هي رسالة نعيد بعثها من جبهة علماء الأزهر إلى شيخه الأكبر بعد أن أقضت المضاجع ، وأسالت فينا المدامع، وأدمت القلوب النوازف، وما كنا نظن على تنائي الديار أن الفجور بلغ من وقاحته أن يفترس شرف الأزهر الشريف على هذه الصورة التي جاء عليها شكاية بعض علمائه إلى الأستاذ جمال سلطان بنشرها لهم بصحيفة" المصريون" الألكترونية ثم تمضي بها الأيام كما مضت بغيرها من غرقى العبارات، وسباب الدين من بعض النواب المحترمين في قاعات المجلس التشريعي، وبيع أحشاء مصر وكرامتها لأعدائها، والصمت المزري على حصار فلذات أكبادنا في الأقصى وفلسطين .
قالت الرسالة :
أود أن أشير إلى نقطة في غاية الأهمية، لعل الكثيرين لا يعرفونها، ألا وهي أن هناك اختراقا للأزهر من قبل المؤسسات الغربية، فلأول مرة في تاريخ الأزهر يتم الاستعانة بأفراد من أمريكا وبريطانيا رجالا ونساء، تحت مسمى تعليم الأزهريين اللغة الأجنبية، فالذي حدث أننا فوجئنا بأن هناك مركزا يفتتح داخل الأزهر لتعليم اللغة الأجنبية للمعيدين والمدرسين المساعدين بالجامعة وبالمجان، ففرحنا بذلك فرحا شديدا، وتقدمنا ووجدنا ترحيبا غير عادي، وما إن ذهبنا في أول الأيام حتى فوجئنا بفتاتين أمريكيتين، وفي سن صغيرة تقارب أعمارنا، وهن متبرجات بغير احتشام، فاستفسرنا فعلمنا أنهن جئن من أمريكا خصيصا لتعليمنا اللغة، ثم كان الواقع الذي لم يحدث في تاريخ الجامعة العريقة، أن التدريس يتم للمعيدين والمعيدات في فصل واحد(اختلاط)، يعني هذا أن أمكث سنتين أتردد على المركز أربعة أيام أسبوعيا كل يوم ثلاث ساعات ومعي زميلات في مثل السن ومُدَرِّسة أمريكية على درجة من الجمال من أجل أن أتعلم اللغة الإنجليزية التي هي بحكم دراستي الشرعية من باب الكماليات، فهي في ميزان الشرع بالنسبة لنا وسيلة وليست غاية ، وسيلة شرعية، فتكلمنا في الأمر مع المسئولين من العمداء ونائب رئيس الجامعة، فكان الرد أننا كجامعة طالبنا هؤلاء الفتيات الأجانب بالحشمة العالمية!
ولا نستطيع أن نفرض عليهم شيئا، ثم ما لبث أن أكمل بعض زملائنا الدراسة بالمركز المشبوه، فما كان الأمر بعد شهرين إلا وقد اتضح أن هناك تقويما لكل فرد يتم داخل المركز، ومن ثم تخيروا منهم من ناسب أن يكون محل اهتمام من السفرة الأمريكية، فكانت السفارة الأمريكية تتصل بهم بدون واسطة على محاميلهم- الهواتف المحمولة- الشخصية تغريهم وترغبهم في السفر إلى أمريكا كي يحصلوا على الماجستير والدكتوراه من هناك (لله في لله)، فإذا اعتذر المعيد أعادت السفارة الاتصال به وتلح عليه أن يأتيها، فإذا ذهب واعتذر أعادت السفارة الكرَّة بعد الكَرَّة، وهكذا أصبح المركز المقام داخل جامعة الأزهر لا سلطان للأزهر عليه، ثم رأينا أن هناك مركزا آخر أقيم في صحن الأزهر القديم (الكليات الشرعية) بالدرَّاسة، وأطلق عليه – وهو داخل حرم الأزهر- لقب" المعهد البريطاني"، وهو لتدريس الطلبة الذين هم في المراحل الأولى من مراحل التعليم الجامعي ، وبنفس نظام المعهد الأمريكي الذي أعد للمراحل المتقدمة، فهو مثله ، يستدعي فتيات من بريطانيا إلى جانب فتيات من خريجي كلية اللغات ليقمن بالتدريس، وليس للجامعة تدخُلٌ فيه، حيث يأتي السفير البريطاني ليزور المعهد كل فترة دونما صحبة من أحد من أهل القرار في الجامعة، وكأن المكان أصبح ملحقا بالسفارة البريطانية، وهذا كله يحدث تحت سمع وبصر الأساتذة من أهل الكليات الشرعية، والبعض منهم لا يملك شيئا، والبعض الآخر قد غُرِّر به بدعوى أننا نعلم الأزهريين اللغة وننقلهم نقلة عالية، وكأن اللغة لا تدرس إلا من خلال الفتيات الفاتنات المتبرجات سواء كُنَّ من أهل مصر أو من أمريكا أو بريطانيا، وما زلت أتذكر أن الدكتور أحمد عمر هاشم حين ترك رئاسة الجامعة وقف مفتخرا يقول: جاءتني منح مجانية من أمريكا لكي يتم تدريس اللغة الأجنبية بالجامعة فرفضتها لشبهة تلك المؤسسات.
