الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يقول الحق وهو يهدى السبيل وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فحينما قرأت وسمعت عن بدأ الهجوم الكبير لقوات الناتو على معقل طالبان فى هلمند وهو الهجوم الذي صاحب الإعلان عنه تصريحات من الرئيس الأمريكي والأفغاني والقادة العسكريين عن الحسم، والبقاء للأبد، والاجتثاث، والملاحقة.
حين سمعت وقرأت هذه التصريحات، تنازعتنى رغبة وانتابنى شعور: أما الرغبة فهي الاستلقاء على الأرض من الضحك من حجم الكوميديا الساخرة والهزل البالغ والفكاهة والطرافة في هذه التصريحات، وأما الشعور فهو الدهشة الهائلة من كون هذه التصريحات مكررة بالنص ومطابقة بالحرف لتصريحات هؤلاء المسئولين أو من سبقوهم قبل القيام بعمليات مماثلة.
و النتيجة أنه ربما يختلف الزمان أو يتغير المكان و ربما يختلف القائل ولكن هناك شيئان لا يتغيران: نص التصريحات ونتائج العمليات.
أعادتني هذه التصريحات إلى تساؤل قديم عن العلة وراء وقوع أعداء الإسلام في الخارج وخصومه في الداخل في نفس الخطأ عشرات المرات؟ تتعدد التجارب ويتكرر الفشل.
ما هو السبب في تبنى إستراتيجية واحدة في التعامل مع الجماعات الإسلامية ألا وهى إستراتيجية المواجهة العسكرية والضربات الأمنية مهما كان الثمن ومهما تكرر الفشل؟
خذ عندك المستنقع الأفغاني وراجع تاريخ الصراع مع طالبان هناك لتتأكد من صدق ما أقول فقوات التحالف لم تجن إلا الفشل ولم تجر إلا أذيال الخيبة وبدلاً من أن تبحث عن إستراتيجية مختلفة وتفكر في حل يثبت أنها تعلمت من أخطائها بدلاً من ذلك فإنها تستدعى المزيد من القوات وتجلب المزيد من الإمدادات وتهدد وتتوعد وترغى وتزبد لتلد لنا كالعادة فأراً قبيحاً.
ينطبق هذا على كل الجبهات المفتوحة في العراق والصومال وغزة وغيرها من الجبهات..
والأعجب أن هذا ينطبق بشكل مدهش على مواجهات التيارات الإسلامية مع خصومهم في الداخل سواء كانت الدولة بجهازها الأمني أو أعداء الصحوة من العلمانيين.
نفس الإستراتيجية البائسة من الضربات والطعنات والمحاولات المستميتة للقضاء التام والمبرم على هذه الصحوة ومظاهرها كالنقاب مثلاً ومع ذلك ورغم أن النتيجة في كل مرة هي في صالح الصحوة بامتياز إلا أنه ويا للعجب فإن رد الفعل في كل مرة هو العودة بكل غل وطيش إلى محاولة جديدة .
سبحان الله لم تسفر الحملات الكبيرة ولا الهجوم الكاسح ولا الضربات الشاملة ولا الاعتقالات العشوائية والقضايا الملفقة قط عن انتصار حقيقي ودائم، غاية ما هنالك انتصار زائف ومؤقت ثم سرعان ما تستعيد الصحوة عافيتها وتفاجئ الأغبياء عميان القلوب أنها مازالت حية بل المعجزة أنها تستمد حيويتها من هذه الضربات فسبحان الله!
العجيب أيضاً و كما أن هذه الضربات لا تزيد الصحوة إلا إصراراً على المضي في طريقها فإن نتائجها لا تزيد الحاقدين إلا غيظاً وحنقاً وحسداً وغلاً فيندفعوا في ثورة انتقام عمياء .
ترى ما هو السبب؟ وما هي الدوافع؟
في رأيي أن هناك ثلاثة أسباب مجتمعة أو منفردة: الحقد والحسد والخوف وهى الصفات الثلاثة التي تعمي صاحبها عن رؤية الحق ولو كان كالشمس في رابعة النهار.
