نعم .. طوبى للتائبين !!
من فرح الله بالتائبين إليه أنه لا يغفر سيئاتهم فقط .. كلا ..
بل يبدل سيئاتهم حسنات ..
فربنا أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا ..
ومن سعة رحمته ..
أنه عرض التوبة على كل أحد ..
مهما أشرك العبد وكفر ..
أو طغى وتجبر ..
فإن الرحمة معروضة عليه ..
وباب التوبة مشرع بين يديه ..
وانظر إلى ذاك الشيخ الهرم ..
الذي .. كبر سنه ..
وانحنى ظهره .. ورق عظمه ..
أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وهو جالس بين أصحابه يوما .. يجر خطاه .. وقد سقط حاجباه على عينيه .. وهو يدّعم على عصا .. جاء يمشي ..
حتى قام بين يديّ النبي صلى الله عليه وسلم ..
فقال بصوت تصارعه الآلام ..
يا رسول الله ..
أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها ..
فلم يترك منها شيئا ..
وهو في ذلك لم يترك حاجة ..
ولا داجة ..
أي صغيرة ولا كبيرة ..
إلا أتاها ..
لو قسّمت خطيئته بين أهل الأرض لأوبقتهم ..
فهل لذلك من توبة ؟
فرفع النبي صلى الله عليه وسلم بصره إليه ..
فإذا شيخ قد انحنى ظهره ..
واضطرب أمره ..
قد هده مر السنين والأعوام ..
وأهلكته الشهوات والآلام ..
فقال له صلى الله عليه وسلم :
فهل أسلمت ؟
قال :
أما أنا .. فأشهد أن لا إله إلا الله .. وأنك رسول الله ..
فقال صلى الله عليه وسلم :
تفعل الخيرات ..
وتترك السيئات ..
فيجعلهن الله لك خيرات كلهن ..
فقال الشيخ :
وغدراتي ..
وفجراتني ..
فقال :
نعم ..
فصاح الشيخ :
الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ..
فما زال يكبر حتى توارى عنهم ..
الحديث : رواه الطبراني والبزار وقال المنذري : إسناده جيد قوي وقال ابن حجر هو على شرط الصحيح
* * * * * * * * * *
وذكر ابن قدامة في التوابين ..
أن بني إسرائيل ..
لحقهم قحط على عهد موسى عليه السلام .. فاجتمع الناس إليه ..
فقالوا :
يا كليم الله .. ادع لنا ربك أن يسقينا الغيث ..
فقام معهم .. وخرجوا إلى الصحراء .. وهم سبعون ألفا أو يزيدون ..
فقال موسى عليه السلام :
إلهي ..
اسقنا غيثك ..
وانشر علينا رحمتك ..
وارحمنا بالأطفال الرضع .. والبهائم الرتع .. والمشايخ الركع ..
فما زادت السماء إلا تقشعا .. والشمس إلا حرارة ..
فقال موسى :
إلهي ..
اسقنا ..
فقال الله :
كيف أسقيكم ؟
وفيكم عبد يبارزني بالمعاصي منذ أربعين سنة ..
فناد في الناس حتى يخرج من بين أظهركم .. فبه منعتكم ..
فصاح موسى في قومه :
يا أيها العبد العاصي ..
الذي يبارز الله منذ أربعين سنة .. اخرج من بين أظهرنا .. فبك منعنا المطر ..
فنظر العبد العاصي .. ذات اليمين وذات الشمال .. فلم ير أحدا خرج ..
فعلم أنه المطلوب ..
فقال في نفسه :
إن أنا خرجت من بين هذا الخلق ..
افتضحت على رؤوس بني إسرائيل ..
وإن قعدت معهم منعوا لأجلي ..
فانكسرت نفسه ..
ودمعت عينه ..
فأدخل رأسه في ثيابه نادما على فعاله ..
وقال :
إلهي ..
وسيدي ..
عصيتك أربعين سنة ..وأمهلتني .. وقد أتيتك طائعا .. فاقبلني ..
وأخذ يبتهل إلى خالقه ..
فلم يستتم الكلام .. حتى ارتفعت سحابة بيضاء ..فأمطرت كأفواه القرب ..
فعجب موسى وقال :
إلهي .. سقيتنا ..
وما خرج من بين أظهرنا أحد ..
فقال الله :
يا موسى سقيتكم بالذي به منعتكم ..
فقال موسى :
إلهي .. أرني هذا العبد الطائع ..
فقال :
يا موسى .. إني لم أفضحه وهو يعصيني ..
أأفضحه وهو يطيعني ..
* * * * * * * * * *
نعم ..
غفر الله له ..
ولماذا لا يغفر له العزيز الرحيم وهو الذي قال :
" قل يا عبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه " ..
وصح عند الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
قال الله تعالى :
( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي .. يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي.. يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) ..
فكن من التوابين .. يكن لك طوبى .. وزيادة ..