الأستاذ / ... أرسل إليكم كلامي هذا، أملا في أن تبحثوا في الموضوع بحثا جيدا، وتكشفوا ما هو مستور وراء هذا الأمر.
انتهت الرسالة المنشورة بموقع " المصريون" منذ الحادي والعشرين من هذا الشهر شهر مارس يوم عيد الأم ، وما نظن أنه يرجع إليه سبب الإهمال لها أ والصمت عليها.
فضيلة الإمام الأكبر: إن الجبهة علي يقين من أنك لن تهمل أمرها ولكنها ترجوك أن لا تمهل حقها، فمثلك قد ولده الأزهر الشريف مرتين، مرة من جهة أصوله، ومرة من جهة شيوخه، أدركه قبل أن تلحقه السياسات الفاجرة وإرادات السوء الماجنة بأخيه وشقيقه مسد الزيتونة بتونس حيث اتخذت أحواض السياحة به مكانا آمنا تتعانق فيه الأجساد العارية، وتتفاخذ تحت مياهه السيقان الملتهبة؛ والنهود المستعرة ، والأزهر الشريف الذي قال فيه أحمد شوقي من قبل :
هذا الأزهر الذي قال فيه:
هذا الأزهر يُرادُ له اليوم - بل قد أريد من قبل - أن يلحق بأخيه مسجد الزيتونة منذ أن جعلوا أمره إلى غير أهله من وزارات السياحة والثقافة وغيرها ، فأدركه يافضيلة الإمام قبل أن تُمَزَّق عنه البقية الباقية من أرديته وحياته، أدركه ولا تطع فيه كلَّ حلّافٍ مهين، أدركه ولا تطع المكذبين ولو كانوا من بعض بنيه، أدركه وفي أذنك قول الله تعالى {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا}
صدر عن جبهة علماء الأزهر صبيحة الجمعة 10 من ربيع الآخر 1431هت الموافق 26 من مارس 2010م
قالت الرسالة :
أود أن أشير إلى نقطة في غاية الأهمية، لعل الكثيرين لا يعرفونها، ألا وهي أن هناك اختراقا للأزهر من قبل المؤسسات الغربية، فلأول مرة في تاريخ الأزهر يتم الاستعانة بأفراد من أمريكا وبريطانيا رجالا ونساء، تحت مسمى تعليم الأزهريين اللغة الأجنبية، فالذي حدث أننا فوجئنا بأن هناك مركزا يفتتح داخل الأزهر لتعليم اللغة الأجنبية للمعيدين والمدرسين المساعدين بالجامعة وبالمجان، ففرحنا بذلك فرحا شديدا، وتقدمنا ووجدنا ترحيبا غير عادي، وما إن ذهبنا في أول الأيام حتى فوجئنا بفتاتين أمريكيتين، وفي سن صغيرة تقارب أعمارنا، وهن متبرجات بغير احتشام، فاستفسرنا فعلمنا أنهن جئن من أمريكا خصيصا لتعليمنا اللغة، ثم كان الواقع الذي لم يحدث في تاريخ الجامعة العريقة، أن التدريس يتم للمعيدين والمعيدات في فصل واحد(اختلاط)، يعني هذا أن أمكث سنتين أتردد على المركز أربعة أيام أسبوعيا كل يوم ثلاث ساعات ومعي زميلات في مثل السن ومُدَرِّسة أمريكية على درجة من الجمال من أجل أن أتعلم اللغة الإنجليزية التي هي بحكم دراستي الشرعية من باب الكماليات، فهي في ميزان الشرع بالنسبة لنا وسيلة وليست غاية ، وسيلة شرعية، فتكلمنا في الأمر مع المسئولين من العمداء ونائب رئيس الجامعة، فكان الرد أننا كجامعة طالبنا هؤلاء الفتيات الأجانب بالحشمة العالمية!
