الهدية سنة نبوية ووسيلة دعويةكتبه/ أحمد السيد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن المهاداة بين المسلمين من خلق الإسلام، ومن الفعال التي حض عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (تَهَادُوا تَحَابُّوا) (رواه البخاري في الأدب المفرد، وحسنه الألباني).
والهدية يهديها الأخ لأخيه: هي رسول خير، ومظهر حب، ووسيلة قربى، ومبعث أنس... تـُقرِّب البعيد، وتصل المقطوع، وتشق طريق الدعوة إلى النفوس...
ومن أولى بذلك من الداعية؟؟ ومن أحوج منه إلى ذلك؟؟ ولكن تحقيق ذلك يحتاج إلى بذل وكرم؛ فالهدية الجميلة -وإن صغرت- من أهم وسائل كسب القلوب، وبناء العلاقة بين الناس، وهي قد تكون بسيطة جدًا في قيمتها، ولكنها تدخل سرورًا، وتظهر مدى الاهتمام.
قال البخاري -رحمه الله- في الأدب المفرد: "باب قبول الهدية" وروى فيه عن ثابت قال: كان أنس يقول: "يا بني تبادلوا بينكم؛ فإنه أود لما بينكم" قال الألباني: صحيح الإسناد.
وقال القاضي أبو بكر بن العربي: "قبول الهدية سنة مستحبة تصل المودة وتوجب الألفة".
وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقبل الهدية، ويثيب عليها، ويدعو إلى قبولها، ويرغب فيها، فقد ورد عنه أنه قال: (لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِىَ إِلَىَّ ذِرَاعٌ لَقَبِلْتُ) (رواه البخاري)، والكراع: مستدق الساق من الغنم والبقر العاري من اللحم.
ولا يقف عطاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند من يعطيهم برغبته، أو أصحاب الأخلاق الفاضلة، بل يتعدى عطاؤه من يعامله بغلظة، بل ومن يتطاول عليه لا أقول باللسان، بل باليد أيضًا، ومع هذا لا يزيده إلا حلمًا، فيدفع بالتي هي أحسن السيئة، فإذا الذي بينه وبينه عداوة كأنه ولي حميم... إنه قانون الله، وسنته في تأليف القلوب.
والهدية لها دور كبير ومهم في استلال سخائم الحقد، وأدران التنافس والحسد من القلوب، ثم غرس أسمى معاني الثقة والمحبة والألفة والمودة.
جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يهدي للناس، ويقبل هديتهم، وكان يحرص أن يكافئ على الهدية بمثلها، أو أكثر، وأمر بها ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أُتِىَ بِطَعَامٍ سَأَلَ عَنْهُ: أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟ فَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ. قَالَ: لأَصْحَابِهِ كُلُوا. وَلَمْ يَأْكُلْ، وَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ. ضَرَبَ بِيَدِهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَكَلَ مَعَهُمْ". قال الحافظ ابن حجر: "والأحاديث في ذلك شهيرة".
ووعى الصحابة الكرام هديه -صلى الله عليه وسلم- الرفيع في الهدية، فطبقوه وحثوا عليه: فكان عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- تذبح له شاة فيسأل غلامه: أهديت لجارنا اليهودي؟ فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُه) (متفق عليه).
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهرًا، أو جماعة، أو ما شاء الله أحب إليَّ من دينار أنفقه في سبيل الله -عز وجل-".
ولقد تناقل المسلمون على مدى العصور -عصور التاريخ الإسلامي- هذا الهدي وطبقوه، ودعوا إليه.
قال ابن حبان -رحمه الله تعالى-: "فالواجب على المرء إذا أهديت إليه هدية أن يقبلها ولا يردها، ثم يثيب عليها إذا قدر، ويشكر عنها، وإني لأستحب بعث الهدايا إلى الإخوان بينهم؛ إذ الهدية تورث المحبة، وتذهب الضغينة".
عن عبد الملك بن رفاعة: "الهدية هي السحر الظاهر".