فالحاسد والحاقد والخائف يتصرفون وهم مسلوبو الإرادة وفاقدو الوعي هم كالغاضب في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في القضاء والطلاق .
أعداء الصحوة إما حاسد يرى الصحوة تحقق في يوم ما عجز أصحاب النظريات والاتجاهات عن تحقيقه في مائة عام رغم ضعف الإمكانيات وكثرة الأعداء.
أو حاقد على الإسلام يرى هذا الدين يجتاح العالم ويغزو أوربا ويهدد تركيبتها السكانية ويمنع حضارتها من الهيمنة ويخالفها في كل شيء وهو مازال يتذكر ماض قريب سقطت فيه القسطنطينية ودقت فيه أبواب فيينا .
أو خائف بالحق أو بالباطل من الإسلام أعماه خوفه، وصنف أخير جاهل بحقيقة هذا الدين .
هذا هو التفسير المنطقي في رأيي لإصرار أعداء وخصوم الصحوة على نطح الصحوة مهما أدمى ذلك رأس الثور الهائج الذي فقد صوابه وسالت دماؤه ولكنه لا ينظر إلا إلى شيء واحد لا يرى سواه وفى النهاية سيسقط ضحية غله وحقده وحسده والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
ومن شاء أن يقرأ ليتأكد فدونكم القرآن و دونكم التاريخ ودونكم العقل والمنطق .
المشكلة أن القليل جداً من المعاندين هم الذين يملكون من البصيرة والشجاعة ما يكفى لرؤية الكارثة وتغيير الخطط مهماً كان ذلك شاقاً أو مؤلماً ومهما كان صادماً ومكلفاً .
وقد أخبرنا القرآن أن هذا لم يكن من أحد إلا قوم يونس عليه السلام فهم فقط الذين استوعبوا الدرس وأدركوا أنفسهم برحمة الله لهم.
{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ * فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ * وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ
م
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يقول الحق وهو يهدى السبيل وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فحينما قرأت وسمعت عن بدأ الهجوم الكبير لقوات الناتو على معقل طالبان فى هلمند وهو الهجوم الذي صاحب الإعلان عنه تصريحات من الرئيس الأمريكي والأفغاني والقادة العسكريين عن الحسم، والبقاء للأبد، والاجتثاث، والملاحقة.
حين سمعت وقرأت هذه التصريحات، تنازعتنى رغبة وانتابنى شعور: أما الرغبة فهي الاستلقاء على الأرض من الضحك من حجم الكوميديا الساخرة والهزل البالغ والفكاهة والطرافة في هذه التصريحات، وأما الشعور فهو الدهشة الهائلة من كون هذه التصريحات مكررة بالنص ومطابقة بالحرف لتصريحات هؤلاء المسئولين أو من سبقوهم قبل القيام بعمليات مماثلة.
و النتيجة أنه ربما يختلف الزمان أو يتغير المكان و ربما يختلف القائل ولكن هناك شيئان لا يتغيران: نص التصريحات ونتائج العمليات.
أعادتني هذه التصريحات إلى تساؤل قديم عن العلة وراء وقوع أعداء الإسلام في الخارج وخصومه في الداخل في نفس الخطأ عشرات المرات؟ تتعدد التجارب ويتكرر الفشل.
ما هو السبب في تبنى إستراتيجية واحدة في التعامل مع الجماعات الإسلامية ألا وهى إستراتيجية المواجهة العسكرية والضربات الأمنية مهما كان الثمن ومهما تكرر الفشل؟
خذ عندك المستنقع الأفغاني وراجع تاريخ الصراع مع طالبان هناك لتتأكد من صدق ما أقول فقوات التحالف لم تجن إلا الفشل ولم تجر إلا أذيال الخيبة وبدلاً من أن تبحث عن إستراتيجية مختلفة وتفكر في حل يثبت أنها تعلمت من أخطائها بدلاً من ذلك فإنها تستدعى المزيد من القوات وتجلب المزيد من الإمدادات وتهدد وتتوعد وترغى وتزبد لتلد لنا كالعادة فأراً قبيحاً.
