هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الجهاد$$$

    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17074
    السٌّمعَة : 22

    سؤال الجهاد$$$

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح الثلاثاء 9 مارس - 8:52

    الحمد لله رب العالمين القائل في محكم كتابه العزيز: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} (الحج: 78) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً ورضي الله عن أصحابه أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد: عباد الله:
    أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وأذكركم بما أوجب الله سبحانه وتعالى علينا من الجهاد فيه حق جهاده.. وحق الجهاد في الله عز وجل المنجي من عذابه الموجب لدخول جنته هو جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد أصحاب المعاصي من المسلمين، وجهاد الكفار على الوجه الذي شرعه الله سبحانه والذي قام به رسولهصلى الله عليه وسلم على أكمل وجه والذي دل عليه قوله تعالى: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (يوسف: 108) وقوله سبحانه: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (العصر: 1-3).

    فقد دلت الآية الأولى على أن سبيل النجاة والإخلاص لله تعالى في عبادته والدعوة إلى توحيده عز وجل والنهي عن الشرك به والحذر من الرياء والسمعة في ذلك لأن من الناس من يدعو إلى نفسه أعاذنا الله من ذلك، فتبين بهذا أن الإخلاص لله سبحانه في عبادته والدعوة إليه هو الركن الأول والأساس الذي لا دين لعبد إلا به، والركن الثاني لصحة عبادة الله تعالى والدعوة إليه هو: البصيرة وهي العلم الذي دل عليه كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وليس أراء الناس والبدع التي ابتدعها ضلالهم وإن كانوا مجتهدين ولذا قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»، أما الركن الثالث: من أركان صحة العبادة وقبول الله تعالى لها فهو تنزيه الله سبحانه عن الشبيه والشريك والوالد والصاحبة والولد ووصفه سبحانه بما وصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال التي هي معاني أسمائه الحسنى والتي جاءت بها الآيات والأحاديث على الوجه اللائق به سبحانه من غير تشبيه ولا تأويل ولا تعطيل ولا تكييف على حد قوله سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى: 11) والبراءة من الشرك ومن جميع الكفر ومن أهله وقد دل على هذا الركن قوله سبحانه: {وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (الحج: 108) وقوله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأمته: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} الآية (الممتحنة: 5) وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}الآية (المائدة: 51) والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً.

    وجهاد النفس أربع مراتب:
    جهادها على تعلم العلم الذي لا نجاة لها إلا به وهو: معرفة الله تعالى ومعرفة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ومعرفة ما يلزم من دين الإسلام، والثانية: جهادها على العمل بهذا العلم، والثالثة: جهادها على الدعوة إليه، والرابعة: جهادها على الصبر على الأذى فيه وسورة العصر دليل على هذه المراتب الأربع، ومعرفة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم تتحقق بالعلم بأن محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي عبدالله ورسوله إلى الناس كافة والإيمان بأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة وأنه عبدٌ لا يُعبد ورسولٌ لا يكذب بل يطاع ويتبع، من أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار.

    ومعرفة دين الإسلام تتحقق بمعرفة أركانه الخمسة والإيمان بها والعمل بها وهو الدين الكامل الذي بُعِث به خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.