وبلغ الحسن بن عمارة أن الأعمش يقع فيه، فبعث إليه بكسوة، فلما كان بعد ذلك مدحه الأعمش فقيل له: "كيف تذمه ثم تمدحه؟ قال: إن خيثمة حدثني عن عبد الله قال: إن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها".
قال أبو حاتم بن حبان:
"والبشر مجبولون على محبة الإحسان، وكراهية الأذى، واتخاذ المحسن حبيبًا، واتخاذ المسيء إليهم عدوًا". فالعاقل يستعمل مع أهل زمانه لزوم بعث الهدايا بما قدر عليه؛ لاستجلاب محبتهم إياه، ويفارق تركه مخافة بغضهم.
قال الشاعر:
ويزيد في أثر الهدية حسن اختيار الداعي لها، ومناسبة وقتها وظروفها للمدعو؛ بعث أحدهم لأخيه بطبق ورد في عيد من الأعياد، وقال له:
ومن الأشياء المهمة:
أن الهدية إلى جانب أنها لها أهداف في ذاتها، فيمكن أن يكون لها أهداف أخرى، وذلك مثلاً يكمن في نوع الهدية، مثل: كتاب مثلاً يتكلم في أشياء مهمة بالنسبة للمدعو، أو شريط يعالج مرضًا عنده، أو مشكلة، أو شيء يساعده على الطاعة مثل سواك، أو مصحف، ويكون نفع هذه الأشياء متعديًا، فإلى جانب كونها هدية في نفسها لها هدف آخر غير مباشر يساعد على النهوض بأحوال المدعو الالتزامية.
خصائص هذه الوسيلة الدعوية:
1- تدخل سرورًا، وتظهر مدى الاهتمام.
2- تؤدي إلى الحب بين الطرفين.
3- تذهب وحر الصدر والبغضاء والشحناء.
4- تفتح القلوب، وتقرب بين وجهات النظر.
5- تشق طريق الدعوة إلى القلوب.
6- لها دور مهم في استلال السخائم -سخائم الحقد وأدران التنافس والحسد- من القلوب، ثم غرس أسمى معاني الثقة، والمحبة والألفة والمودة.
7- من أهم وسائل كسب القلوب، وبقاء العلاقة بين الناس.
ومن أهداف هذه الوسيلة الدعوية:
1- حب المدعو للداعي؛ للمساعدة على باقي الطريق إذ أن الناس يحبون من يظهر بهم الاهتمام.
2- نشر سنة من سنن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قبول وإعطاء الهدية.
3- قفل باب الشر، وإغلاق باب الشبهات في القلوب.
ضرب أمثلة تساعد في تطبيق هذه الوسيلة الدعوية:
- الاهتمام بمظهر الهدية الخارجي.
- توصيل فكرة، أو هدف من خلال الهدية.
- مثلاً شخص عنده خلل في اتباع السنة، فتهدي إليه شريطًـًا، أو كتابًا يعالج هذه القضية.
- شخص آخر عنده بغض للملتزمين مع حبه لغيرهم حتى لو كانوا من غير المسلمين فيمكن أن تبعث له بكتاب في الأخوة، وتكتب له على الغلاف الخارجي إهداءً تقول فيه: "إني أحبك في الله؛ لأنك مسلم، وتحب الإسلام، وتحب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأيضًا أعلم أن كل مسلم مثلك يحب أن ينتشر الإسلام، ويعم الأرض كلها، وأيضًا أعلم أنك تحب كل من يلتزم بالإسلام، ويقتدي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في مظهره، وأنك تقدمه على غيره في المحبة؛ لأنه يطيع الله، وأنت باعتبارك مسلم تساعده على ذلك"، وهذا مثال قد نختلف عليه وعلى مضمونه، لكنه جرب وأتى ثماره.
وهكذا بهذا الأسلوب الغير مباشر استخدمت أكثر من وسيلة في وسيلة واحدة منها: الإهداء، ومعالجة موضوع الأخوة الإسلامية من خلال الكتاب أوصلت إليه رسالة قد يكتب إليه بها الدخول في الالتزام. المهم أن يحاول الإنسان استغلال الوسيلة بكل ما يقدر عليه من حيل.