كتبه /
د.محمد بن عبد الرحمن العريفي
من فرح الله بالتائبين إليه أنه لا يغفر سيئاتهم فقط .. كلا ..
بل يبدل سيئاتهم حسنات ..
فربنا أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا ..
ومن سعة رحمته ..
أنه عرض التوبة على كل أحد ..
مهما أشرك العبد وكفر ..
أو طغى وتجبر ..
فإن الرحمة معروضة عليه ..
وباب التوبة مشرع بين يديه ..
وانظر إلى ذاك الشيخ الهرم ..
الذي .. كبر سنه ..
وانحنى ظهره .. ورق عظمه ..
أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وهو جالس بين أصحابه يوما .. يجر خطاه .. وقد سقط حاجباه على عينيه .. وهو يدّعم على عصا .. جاء يمشي ..
حتى قام بين يديّ النبي صلى الله عليه وسلم ..
فقال بصوت تصارعه الآلام ..
يا رسول الله ..
أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها ..
فلم يترك منها شيئا ..
وهو في ذلك لم يترك حاجة ..
ولا داجة ..
أي صغيرة ولا كبيرة ..
إلا أتاها ..
لو قسّمت خطيئته بين أهل الأرض لأوبقتهم ..
فهل لذلك من توبة ؟
فرفع النبي صلى الله عليه وسلم بصره إليه ..
فإذا شيخ قد انحنى ظهره ..
واضطرب أمره ..
قد هده مر السنين والأعوام ..
وأهلكته الشهوات والآلام ..
فقال له صلى الله عليه وسلم :
فهل أسلمت ؟
قال :
أما أنا .. فأشهد أن لا إله إلا الله .. وأنك رسول الله ..
فقال صلى الله عليه وسلم :
تفعل الخيرات ..
وتترك السيئات ..
فيجعلهن الله لك خيرات كلهن ..
فقال الشيخ :
وغدراتي ..
وفجراتني ..
فقال :
نعم ..
فصاح الشيخ :
الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ..
فما زال يكبر حتى توارى عنهم ..
الحديث : رواه الطبراني والبزار وقال المنذري : إسناده جيد قوي وقال ابن حجر هو على شرط الصحيح
* * * * * * * * * *
وذكر ابن قدامة في التوابين ..
أن بني إسرائيل ..
لحقهم قحط على عهد موسى عليه السلام .. فاجتمع الناس إليه ..
فقالوا :
يا كليم الله .. ادع لنا ربك أن يسقينا الغيث ..
فقام معهم .. وخرجوا إلى الصحراء .. وهم سبعون ألفا أو يزيدون ..
فقال موسى عليه السلام :
إلهي ..
اسقنا غيثك ..
وانشر علينا رحمتك ..
وارحمنا بالأطفال الرضع .. والبهائم الرتع .. والمشايخ الركع ..
فما زادت السماء إلا تقشعا .. والشمس إلا حرارة ..
فقال موسى :
إلهي ..
اسقنا ..
فقال الله :
كيف أسقيكم ؟
وفيكم عبد يبارزني بالمعاصي منذ أربعين سنة ..
فناد في الناس حتى يخرج من بين أظهركم .. فبه منعتكم ..
فصاح موسى في قومه :
يا أيها العبد العاصي ..
الذي يبارز الله منذ أربعين سنة .. اخرج من بين أظهرنا .. فبك منعنا المطر ..
فنظر العبد العاصي .. ذات اليمين وذات الشمال .. فلم ير أحدا خرج ..
فعلم أنه المطلوب ..
فقال في نفسه :
إن أنا خرجت من بين هذا الخلق ..
افتضحت على رؤوس بني إسرائيل ..
وإن قعدت معهم منعوا لأجلي ..
فانكسرت نفسه ..
ودمعت عينه ..
فأدخل رأسه في ثيابه نادما على فعاله ..
وقال :
إلهي ..
وسيدي ..
عصيتك أربعين سنة ..وأمهلتني .. وقد أتيتك طائعا .. فاقبلني ..
وأخذ يبتهل إلى خالقه ..
فلم يستتم الكلام .. حتى ارتفعت سحابة بيضاء ..فأمطرت كأفواه القرب ..
فعجب موسى وقال :
إلهي .. سقيتنا ..
وما خرج من بين أظهرنا أحد ..
فقال الله :
يا موسى سقيتكم بالذي به منعتكم ..
فقال موسى :
إلهي .. أرني هذا العبد الطائع ..
فقال :
يا موسى .. إني لم أفضحه وهو يعصيني ..
أأفضحه وهو يطيعني ..
* * * * * * * * * *
نعم ..
غفر الله له ..
ولماذا لا يغفر له العزيز الرحيم وهو الذي قال :
" قل يا عبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه " ..
وصح عند الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
قال الله تعالى :
( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي .. يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي.. يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) ..
فكن من التوابين .. يكن لك طوبى .. وزيادة ..
كتبه /
د.محمد بن عبد الرحمن العريفي
م
مجووووووده