السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه
" وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً "
تفسير آية من سورة الكهف للشيخ محمد بن العثيمين رحمه الله .
(وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً) (الكهف:48)
قوله تعالى: { وَعُرِضُوا } أي: عرض الناس {عَلَى رَبِّكَ } أي: على الله سبحانه وتعالى .
( صَفّاً) أي: حال كونهم صفاً بمعنى صفوفاً، فيحاسبهم الله ، أما المؤمن فإنه يخلو به وحده ويقرره بذنوبه ويقول له عملت كذا وعملت كذا، فيقر فيقول له أكرم الأكرمين: "إني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم"[24] يغفر الله عز وجل له يوم القيامة، ولا يعاقبه عليها وفي الدنيا يسترها، فكم من ذنوب لنا اقترفناها في الخفاء؟ كثيرة، سواء كانت عملية في الجوارح الظاهرة أو عملية من عمل القلوب، فسوء الظن موجود، الحسد موجود، إرادة السوء للمسلم موجودة، وهو مستور عليه. وأعمال أخرى من أعمال الجوارح ولكن الله يسترها على العبد. إننا نؤمِّل إن شاء الله أن الذي سترها علينا في الدنيا، أن يغفرها لنا في الآخرة.
ثم قال تعالى: { لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } أي يقال لهم ذلك. وهذه الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات: اللام وقد والقسم المقدر، يعني والله لقد جئتمونا { كما خلقناكم أول مرة } ليس معكم مال ولا ثياب ولا غير ذلك، بل ما فقد منهم يرد إليهم، كما جاء في الحديث الصحيح أنهم يحشرون يوم القيامة "حفاة، عراة، غرْلا"[25] و "غُرْلا" جمع أغرل وهو الذي لم يختن، إذاً سوف يعرضون على الله صفا ويقال: { لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ }، ويقال أيضاً:
(بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدا)ً هذا إضراب انتقال، فهم يوبخون { لَقَدْ جِئْتُمُونَا } فلا مفر لكم { كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) } فلا مال لكم ولا أهل، ويوبخون أيضاً على إنكارهم البعث فيقال: { بَلْ زَعَمْتُمْ } في الدنيا { أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً }، وهذا الزعم تبين بطلانه، فهو باطل.
نسأل الله ان يحاسبنا حسابا يسيرا .
م
مآآآآآجده
" وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً "
تفسير آية من سورة الكهف للشيخ محمد بن العثيمين رحمه الله .
(وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً) (الكهف:48)
قوله تعالى: { وَعُرِضُوا } أي: عرض الناس {عَلَى رَبِّكَ } أي: على الله سبحانه وتعالى .
( صَفّاً) أي: حال كونهم صفاً بمعنى صفوفاً، فيحاسبهم الله ، أما المؤمن فإنه يخلو به وحده ويقرره بذنوبه ويقول له عملت كذا وعملت كذا، فيقر فيقول له أكرم الأكرمين: "إني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم"[24] يغفر الله عز وجل له يوم القيامة، ولا يعاقبه عليها وفي الدنيا يسترها، فكم من ذنوب لنا اقترفناها في الخفاء؟ كثيرة، سواء كانت عملية في الجوارح الظاهرة أو عملية من عمل القلوب، فسوء الظن موجود، الحسد موجود، إرادة السوء للمسلم موجودة، وهو مستور عليه. وأعمال أخرى من أعمال الجوارح ولكن الله يسترها على العبد. إننا نؤمِّل إن شاء الله أن الذي سترها علينا في الدنيا، أن يغفرها لنا في الآخرة.
ثم قال تعالى: { لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } أي يقال لهم ذلك. وهذه الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات: اللام وقد والقسم المقدر، يعني والله لقد جئتمونا { كما خلقناكم أول مرة } ليس معكم مال ولا ثياب ولا غير ذلك، بل ما فقد منهم يرد إليهم، كما جاء في الحديث الصحيح أنهم يحشرون يوم القيامة "حفاة، عراة، غرْلا"[25] و "غُرْلا" جمع أغرل وهو الذي لم يختن، إذاً سوف يعرضون على الله صفا ويقال: { لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ }، ويقال أيضاً:
(بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدا)ً هذا إضراب انتقال، فهم يوبخون { لَقَدْ جِئْتُمُونَا } فلا مفر لكم { كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) } فلا مال لكم ولا أهل، ويوبخون أيضاً على إنكارهم البعث فيقال: { بَلْ زَعَمْتُمْ } في الدنيا { أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً }، وهذا الزعم تبين بطلانه، فهو باطل.
نسأل الله ان يحاسبنا حسابا يسيرا .
م
مآآآآآجده