- كذلك من الأشياء المهمة: ألا يكون بالهدية عيب من العيوب المخلة بها.
- كذلك من الأشياء المهمة: أن تكون اطلعت على الهدية سواء كانت شريطـًا، أو كتابًا، وذلك لاحتمال أن يناقشك فيها، فتكون جاهزًا لذلك.
- يمكن اختيار هدية تناسبه هو، أو تناسب أقرباءه -أخاه, والديه-، فيكون لها أثر كبير على المنزل.
- يمكن استغلال فترات الامتحانات، وجعلها موسم هدايا ولو هدايا من أطعمة وغيرها مثال: أن يذهب إلى بيته ومعه الهدية، ويعطيها له، ويرفض الدخول، ويقول جئت بها لك؛ لتساعدك وأنت تذاكر، وإذا لم تجده حملت من في البيت إيصالها، واطمئن على أحوال مذاكرته، فإن هذا مما له أكبر الأثر في نفس أصحاب المنزل، وهذا كله مجرب وذو أثر فعال.
- ويمكن استغلال مواسم الطاعة، أو موسم الأفراح والأعياد في الهدايا مما له أبلغ الأثر، أو تكون الهدية نادرة الوجود وهو قد تعب في البحث عنها، فجئت بها أنت على سبيل الهدية، أو كانت مساعدة منك في أشياء يحتاجونها في منزلهم.
كل هذه الأشياء يكون لها أشد الأثر في المنزل والبيئة المحيطة بالمدعو، وقبل كل ذلك المدعو نفسه. والله من وراء القصد.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن المهاداة بين المسلمين من خلق الإسلام، ومن الفعال التي حض عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (تَهَادُوا تَحَابُّوا) (رواه البخاري في الأدب المفرد، وحسنه الألباني).
والهدية يهديها الأخ لأخيه: هي رسول خير، ومظهر حب، ووسيلة قربى، ومبعث أنس... تـُقرِّب البعيد، وتصل المقطوع، وتشق طريق الدعوة إلى النفوس...
ومن أولى بذلك من الداعية؟؟ ومن أحوج منه إلى ذلك؟؟ ولكن تحقيق ذلك يحتاج إلى بذل وكرم؛ فالهدية الجميلة -وإن صغرت- من أهم وسائل كسب القلوب، وبناء العلاقة بين الناس، وهي قد تكون بسيطة جدًا في قيمتها، ولكنها تدخل سرورًا، وتظهر مدى الاهتمام.
قال البخاري -رحمه الله- في الأدب المفرد: "باب قبول الهدية" وروى فيه عن ثابت قال: كان أنس يقول: "يا بني تبادلوا بينكم؛ فإنه أود لما بينكم" قال الألباني: صحيح الإسناد.
وقال القاضي أبو بكر بن العربي: "قبول الهدية سنة مستحبة تصل المودة وتوجب الألفة".
وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقبل الهدية، ويثيب عليها، ويدعو إلى قبولها، ويرغب فيها، فقد ورد عنه أنه قال: (لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِىَ إِلَىَّ ذِرَاعٌ لَقَبِلْتُ) (رواه البخاري)، والكراع: مستدق الساق من الغنم والبقر العاري من اللحم.
ولا يقف عطاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند من يعطيهم برغبته، أو أصحاب الأخلاق الفاضلة، بل يتعدى عطاؤه من يعامله بغلظة، بل ومن يتطاول عليه لا أقول باللسان، بل باليد أيضًا، ومع هذا لا يزيده إلا حلمًا، فيدفع بالتي هي أحسن السيئة، فإذا الذي بينه وبينه عداوة كأنه ولي حميم... إنه قانون الله، وسنته في تأليف القلوب.
والهدية لها دور كبير ومهم في استلال سخائم الحقد، وأدران التنافس والحسد من القلوب، ثم غرس أسمى معاني الثقة والمحبة والألفة والمودة.
جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يهدي للناس، ويقبل هديتهم، وكان يحرص أن يكافئ على الهدية بمثلها، أو أكثر، وأمر بها ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أُتِىَ بِطَعَامٍ سَأَلَ عَنْهُ: أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟ فَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ. قَالَ: لأَصْحَابِهِ كُلُوا. وَلَمْ يَأْكُلْ، وَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ. ضَرَبَ بِيَدِهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَكَلَ مَعَهُمْ". قال الحافظ ابن حجر: "والأحاديث في ذلك شهيرة".
ووعى الصحابة الكرام هديه -صلى الله عليه وسلم- الرفيع في الهدية، فطبقوه وحثوا عليه: فكان عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- تذبح له شاة فيسأل غلامه: أهديت لجارنا اليهودي؟ فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُه) (متفق عليه).
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهرًا، أو جماعة، أو ما شاء الله أحب إليَّ من دينار أنفقه في سبيل الله -عز وجل-".
ولقد تناقل المسلمون على مدى العصور -عصور التاريخ الإسلامي- هذا الهدي وطبقوه، ودعوا إليه.
قال ابن حبان -رحمه الله تعالى-: "فالواجب على المرء إذا أهديت إليه هدية أن يقبلها ولا يردها، ثم يثيب عليها إذا قدر، ويشكر عنها، وإني لأستحب بعث الهدايا إلى الإخوان بينهم؛ إذ الهدية تورث المحبة، وتذهب الضغينة".
عن عبد الملك بن رفاعة: "الهدية هي السحر الظاهر".
إن الهـديـة حـلـوة كـالسحـر تـخــتـلـب القــلـوبا
تـدنـي البـعـيـد مـن الهوى حـتى تـصيـره قـريـبًا
وتعـيـد مـضـطـغـن العـداوة بـعـد بغـضته حبيـبًا
تنفي السخيمة من ذوي الشحنا وتمتحق الذنوبا
تـدنـي البـعـيـد مـن الهوى حـتى تـصيـره قـريـبًا
وتعـيـد مـضـطـغـن العـداوة بـعـد بغـضته حبيـبًا
تنفي السخيمة من ذوي الشحنا وتمتحق الذنوبا
قال أبو حاتم بن حبان:
"والبشر مجبولون على محبة الإحسان، وكراهية الأذى، واتخاذ المحسن حبيبًا، واتخاذ المسيء إليهم عدوًا". فالعاقل يستعمل مع أهل زمانه لزوم بعث الهدايا بما قدر عليه؛ لاستجلاب محبتهم إياه، ويفارق تركه مخافة بغضهم.
قال الشاعر:
هـدايا النـاس بـعضـهـم لبـعض تولـد فـي قـلبهـم الوصـالا
وتـزرع في الضمير هوى وودًا وتكسوك المهابة والجلالا
مـصـايـد للـقـلـوب بـغـيـر تعب وتـمنحك المحبة والجمالا
وتـزرع في الضمير هوى وودًا وتكسوك المهابة والجلالا
مـصـايـد للـقـلـوب بـغـيـر تعب وتـمنحك المحبة والجمالا
بعــثـنا بـبـرٍّ تـافـه دون قــدركــم وما تبعث الألطاف للقـُلِّ والكثر
ولكـن ظـــرفــا أن تـزيــد مــودة فهل تـكـرمنا بالقبول وبالعـذر؟
فلو كان بِِري حسب ما أنت أهله أتى إذًا روحـي على طـبـق الـبر
ولكـن ظـــرفــا أن تـزيــد مــودة فهل تـكـرمنا بالقبول وبالعـذر؟
فلو كان بِِري حسب ما أنت أهله أتى إذًا روحـي على طـبـق الـبر
أن الهدية إلى جانب أنها لها أهداف في ذاتها، فيمكن أن يكون لها أهداف أخرى، وذلك مثلاً يكمن في نوع الهدية، مثل: كتاب مثلاً يتكلم في أشياء مهمة بالنسبة للمدعو، أو شريط يعالج مرضًا عنده، أو مشكلة، أو شيء يساعده على الطاعة مثل سواك، أو مصحف، ويكون نفع هذه الأشياء متعديًا، فإلى جانب كونها هدية في نفسها لها هدف آخر غير مباشر يساعد على النهوض بأحوال المدعو الالتزامية.