ينطبق هذا على كل الجبهات المفتوحة في العراق والصومال وغزة وغيرها من الجبهات..
والأعجب أن هذا ينطبق بشكل مدهش على مواجهات التيارات الإسلامية مع خصومهم في الداخل سواء كانت الدولة بجهازها الأمني أو أعداء الصحوة من العلمانيين.
نفس الإستراتيجية البائسة من الضربات والطعنات والمحاولات المستميتة للقضاء التام والمبرم على هذه الصحوة ومظاهرها كالنقاب مثلاً ومع ذلك ورغم أن النتيجة في كل مرة هي في صالح الصحوة بامتياز إلا أنه ويا للعجب فإن رد الفعل في كل مرة هو العودة بكل غل وطيش إلى محاولة جديدة .
سبحان الله لم تسفر الحملات الكبيرة ولا الهجوم الكاسح ولا الضربات الشاملة ولا الاعتقالات العشوائية والقضايا الملفقة قط عن انتصار حقيقي ودائم، غاية ما هنالك انتصار زائف ومؤقت ثم سرعان ما تستعيد الصحوة عافيتها وتفاجئ الأغبياء عميان القلوب أنها مازالت حية بل المعجزة أنها تستمد حيويتها من هذه الضربات فسبحان الله!
العجيب أيضاً و كما أن هذه الضربات لا تزيد الصحوة إلا إصراراً على المضي في طريقها فإن نتائجها لا تزيد الحاقدين إلا غيظاً وحنقاً وحسداً وغلاً فيندفعوا في ثورة انتقام عمياء .
ترى ما هو السبب؟ وما هي الدوافع؟
في رأيي أن هناك ثلاثة أسباب مجتمعة أو منفردة: الحقد والحسد والخوف وهى الصفات الثلاثة التي تعمي صاحبها عن رؤية الحق ولو كان كالشمس في رابعة النهار.
فالحاسد والحاقد والخائف يتصرفون وهم مسلوبو الإرادة وفاقدو الوعي هم كالغاضب في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في القضاء والطلاق .
أعداء الصحوة إما حاسد يرى الصحوة تحقق في يوم ما عجز أصحاب النظريات والاتجاهات عن تحقيقه في مائة عام رغم ضعف الإمكانيات وكثرة الأعداء.
أو حاقد على الإسلام يرى هذا الدين يجتاح العالم ويغزو أوربا ويهدد تركيبتها السكانية ويمنع حضارتها من الهيمنة ويخالفها في كل شيء وهو مازال يتذكر ماض قريب سقطت فيه القسطنطينية ودقت فيه أبواب فيينا .
أو خائف بالحق أو بالباطل من الإسلام أعماه خوفه، وصنف أخير جاهل بحقيقة هذا الدين .
هذا هو التفسير المنطقي في رأيي لإصرار أعداء وخصوم الصحوة على نطح الصحوة مهما أدمى ذلك رأس الثور الهائج الذي فقد صوابه وسالت دماؤه ولكنه لا ينظر إلا إلى شيء واحد لا يرى سواه وفى النهاية سيسقط ضحية غله وحقده وحسده والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
ومن شاء أن يقرأ ليتأكد فدونكم القرآن و دونكم التاريخ ودونكم العقل والمنطق .
المشكلة أن القليل جداً من المعاندين هم الذين يملكون من البصيرة والشجاعة ما يكفى لرؤية الكارثة وتغيير الخطط مهماً كان ذلك شاقاً أو مؤلماً ومهما كان صادماً ومكلفاً .
وقد أخبرنا القرآن أن هذا لم يكن من أحد إلا قوم يونس عليه السلام فهم فقط الذين استوعبوا الدرس وأدركوا أنفسهم برحمة الله لهم.
{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ * فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ * وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ
م