هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    إلى سدرة المنتهى!!!

    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17074
    السٌّمعَة : 22

    سؤال إلى سدرة المنتهى!!!

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح السبت 10 أبريل - 12:04

    ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم شق صدره، والظاهر من السياق أنه شق في ليلة الإسراء، وأخذ قلبه وغسل بماء زمزم، ثم أودع حكمة بالغة وإيماناً.
    كان جبريل عليه السلام رفيق النبي في إسرائه وصاحبه، وهو الذي يتنزل عليه بالوحي من السماء، وهو الروح الأمين، وهو المؤتمن على الوحي، وهو من أعظم الملائكة.
    أما الراحلة التي ركبها، فهي البراق، وهي خلق من خلق الله عز وجل بين البغل والفرس، يضع حافره حيث ينتهي بصره.
    انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم من دار
    أم هانئ ، ثم مر به في الحرم، وكان ذلك بعد صلاة العشاء، لتكون الرحلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم إلى سدرة المنتهى، فهي أعظم رحلة في التاريخ، وأقصر رحلة في التاريخ، أعظمها عجائب، وأرفعها غرائب، وأكبرها معجزات، ما سمع الناس بمثلها، وما وصل العقل إلى إدراكها، وما دار في الخيال، ولا صار في البال، ولا وصل اكتشاف، أو اختراع إلى مثل هذه الرحلة، فسبحان الباري العظيم، يقول شوقي :

    أسرى بك الله ليلاً إذ ملائكة والرسل في المسجد الأقصى على قدمكنت الإمام لهم والجمع محتفل أعظم بمثلك من هادٍ ومؤتمملما حضرت به التفوا بسيدهم كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلموقيل كل نبي عند رتبته ويا محمد هذا العرش فاستلمحتى وصلت مكاناً لا يطار له على جناح ولا يسعى على قدم

    ذكر بعض أهل السير: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ركب البراق اضطرب البراق ولم يستقر، فقال له
    جبريل : اثبت فوالذي نفسي بيده لا يركبك خير من هذا. وركبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأردف خلفه جبريل ، فهو رفيقه في هذه الرحلة، فكان يحدثه ويؤنسه، وهو الذي ينزل عليه بالوحي، وحضر معه الغزوات، حتى إن أفخر بيت قاله حسان ومجده الأصمعي وغيره، قال:

    وبيوم بدر إذ يصد وجوههم جبريل تحت لوائنا ومحمد

    انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
    بيت المقدس على البراق، وقطع المسافات الطويلة التي تقطع في شهور، قطعها في وقت قصير، وقد جمع الله الأنبياء، وصلى بهم محمد إماماً، وهذه هي إرادة الله وقدرته، يفعل ما يشاء، وهو الفعال لما يريد، لا راد لقضائه، ولا معقب لأمره، ولا غالب لحكمه، سبحانه وتعالى.
    صلى عليه الصلاة والسلام بالأنبياء ركعتين، والتفت إليهم وتذكر قوله تعالى: ((
    وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ))، فلما صلى بهم والتفت إليهم ورأى وجوههم حيث الطهر والنبوة وأضواء الرسالة، وهو خيرهم وإمامهم وخاتمهم، لما رأى الجلال والجمال والكمال؛ عرف أنه لم يجعل إلهاً غيره يعبد من دونه، واكتفي بالجواب بما رآه. وقد قدموه إماماً؛ لأنه أفضلهم وأعرفهم بربه، وهو سيدهم وخطيبهم، وصاحب المقام المحمود والحوض المورود واللواء المعقود.
    صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم و
    جبريل ربطا البراق عند الصخرة، وبعد الانتهاء من الصلاة؛ فعرج بالرسول وجبريل على البراق إلى السماء، وسبحان الذي خلق، بين السماء والسماء مقدار مسيرة خمسمائة عام، ولكن بأي مسافة -الله أعلم- بالعلم المعاصر تذهب ستة أشهر بعض المراكب أو أكثر أو أقل، ولا تصل إلى القمر أو المريخ: ((يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ))، يعني بإذن الواحد الأحد.
    وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه
    جبريل إلى السماء الدنيا فاستأذن للدخول، قيل له: من؟
    قال:
    جبريل . استدل به العلماء على أن المستأذن للدخول يسمي اسمه، ذكر ذلك الحافظ ابن حجر وغيره.
    قال
    ابن كثير : وأسري برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده على الصحيح من قولي الصحابة والعلماء من المسجد الحرام إلى بيت المقدس ، راكباً البراق في صحبة جبريل عليه السلام، فنزل ثم، وأم الأنبياء بـبيت المقدس ، فصلى بهم.
    ثم عرج به تلك الليلة من هناك إلى السماء الدنيا، ثم التي تليها، ثم الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم التي تليها، ثم السابعة، ورأى الأنبياء في السموات على منازلهم، ثم عرج به إلى سدرة المنتهى، ورأى عندها
    جبريل على الصورة التي خلقه الله عليها، وفرض الله عليه الصلوات تلك الليلة (1)(1) .
    وقال
    ابن القيم رحمه الله: ثم أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده على الصحيح من المسجد الحرام إلى بيت المقدس ؛ راكباً على البراق، صحبه جبريل عليهما الصلاة والسلام فنزل هناك، وصلى بالأنبياء إماماً وربط البراق بحلقة بباب المسجد.
    وقد قيل: أنه نزل بـ
    بيت لحم ، وصلى فيه، ولم يصح ذلك عنه البتة.
    ثم عرج به تلك الليلة من
    بيت المقدس إلى السماء الدنيا، فاستفتح له جبريل ، ففتح له، فرأى هناك آدم أبا البشر، فسلم عليه، فرد عليه السلام ورحب به وأقر بنبوته، وأراه الله أرواح السعداء عن يمينه وأرواح الأشقياء عن يساره، ثم عرج به إلى السماء الثانية فاستفتح له؛ فرأى فيها يحيى بن زكريا ، وعيسى بن مريم ، فلقيهما وسلم عليهما؛ فردا عليه ورحبا به، وأقرا بنبوته، ثم عرج به إلى السماء الثالثة؛ فرأى فيها يوسف ، فسلم عليه، فرد عليه، ورحب به، وأقر بنبوته، ثم عرج به إلى السماء الرابعة، فرأى فيها إدريس فسلم عليه ورحب به، وأقر بنبوته، ثم عرج به إلى السماء الخامسة، فرأى فيها هارون بن عمران فسلم عليه، ورحب به، وأقر بنبوته، ثم عرج به إلى السماء السادسة، فلقي فيها موسى بن عمران فسلم عليه، ورحب به، وأقر بنبوته، فلما جاوزه؛ بكى موسى ، فقيل له: ما يبكيك؟
    قال: أبكي؛ لأن غلاماً بعث من بعدي، يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي، ثم عرج إلى السماء السابعة، فلقي فيها
    إبراهيم ، فسلم عليه، ورحب به، وأقر بنبوته، ثم رفع إلى سدرة المنتهى، ثم رفع له البيت المعمور ثم عرج به إلى الجبار عز وجل فدنا منه حتى كان ((قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى))، وفرض عليه خمسين صلاة، فرجع حتى مر على موسى ، فقال له: (بم أمرت؟
    قال: بخمسين صلاة. قال: إن أمتك لا تطيق ذلك، ارجع إلى ربك فسأله التخفيف لأمتك، فالتفت إلى
    جبريل كأنه يستشيره في ذلك، فأشار: أن نعم إن شئت، فعلا به جبريل حتى أتى به الجبار تبارك وتعالى، وهو في مكانه، هذا لفظ البخاري في بعض الطرق، فوضع عنه عشراً، ثم أنزل حتى مر بـموسى فأخبره، فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فلم يزل يتردد بين موسى والله عز وجل حتى جعلها خمساً، فأمره موسى بالرجوع وسؤال التخفيف، فقال: قد استحييت من ربي، ولكن أرضى وأسلم، فلما بعد نادى منادٍ: قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي) (1)(1) .
    فكان
    عبد الله بن مسعود يقول: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبراق، وهي الدابة التي كانت تحمل عليها الأنبياء قبله، تضع حافرها في منتهى طرفها، فحمل عليها ثم خرج به صاحبه، يرى الآيات فيما بين السماء والأرض، حتى انتهى إلى بيت المقدس ، فوجد فيه إبراهيم الخليل ، وموسى و عيسى في نفر من الأنبياء قد جمعوا له، فصلى بهم، ثم أتى بثلاثة أواني: إناء فيه لبن، وإناء فيه خمر، وإناء فيه ماء. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فسمعت قائلاً يقول حين عرضت علي: أن أخذ الماء غرق وغرقت أمته، وإن أخذ الخمر غوى وغوت أمته، وإن أخذ اللبن هدي وهديت أمته. قال: فأخذت اللبن، فشربت منه، فقال لي جبريل عليه السلام: هديت وهديتك أمتك يا محمد). (1)
    واللبن دليل على الفطرة، فمن رأى في منامه لبناً وأنه يشربه فهو مهتدٍ إن شاء الله، ويدل أيضاً على صلاح وعلم وخير وسنة، فالحمد لله الذي هدى رسولنا لاختيار اللبن، والظاهر أنه لم يكن يدري صلى الله عليه وسلم أن في الإناء خمراً أو لبناً فوقعت يده على اللبن توفيقاً من الله وتسديداً.


    الشيخ / عائض َالقرني
    مدير عام
    مدير عام


    الجنس : ذكر

    مشاركات : 6872
    البلد : Morocco
    نقاط التميز : 8187
    السٌّمعَة : 3

    سؤال رد: إلى سدرة المنتهى!!!

    مُساهمة من طرف مدير عام الأربعاء 18 أغسطس - 10:02

    ننتظر المزيد من قلمك
    مدير عام
    مدير عام


    الجنس : ذكر

    مشاركات : 6872
    البلد : Morocco
    نقاط التميز : 8187
    السٌّمعَة : 3

    سؤال رد: إلى سدرة المنتهى!!!

    مُساهمة من طرف مدير عام الأربعاء 18 أغسطس - 10:03

    بارك الله فيك

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 1 نوفمبر - 12:29