خصائص هذه الوسيلة الدعوية:
1- تدخل سرورًا، وتظهر مدى الاهتمام.
2- تؤدي إلى الحب بين الطرفين.
3- تذهب وحر الصدر والبغضاء والشحناء.
4- تفتح القلوب، وتقرب بين وجهات النظر.
5- تشق طريق الدعوة إلى القلوب.
6- لها دور مهم في استلال السخائم -سخائم الحقد وأدران التنافس والحسد- من القلوب، ثم غرس أسمى معاني الثقة، والمحبة والألفة والمودة.
7- من أهم وسائل كسب القلوب، وبقاء العلاقة بين الناس.
ومن أهداف هذه الوسيلة الدعوية:
1- حب المدعو للداعي؛ للمساعدة على باقي الطريق إذ أن الناس يحبون من يظهر بهم الاهتمام.
2- نشر سنة من سنن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قبول وإعطاء الهدية.
3- قفل باب الشر، وإغلاق باب الشبهات في القلوب.
ضرب أمثلة تساعد في تطبيق هذه الوسيلة الدعوية:
- الاهتمام بمظهر الهدية الخارجي.
- توصيل فكرة، أو هدف من خلال الهدية.
- مثلاً شخص عنده خلل في اتباع السنة، فتهدي إليه شريطًـًا، أو كتابًا يعالج هذه القضية.
- شخص آخر عنده بغض للملتزمين مع حبه لغيرهم حتى لو كانوا من غير المسلمين فيمكن أن تبعث له بكتاب في الأخوة، وتكتب له على الغلاف الخارجي إهداءً تقول فيه: "إني أحبك في الله؛ لأنك مسلم، وتحب الإسلام، وتحب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأيضًا أعلم أن كل مسلم مثلك يحب أن ينتشر الإسلام، ويعم الأرض كلها، وأيضًا أعلم أنك تحب كل من يلتزم بالإسلام، ويقتدي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في مظهره، وأنك تقدمه على غيره في المحبة؛ لأنه يطيع الله، وأنت باعتبارك مسلم تساعده على ذلك"، وهذا مثال قد نختلف عليه وعلى مضمونه، لكنه جرب وأتى ثماره.
وهكذا بهذا الأسلوب الغير مباشر استخدمت أكثر من وسيلة في وسيلة واحدة منها: الإهداء، ومعالجة موضوع الأخوة الإسلامية من خلال الكتاب أوصلت إليه رسالة قد يكتب إليه بها الدخول في الالتزام. المهم أن يحاول الإنسان استغلال الوسيلة بكل ما يقدر عليه من حيل.
- كذلك من الأشياء المهمة: ألا يكون بالهدية عيب من العيوب المخلة بها.
- كذلك من الأشياء المهمة: أن تكون اطلعت على الهدية سواء كانت شريطـًا، أو كتابًا، وذلك لاحتمال أن يناقشك فيها، فتكون جاهزًا لذلك.
- يمكن اختيار هدية تناسبه هو، أو تناسب أقرباءه -أخاه, والديه-، فيكون لها أثر كبير على المنزل.
- يمكن استغلال فترات الامتحانات، وجعلها موسم هدايا ولو هدايا من أطعمة وغيرها مثال: أن يذهب إلى بيته ومعه الهدية، ويعطيها له، ويرفض الدخول، ويقول جئت بها لك؛ لتساعدك وأنت تذاكر، وإذا لم تجده حملت من في البيت إيصالها، واطمئن على أحوال مذاكرته، فإن هذا مما له أكبر الأثر في نفس أصحاب المنزل، وهذا كله مجرب وذو أثر فعال.
- ويمكن استغلال مواسم الطاعة، أو موسم الأفراح والأعياد في الهدايا مما له أبلغ الأثر، أو تكون الهدية نادرة الوجود وهو قد تعب في البحث عنها، فجئت بها أنت على سبيل الهدية، أو كانت مساعدة منك في أشياء يحتاجونها في منزلهم.
كل هذه الأشياء يكون لها أشد الأثر في المنزل والبيئة المحيطة بالمدعو، وقبل كل ذلك المدعو نفسه. والله من وراء القصد.