوات المغْضوب عليها إيرانيًّا لا يشاهدها هؤلاء المتشيِّعون، وحتَّى إذا فعلوا ذلك فيكون انطلاقًا من خلفيَّة مسبقة عنها، ولا شكَّ أنَّ الموقف من تلك القنوات في جزْء منه صحيح، بمعنى أنَّ تلك القنوات تركِّز بشكل كبيرٍ على الموضوع الإيراني، وتجعل من تداعيات الأزْمة الدَّاخلية الخبر الأوَّل في نشراتها الإخباريَّة، ولكن هذا لا يمنع من صحَّة الأنباء التي تعْرِضها، خاصَّة قناة العربيَّة التي تحدَّى الصحفي محمد نجاح علي فيها النِّظامَ الإيراني في تكْذيب ما تورده العربيَّة من أخبار؛ وذلك لأنَّه يعتمد على مصادر موثوقة وقريبة من النِّظام الإيراني، بِحكم تغْطِيته للحرب الإيرانيَّة العراقيَّة، وعمله في وسائل إعلام إيرانيَّة مثل قناة العالم، وفعلاً كان النظام الإيراني ينفِي بعض الأخْبار الَّتي توردُها العربيَّة ولكنَّه سرعان ما يعود ليؤكِّد صحَّتها، ولكن بقراءة تخدم مصالحه؛ كقضيَّة التَّعذيب في سجن كهريزك.
كما أنَّ مقاطع الفيديو الَّتي صوَّرت طريقة تعامُل البسيج والحرَس الثَّوري الإيراني مع المتظاهرين بشكل لا إنساني أو (لا إسلامي)، عرضت في القنوات (المحايدة) مثل الجزيرة، وهذه الحقائق تؤثِّر على صورة إيران في قلوب المتشيِّعين وإن كان بدرجات متفاوتة.
إيران المتخيلة:
يحمل المتشيِّعون صورة عن إيران على أنَّها تنحصِر في مدينة قم، أو فقط داخل الحوزة الدينيَّة في المدينة، وصورة رجال الدين والمجالس العلميَّة والأجواء (الروحانية) الَّتي يعيشون فيها، ينقلها إليهم المتشيِّعون الَّذين يدرسون هناك أو قاموا بزيارة لها، والمستمع لهم يكون في حالةٍ شبه مخدرة، مسلِّمًا بكلِّ ما ينقل إليه عن إيران، ويذهب بمخيّلته ليعيش في تلك الأجواء كما لو أنَّ قم هي مدينة الفارابي الفاضلة، ويتصوَّر المتشيّع أنَّ إيران كلها قم، والصورة الأخرى لإيران هي استِعْراضات الحرس الثوري والبسيج العسكريَّة، ومناورات إيران الَّتي أصبحت شبه يوميَّة، وغيرها من المنجزات العسكريَّة التي تعرض قناتا العالم والمنار برامج وثائقيَّة عنها، وربطها بمواجهة الاستِكْبار العالمي، واستعراضات حزب الله الَّتي لا تختلف من حيثُ الشَّكل عنها، وعمليَّة الرَّبط الذهني التي تتمُّ بشكل لا إرادي.
إيران بهذا الشَّكل المتخيَّل، وبهذه الصورة المثاليَّة، تكون قد تأثَّرت كثيرًا بعد رؤية كل تلك المشاهد التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة طيلة ستة أشهر من الأزمة، والتي لم تتوقَّف، ويتوقَّع أن تستمرَّ فترة أطول، ولكن هل تغيُّر هذه الصورة أو تأثُّرها سيؤدي إلى تراجُع المتشيِّعين وتغْيير أفكارهم؟
تأثير الأزمة على المتشيعين:
يتفاوت تأثير الأزمة على المتشيِّعين؛ وذلك حسب درجة تشيُّع الفرد ومدى قرْبِه أو بعده من (المرجعيَّات المحلّيَّة)، فبالنسبة إلى الجيل الأوَّل الَّذي تشيَّع مع بداية الثَّورة وحتى أواخر التسعينيَّات لا يتأثَّر كثيرًا بالأزمة، وعلى العكس من ذلك يزداد تمسُّكًا وتشبُّثًا بأفكاره ويعتبر ما يحدث مؤامرة حاكها الغرْب ضدَّ إيران، تهدف إلى تقويض الجمهوريَّة "الإسلاميَّة" الَّتي تقف في وجه مشاريع الاستِكْبار العالمي كما تردد وسائل الإعلام الإيرانيَّة، كما أنَّه يميل إلى رفض سماع أي انتقاد لنظام الملالي.
