الإعلان الموجّه للطفل |
* عبدالحليم حمود تشترط الكثير من الدول الغربية على القنوات الموجهة للأطفال الامتناع عن تقديم أي مادة إعلانية، فمن السهولة خداع عقل الطفل وإقناعه بمنتجات قد لا تكون لصالحه غذائياً أو ثقافياً أو حتى مادياً واجتماعياً. لكن في المقابل هناك الكثير من هذه المحطات وتحديداً في العالم العربي تعمد دون أي رقيب أو حسيب على إدخال الطفل في منظومة متكاملة من الاستغلال التجاري فالرسوم المتحركة التي يشاهدها تتحول إلى إعلان لأبطالها يمكن شراء رسومهم مع كيس البطاطا أو مع العلكة، والبطلة الجميلة هي ماركة منتشرة على كل ما يمكن أن يحتوي على صورة كالثياب والمحفظة المدرسية والدفاتر والأقلام عداك عن الألعاب التي تمثلها. لكن الإعلان الموجّه للأطفال خرج عن كلاسيكيته مع بعض الشركات التي قدمته على شبكة الإنترنت كما على جدران المدارس وأحياناً ضمن اتصال مباشر مع الأطفال ضمن قالب إحصائي. اقترحت لجنة وطنية في إحدى الدول بمناسبة العام الدولي للطفل فرض حظر على جميع إعلانات التلفزيون قبل الساعة الثامنة مساء وذلك لحماية الأطفال من أن يصبحوا (ضحايا المجتمع الاستهلاكي). وقال أحد علماء الطب النفسي للأطفال أن الأطفال الصغار قد يصبحون متشككين في والديهم ومدرسيهم أو أي شخصيات أخرى تنتقص من أهمية منتجات غذائية مسكرة أو لعبة أطفال سيئة الصنع يجري الإعلان عنها بدهاء، وأضاف إن الشعور بعدم الثقة ينشأ عندما تصمت شخصيات لها سلطة شرعية، مثل الأبوين أن تفقد حجيتها، إذا ما استخدمت أساليبها الضعيفة للإقناع في واجهة قوة الإعلان التلفزيوني لدى الأطفال الصغار. والإعلان يمكن أن يؤثر في عملية التنشئة الاجتماعية. فمثلاً، إحدى الدراسات عرضت على الأطفال ثلاثة إعلانات مختلفة عن النظارات وفيها امرأة تقدم الدليل، أحد هذه الإعلانات أظهر المرأة وهي ترتدي لباس قاضي المحكمة، والآخر أظهر كمبرمجة كمبيوتر والثالث أظهرها كفنية في التلفزيون، الأطفال الذين شاهدوا تلك المرأة في دور معين كانوا أكثر ميلاً لاختيار تلك المهنة على أنها مناسبة للمرأة. وقد كشفت دراسة مصرية أنَّ 99% من أطفال مصر يتأثرون بالإعلانات، وأن 36% من حجم إعلانات التلفزيون موجهة للأطفال. وأن 36% من الإعلانات تستخدم الأطفال كموديل للإعلان عن المنتج. وأشارت الدراسة التي أجرتها كلية الإعلام بجامعة القاهرة إلى أنه تم عرض 3460 ثانية إعلانية للأطفال خلال شهرين وأن 27% منها استخدام المرأة في دعايتها. دراسة ثانية قالت أنه يوجد واحد بين كل ستة شبان ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و16 شاهد بنفسه أو علم بأن شخصاً ما قد أطلق عليه الرصاص. ولقد ارتفع عدد الأطفال المعتدى عليهم جنسياً بنسبة 40% في الفترة ما بين 85-1991. الأطفال ما دون الثامنة عشرة أصبحوا أكثر قابلية بنسبة 244% للقتل بالرصاص في 1993 مقارنة مع 1996. ارتفعت جرائم العنف عموماً بأكثر من 560% عما كان عليه الأمر عام 60. جهاز التلفزيون أصبح أداة فاعلة في تغذية الشعور بالعنف لدى الأطفال. فقد اتضح أن الطفل يشاهد ما مقداره 8 آلاف جريمة و10 آلاف حادث عنف قبل أن يكمل مرحلته الأولية. ويتضاعف هذا الرقم عندما يصل إلى سن الثامنة عشرة. المصدر: كتاب الطفل في قبضة الشاشة |
2 مشترك
الإعلان الموجّه للطفل
مـــ ماجده ـلاك الروح- الإداري المتميز
- الجنس :
مشاركات : 7979
البلد : المنصورة مصر
نقاط التميز : 17074
السٌّمعَة : 22
- مساهمة رقم 1
الإعلان الموجّه للطفل
مدير عام- الجنس :
مشاركات : 6872
البلد : Morocco
نقاط التميز : 8187
السٌّمعَة : 3
- مساهمة رقم 2
رد: الإعلان الموجّه للطفل
بارك الله فيك