    ومعرفة الإسلام الذي بعث الله به جميع رسله من أولهم إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم تتحقق بالاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله وجميع أنواع الكفر وأهله وهو معنى لا إله إلا الله التي من عرف معناها وآمن به وعمل به دخل الجنة.. أما من يقولها دون فهم لمعناها وقد نقضها بإشراكه بالله تعالى في عبادته بصرفه أعظم أنواع العبادة وهو الدعاء لغير الله تعالى كمن يستغيث بالأموات ولو كانوا أفضل الناس ويطلب منهم المدد وتفريج الكربة أو شفاء المريض أو الرزق أو الولد أو النصر أو يذبح لهم أو ينذر لهم أو يعتقد فيهم أنهم يعلمون الغيب ويدبرون الكون لأن هذا الطلب من غير الله تعالى والاعتقاد في غيره شرك أكبر بالله صاحبه مخلد في نار جهنم إذا مات ولم يتب إلى الله ولا ينفعه نطقه بالشهادتين وصلاته وصيامه وحجه لأنه مشرك والشرك يحبط جميع الأعمال قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وإخوانه الأنبياء قبله: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الزمر: 65) وجميع الأنبياء والأئمة والأولياء يتبرؤون منه يوم القيامة ولا يسمعونه حينما يناديهم ولو سمعوا ما استجابوا له قال الله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ * إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} (فاطر: 13-14) أما الذين يجيزون هذه المطالب من غير الله تعالى وهذه الاعتقادات في غيره ويقولون: إن هذا ليس بشرك وإنما هو توسل بالصالحين إلى الله فإنما هم مشركون طواغيت يدعون إلى النار لأن التوسل إلى الله تعالى لا يكون إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العليا وبالأعمال الصالحة وأعظمها توحيد الله وباتّباع رسولهصلى الله عليه وسلم وليس بإقامة عيد لمولده كما يصنعه المبتدعون المتشبهون باليهود والنصارى في أعيادهم، قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (آل عمران: 31).

    وأما بقية مراتب جهاد النفس فإنها تتحقق بتحقيق معنى الشهادتين كما تقدم اعتقاداً وقولاً وعملاً وتعليمه للناس والصبر على ذلك وترويض النفس على فعل الخير واجتناب الشر في الأقوال والأعمال ابتغاء مرضاة الله تعالى وحينئذ سيفرح من جاهد نفسه بهداية الله سبحانه والتي وعد بها المجاهدين فيه بقوله: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت: 69) لأنه سبحانه رتب الهداية على المجاهدة.

    وأما جهاد الشيطان فهو مرتبتان:الأولى: جهاده برد ما يلقيه في القلب من الشك في ذات الله تعالى أو قَدَرِه أو قدرته أو عدله وذلك بأن يقول المؤمن إذا وجد ذلك: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم آمنت بالله، ولا يسترسل كما أرشد لهذا المصطفى صلى الله عليه وسلم ويكرر هذه الاستعاذة.
    والثانية: جهاده برد ما يزينه للمؤمن من الشهوات المحرمة كشهوة الزنا أو شرب الخمر أو إعمال الغضب وذلك بأمرين: بالاستعاذه بالله تعالى منه وبالصبر عن الحرام، وتَذَكُّر المؤمن أن هذه شهوة عاجلة تعقبها حسرة دائمة أعاذني الله وإياكم من الحسرة والندامة.. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


    الخطبة الثانية

    الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم.

    أما بعد:
    فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلاله وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار ثم اعلموا وفقني الله وإياكم أن الجماعة هي: ولي الأمر المسلم ومن معه من العلماء والمسلمين الذين اجتمعت كلمتهم على الحق ولو كان أمراً مرجوحاً غير منكر ثم اعلموا أن جهاد أصحاب المعاصي من المسلمين يتم بأحد ثلاثة أمور بيّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فقلبه وذلك أضعف الإيمان» فأما التغيير باليد فهو لولي الأمر في ولايته بإقامة حدود الله وردع المجرمين، وللرجل مع أولاده وأهله وخدمه، وللمرأة في بيت زوجها وذلك بإراقة الخمر وكسر آلة اللهو المحرمة وطمس الصورة المحرمة، وتأديب المتبرجة بالزينة أو التعري ولو في المجتمعات النسائية بمنعها من الخروج وتأديبها إذا لم تمتنع، والتغيير باللسان بالوعظ والنصيحة لفاعل المنكر وتارك الواجب لمن لا يقدر على التغيير باليد أو يترتب على تغييره مفسدة أكبر أو مساوية، والتغيير بالقلب يكون ببغض المنكر وفاعله ومفارقته إذا لم يقدر على التغيير بيد ولا لسان.