أمَّا الجيل الثاني، والذي تشيع خاصَّة مع بداية المرحلة الإصلاحيَّة، فهو أقلُّ تشدُّدًا، ومن الممكن أن تحْدُث مراجعة للكثير من أفكارِه قد تصل إلى مرحلة التردُّد والتشكيك؛ لأسباب، منها:
♦ المستوى العلمي الجيِّد الذي يقلِّل من حجم الأدلجة، وأيضًا يمكنه من الاحتكاك بأوساط مثقَّفة تختلف معه أيديولوجيًّا، وتحمُّسه لنشْر أفكاره الجديدة يَجعله في مواجهة شبه مستمرَّة مع الآراء المخالفة، وبما أنَّ التشيع في الغالب تكون بدايته سياسيَّة، فإنَّ المعطيات الحالّيَّة في هذا المجال لا تصبُّ في صالح الرَّأي المساند لإيران.
♦ ارتباط تشيُّعهم برموز إصلاحيَّة، مثل الرئيس محمد خاتمي وغيره من القادة الَّذين كان يشيد بهم النظام الإيراني، ومن بعده المتشيعون، حيث لاقت كتب محمد خاتمي رواجًا كبيرًا، وبعد الأزْمة الأخيرة نفس الرموز تنتقد وتتَّهم بالعمالة ويتمّ تشْويه تاريخها بشكلٍ كبير، مثل محاولة النِّظام انتزاع لقب آية الله من رفسنجاني، وأمور من هذا القبيل لا شكَّ أنَّها ستؤثِّر على المتشيِّعين.
♦ استِمرار الأزمة الداخلية لفترة طويلة والمتابعة المستمرَّة لها من طرف وسائل الإعلام تجعل النقاش حول الموضوع مستمرًّا، إن لم يكن بشكل متصاعد؛ ما يؤدّي إلى مدّ وجزر فكري.
أمَّا محاولة هؤلاء وأولئك تشْييع غيرهم فستكون أكثر صعوبة؛ بسبب انكِشاف الوجه الحقيقي لنظام الملالي بعد قمْع المتظاهرين بشكل وحْشي؛ ممَّا سيحدُّ من حماسة المتشيِّعين لنشْر دعوتِهم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى ضعْف نشاط حزب الله العسْكري ضدَّ الكيان الصهْيوني، فالجبهة هادئة منذ أربعِ سنوات حيثُ كانت تستغلّ هذه القوى إنْجازات حزْب الله لنشْر أفكارها، كما أنَّ حسن نصر الله وفي إطار إحْيائه للمناسبات الشيعيَّة كشف عن وجهه الطَّائفي الذي كان يُخفيه، ما ساعد الكثيرين على معْرِفة حزب الله أكثر، إضافة إلى الدّور الإيراني والقُوى الشيعيَّة في العراق وتحالُفهم مع الاحتِلال الأمريكي، كل هذه العوامل تساهم في تقْويض النَّشاط الشيعي في العالم العربي.
يبقى أن نُشير إلى محدوديَّة تأثير العقوبات المحْتملة على إيران، والتي ستركِّز على النشاط الاقتِصادي للحرس الثوري فقط - حسب الكثير من التحليلات - على حركة التشيُّع؛ لأنَّ ضعْف الدَّعم المالي الإيراني في هذا المجال يُمكن تعويضه من طرف الحوزات الشيعيَّة في الخليج العربي التي تنشط بشكل كبير.
بوزيدى يحى
مجووووووده
مجووووووده