السؤال:
ما حكم مَن خرجَ من بيته مُجاهدًا في سبيل الله، أو ساعيًا لكسب قُوتِه، وقوت أرملة، ووالدين كبيرين، ثم أدركه الموت في الطَّريق؟ استدلوا بآية وحديث من فضلكم.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فمن مَن خرجَ من بيته مُجاهدًا في سبيل الله، ثم أدركه الموت في الطَّريق - كتب له أجر الجهاد؛ قال تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[النساء: 100]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من خرج حاجاً فمات، كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة، ومن خرج معتمراً فمات، كتب الله له أجر المعتمر إلى يوم القيامة، ومن خرج غازياً في سبيل الله فمات، كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة))؛ رواه الطبراني في "الأوسط" وأبو يعلى في "مسنده"، وصححه الألباني.
وقد ذكرنا أنواعَ الشهادة والشُّهداء في فتوى مفصَّلة بعنوان: "تَعْدَاد أسباب الشهادة"، فلتُراجع.
وأمَّا من خرج من بيته ليسعى، ويُحصِّل قوتَه وقوتًا يُنفقه على أرملة - وهي التي مات عنها زوجُها – ومسكين - وهو الذي ليس له من المال ما يَسُدُّ حاجَتَه - فأجرُه كأجر المجاهد أو القائم الصائم؛ ففي "الصَّحيحين" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل، والصائم النهار)).
قال ابنُ بطال في "شرح البخاري": "من عَجَز عن الجهاد في سبيل الله، وعن قيام الليل، وصيام النهار - فليعملْ بهذا الحديث، ولْيسعَ على الأرامل والمساكين؛ لِيُحشر يومَ القيامة في جملة المجاهدين في سبيل الله، دون أن يَخطو في ذلك خُطوة، أو يُنفق درهمًا، أو يلقى عدوًّا يرتاعُ بلقائه، أو ليحشر في زُمرة الصائمين والقائمين، وينال دَرَجَتهم، وهو طاعمٌ نهارَه، نائم ليله أيَّامَ حياته، فينبغي لكلِّ مُؤمن أن يَحرص على هذه التِّجارة التي لا تبور، ويسعى على أرملة أو مسكين لوجه الله - تعالى - فيَربح في تِجارته درجات المجاهدين والصَّائمين والقائمين، من غير تعبٍ ولا نصب، ذلك فضل الله يُؤتيه من يشاء.
وروى كَعْبُ بنُ عُجْرَة: أنَّه مر على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - رجلٌ، فرأى أصحابُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من جَلَدِه ونشاطِه، فقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيلِ الله، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن كان خرجَ يسعى على وَلَدِه صِغارًا، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه، يَعُفُّها، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياء ومُفاخرة، فهو في سبيل الشيطان))؛ رواه الطبراني، وقال المنذري والهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني.
والحاصل أن السعي والنفقة على الأبوين والأبناء والأرملة والمساكين، من الأعمال الصالحة، وفي سبيل الله - تعالى – ومن يدركه الموت وهو على تلك الحال، يكون قد مات على عمل صالح – إن شاء الله تعالى - ويكتب له أجر النفقة، ولكن ليس في الأحاديث ما يدُلُّ على أنَّ مَن توفِّي على تلك الحال أنَّه شهيد، وإنَّما المراد أنَّ ذلك العمل يُشْبِه الجهاد من بعض الوجوه، فيكون من قتل في طلبه للرِّزق شهيدًا، فالمشبَّه في لغة العرب ليس كالمشبَّه به من كل وجه، وإن كان فضلُ الله وكرمه واسعًا، ويده - سبحانه - مَلْأَى، لا تَغِيضُها نَفَقةٌ، سَحَّاءُ الليلَ والنهارَ،، والله أعلم.
ما حكم مَن خرجَ من بيته مُجاهدًا في سبيل الله، أو ساعيًا لكسب قُوتِه، وقوت أرملة، ووالدين كبيرين، ثم أدركه الموت في الطَّريق؟ استدلوا بآية وحديث من فضلكم.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فمن مَن خرجَ من بيته مُجاهدًا في سبيل الله، ثم أدركه الموت في الطَّريق - كتب له أجر الجهاد؛ قال تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[النساء: 100]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من خرج حاجاً فمات، كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة، ومن خرج معتمراً فمات، كتب الله له أجر المعتمر إلى يوم القيامة، ومن خرج غازياً في سبيل الله فمات، كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة))؛ رواه الطبراني في "الأوسط" وأبو يعلى في "مسنده"، وصححه الألباني.
وقد ذكرنا أنواعَ الشهادة والشُّهداء في فتوى مفصَّلة بعنوان: "تَعْدَاد أسباب الشهادة"، فلتُراجع.
وأمَّا من خرج من بيته ليسعى، ويُحصِّل قوتَه وقوتًا يُنفقه على أرملة - وهي التي مات عنها زوجُها – ومسكين - وهو الذي ليس له من المال ما يَسُدُّ حاجَتَه - فأجرُه كأجر المجاهد أو القائم الصائم؛ ففي "الصَّحيحين" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل، والصائم النهار)).
قال ابنُ بطال في "شرح البخاري": "من عَجَز عن الجهاد في سبيل الله، وعن قيام الليل، وصيام النهار - فليعملْ بهذا الحديث، ولْيسعَ على الأرامل والمساكين؛ لِيُحشر يومَ القيامة في جملة المجاهدين في سبيل الله، دون أن يَخطو في ذلك خُطوة، أو يُنفق درهمًا، أو يلقى عدوًّا يرتاعُ بلقائه، أو ليحشر في زُمرة الصائمين والقائمين، وينال دَرَجَتهم، وهو طاعمٌ نهارَه، نائم ليله أيَّامَ حياته، فينبغي لكلِّ مُؤمن أن يَحرص على هذه التِّجارة التي لا تبور، ويسعى على أرملة أو مسكين لوجه الله - تعالى - فيَربح في تِجارته درجات المجاهدين والصَّائمين والقائمين، من غير تعبٍ ولا نصب، ذلك فضل الله يُؤتيه من يشاء.
وروى كَعْبُ بنُ عُجْرَة: أنَّه مر على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - رجلٌ، فرأى أصحابُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من جَلَدِه ونشاطِه، فقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيلِ الله، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن كان خرجَ يسعى على وَلَدِه صِغارًا، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه، يَعُفُّها، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياء ومُفاخرة، فهو في سبيل الشيطان))؛ رواه الطبراني، وقال المنذري والهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني.
والحاصل أن السعي والنفقة على الأبوين والأبناء والأرملة والمساكين، من الأعمال الصالحة، وفي سبيل الله - تعالى – ومن يدركه الموت وهو على تلك الحال، يكون قد مات على عمل صالح – إن شاء الله تعالى - ويكتب له أجر النفقة، ولكن ليس في الأحاديث ما يدُلُّ على أنَّ مَن توفِّي على تلك الحال أنَّه شهيد، وإنَّما المراد أنَّ ذلك العمل يُشْبِه الجهاد من بعض الوجوه، فيكون من قتل في طلبه للرِّزق شهيدًا، فالمشبَّه في لغة العرب ليس كالمشبَّه به من كل وجه، وإن كان فضلُ الله وكرمه واسعًا، ويده - سبحانه - مَلْأَى، لا تَغِيضُها نَفَقةٌ، سَحَّاءُ الليلَ والنهارَ،، والله أعلم.