    أما المرتبة الرابعة من مراتب الجهاد فهي جهاد الكفار وهو أربع مراتب:الأولى: بدعوتهم إلى الله تعالى والحرص على إدخال من شاء الله منهم في الإسلام ببيانه لهم وترغيبهم فيه بالقول اللين والخلق الطيب والإحسان إليهم بالإطعام وقضاء الحاجة والإجارة عن الظلم والابتسامة في وجه المدعو منهم وهذا لا ينافي بغض الكفر وأهله في الله والبراءة منهم لأن ما ورد من الأمر بلقائهم بوجوه مكفهرة وباضطرارهم إلى مضايق الطريق عند لقائهم خاص بالظالمين منهم المتكبرين الذين تحت ولاية إمام المسلمين وقد رضوا بدفع الجزية ولم يرضوا بالدخول في الإسلام بعد علمهم بأنه الحق، أما ما ورد من أمر الله تعالى للمؤمنين بأن يجد الكفار فيهم غلظة وشدة بأس فهذا في حال الحرب معهم تحت الراية الشرعية أو في الحال التي يكون الجهاد بالسيف فيها فرض عين سوى ما تقدم كما لو هجم العدو على البلد وهذه هي التي وصفها رسولصلى الله عليه وسلم بذروة سنام الإسلام، أما الإساءة إلى من تحت ولاية حكام المسلمين من الكفار المعاهدين والمستأمنين من السفراء والعاملين في الشركات وفي المؤسسات الحكومية فهي حرام، وإخافتهم وإلحاق الضرر بهم في النفس أو العرض أو المال من أكبر الكبائر ففي الحديث: «من قتل ذمياً أو معاهداً لم يرح رائحة الجنة» وما يفعله بعض من انحرفوا فكرياً في الدول العربية والإسلامية من التفجيرات وقتل الأبرياء وتخريب الممتلكات إفساد في الأرض لا يحبه الله وهو خروج عن ولاية المسلمين وكبيرة عظيمة، ومما يجب على كل مسلم أن يعرفه وخصوصاً الشباب المتحمسين لدين الإسلام وفقنا الله وإياهم للصواب أنه لا يجوز لفرد ولا جماعة شق عصا طاعة ولي الأمر الذي معه كبراء العلماء وعامة المسلمين بالقيام بقتال لم يأذن به ولي الأمر ولذا صدرت فتوى هيئة كبار العلماء برئاسة سماحة مفتي المملكة بذلك..

    وقد سبق مثل هذا الإجراء من قبل كبار علماء البلاد على عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله لَمَّا رأى هو والعلماء إيقاف الجهاد للمصلحة العامة ولتجنيب البلاد والمسلمين خطر حرب لا طاقة لهم بها فانقسم المجاهدون إلى قسمين: قسم أطاع العلماء وقبلوا نصحهم فوقاهم الله سبحانه بهذه الطاعة شر عقوبة المخالفة، والقسم الثاني: عصوا العلماء ولم يقبلوا نصحهم واتهموهم بمداهنة ولي الأمر وبأخذ المال الحرام فعاقبهم الله سبحانه بهزيمة منكرة قُتل فيها منهم المئات وخربت ديارهم فيجب على طلاب العلم الرجوع إلى كبار العلماء وقبول نصحهم فقد أمرهم الله بذلك وليحذروا الآراء الشاذة والمرتجلة فكم من داهية وقع فيها المغترون بها في أمور دينهم ودنياهم.

    والمرتبة الثالثة من مراتب جهاد الكفار: جهادهم بالمال بالإنفاق على الجهاد المشروع الذي يدعو إليه ولي الأمر لحديث: من جهز غازياً فقد غزى»، والمرتبة الرابعة: جهاده بالقلب ببغض الكفر وأهله والبراءة منهم والاستمرار في دعاء الله تعالى وسؤاله نصر الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين.

    اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا وولاة أمر المسلمين أجمعين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون.

    وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
    الشيخ عبدالرحمن بن حماد آل عمر
    مجووووووده

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 1 نوفمبر - 4:33