ولا نستطيع أن نفرض عليهم شيئا، ثم ما لبث أن أكمل بعض زملائنا الدراسة بالمركز المشبوه، فما كان الأمر بعد شهرين إلا وقد اتضح أن هناك تقويما لكل فرد يتم داخل المركز، ومن ثم تخيروا منهم من ناسب أن يكون محل اهتمام من السفرة الأمريكية، فكانت السفارة الأمريكية تتصل بهم بدون واسطة على محاميلهم- الهواتف المحمولة- الشخصية تغريهم وترغبهم في السفر إلى أمريكا كي يحصلوا على الماجستير والدكتوراه من هناك (لله في لله)، فإذا اعتذر المعيد أعادت السفارة الاتصال به وتلح عليه أن يأتيها، فإذا ذهب واعتذر أعادت السفارة الكرَّة بعد الكَرَّة، وهكذا أصبح المركز المقام داخل جامعة الأزهر لا سلطان للأزهر عليه، ثم رأينا أن هناك مركزا آخر أقيم في صحن الأزهر القديم (الكليات الشرعية) بالدرَّاسة، وأطلق عليه – وهو داخل حرم الأزهر- لقب" المعهد البريطاني"، وهو لتدريس الطلبة الذين هم في المراحل الأولى من مراحل التعليم الجامعي ، وبنفس نظام المعهد الأمريكي الذي أعد للمراحل المتقدمة، فهو مثله ، يستدعي فتيات من بريطانيا إلى جانب فتيات من خريجي كلية اللغات ليقمن بالتدريس، وليس للجامعة تدخُلٌ فيه، حيث يأتي السفير البريطاني ليزور المعهد كل فترة دونما صحبة من أحد من أهل القرار في الجامعة، وكأن المكان أصبح ملحقا بالسفارة البريطانية، وهذا كله يحدث تحت سمع وبصر الأساتذة من أهل الكليات الشرعية، والبعض منهم لا يملك شيئا، والبعض الآخر قد غُرِّر به بدعوى أننا نعلم الأزهريين اللغة وننقلهم نقلة عالية، وكأن اللغة لا تدرس إلا من خلال الفتيات الفاتنات المتبرجات سواء كُنَّ من أهل مصر أو من أمريكا أو بريطانيا، وما زلت أتذكر أن الدكتور أحمد عمر هاشم حين ترك رئاسة الجامعة وقف مفتخرا يقول: جاءتني منح مجانية من أمريكا لكي يتم تدريس اللغة الأجنبية بالجامعة فرفضتها لشبهة تلك المؤسسات.
الأستاذ / ... أرسل إليكم كلامي هذا، أملا في أن تبحثوا في الموضوع بحثا جيدا، وتكشفوا ما هو مستور وراء هذا الأمر.
انتهت الرسالة المنشورة بموقع " المصريون" منذ الحادي والعشرين من هذا الشهر شهر مارس يوم عيد الأم ، وما نظن أنه يرجع إليه سبب الإهمال لها أ والصمت عليها.
فضيلة الإمام الأكبر: إن الجبهة علي يقين من أنك لن تهمل أمرها ولكنها ترجوك أن لا تمهل حقها، فمثلك قد ولده الأزهر الشريف مرتين، مرة من جهة أصوله، ومرة من جهة شيوخه، أدركه قبل أن تلحقه السياسات الفاجرة وإرادات السوء الماجنة بأخيه وشقيقه مسد الزيتونة بتونس حيث اتخذت أحواض السياحة به مكانا آمنا تتعانق فيه الأجساد العارية، وتتفاخذ تحت مياهه السيقان الملتهبة؛ والنهود المستعرة ، والأزهر الشريف الذي قال فيه أحمد شوقي من قبل :
قم في فم الدنيا وحَيِّ الأزهرا وانثر على سمع الزمان الجوهرا
واجعل مكان الدُرِّ إ ن فصَّلته في مدحه خَرَز السماء النيِّرا
واذكره بعد المسجدين مُعظِّما لمساجد الله الثلاث مُكبِّرا
واخشع مليًّا واقض حقَّ أئمة طلعوا به زُهراً وماجوا أبحُرا
كانوا أجلَّ من الملوك جلالة وأعزَّ سُلطانا وأفخمَ مظهرا
زمنُ المخاوفِ كان فيه جَنابُهم حرمَ الأمانِ وكان ظِلُّهمُ الذَّرا
واجعل مكان الدُرِّ إ ن فصَّلته في مدحه خَرَز السماء النيِّرا
واذكره بعد المسجدين مُعظِّما لمساجد الله الثلاث مُكبِّرا
واخشع مليًّا واقض حقَّ أئمة طلعوا به زُهراً وماجوا أبحُرا
كانوا أجلَّ من الملوك جلالة وأعزَّ سُلطانا وأفخمَ مظهرا
زمنُ المخاوفِ كان فيه جَنابُهم حرمَ الأمانِ وكان ظِلُّهمُ الذَّرا
هذا الأزهر الذي قال فيه:
يا معهدا أفنى القرونَ جِدارُه وطوى اللياليَ رُكنُه والأعصُرا
حتى ظننا الشافعيَّ ومالكا وأبا حنيفة وابن حنبل حُضَّرا
حتى ظننا الشافعيَّ ومالكا وأبا حنيفة وابن حنبل حُضَّرا
هذا الأزهر يُرادُ له اليوم - بل قد أريد من قبل - أن يلحق بأخيه مسجد الزيتونة منذ أن جعلوا أمره إلى غير أهله من وزارات السياحة والثقافة وغيرها ، فأدركه يافضيلة الإمام قبل أن تُمَزَّق عنه البقية الباقية من أرديته وحياته، أدركه ولا تطع فيه كلَّ حلّافٍ مهين، أدركه ولا تطع المكذبين ولو كانوا من بعض بنيه، أدركه وفي أذنك قول الله تعالى {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا}
صدر عن جبهة علماء الأزهر صبيحة الجمعة 10 من ربيع الآخر 1431هت الموافق 26 من مارس 2010م
م
مآآآآآآجى
مآآآآآآجى