مـــ ماجده ـلاك الروح- الإداري المتميز
- الجنس :
مشاركات : 7979
البلد : المنصورة مصر
نقاط التميز : 17074
السٌّمعَة : 22
من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح الأربعاء 28 أبريل - 10:41
بشائر الرَّحمة (تفتح أبواب الأمل)
|
تقديم : رحمةُ الله التي وسعت كلَّ شيء تُطلُّ بوجهها الوادع المنير والباعث على السلام والطمأنينة والسكينة، من بين تلانيف الأحاديث والروايات، لتفتح أبواب الأمل مشرعة على البائسين واليائسين والُمحبَطين، والذين أسرفوا على أنفسهم. إنّها تزفُّ بشائر في أنّ الرحمة الإ لههيّة قد تدرك الإ نسان في نيّة أو عمل يبدو في ميزان الناس خفيفاً طفيفاً، لكنه في ميزان الله سبب للنجاة والرحمة والخلاص والعتق من النار. هذه طائفة مستلّة ومتصيّدة ومصنّفة تحت هذا العنوان: (بشائر الرحمة). 1 ـ (99) رحمة من أصل (100) مدخرة للقيامة قال رسول الله (ص):«إنّ لله تعالى مئةَ رحمةٍ أنزل منها رحمةً واحدة بين الجنّة والإ نس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحشُ على ولِدها، وأخّر الله تعالى تسعاً وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة». 2 ـ العفوُ عمّا بينَ ورُوِي عنه (ص) أنّه قال :«مَنْ استفتح أوّل نهاره بخير وختمه بالخير قال الله لملائكته: لا تكتبوا عليه ما بين ذلك من الذنوب». 3 ـ زوّج شخصاً تحظى بالرحمة قال الصادق (ع):«مَنْ زوّج عزباً كان ممّن ينظر الله إليه يوم القيامة». أي سعى في تزويجه إنْ بدعمه مالياً، أو جمع بينه وبين إمرأة صالحة، أو دلّ على مَنْ يعينه. وفي الخبر، عن رسول الله (ص):«مَنْ زوّج أخاه المؤمن إمرأة يأنس بها، وتشدّ عضده، ويستريح إليها، زوّجه الله من الحور العين، وآنسه بمن أحبّه من الصِّدِّيقين من أهل بيته وإخوانه وآنسهم به». 4 ـ رضا الزوج شفيع المرأة قال محمّد الباقر (ع):«لا شفيع للمرأة أنجح عند ربّها من رضا زوجها». ولمّا ماتت فاطمة (ع)، قام عليها (أي على قبرها) أمير المؤمنين (ع)، وقال :«أللّهمّ إنِّي راضٍ عن ابنةِ نبيّك، أللّهمّ إنّها قد أوحشت فآنسها». 5 ـ رحمةُ الله بالمرأة الصالحة سألت أُمّ سلمة رسول الله (ص) عن فضل النِّساء في خدمة أزواجهنّ؟ فقال :«أيّما إمرأة رفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع إلى موضع تريدُ به صلاحاً إلّا نظر الله إليها، ومَنْ نظرَ اللهُ إليه لم يُعذِّبه». 6 ـ ثواب (أيّوب) و (آسية) قال النبي الأكرم (ص):«مَنْ صبرَ على سوء خُلق إمرأته واحتسبه أعطاهُ الله بكلّ مرّة يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيّوب 7 على بلائه، ومَنْ صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها مثل ثواب آسية بنت مزاحم». 7 ـ زائرُ أخيه في ضيافة الله وجاء عنه (ص) :«مَنْ زار أخاه في بيته، قال الله عزّ وجلّ: أنتَ ضيفي وزائري عليَّ قِراك وقد أوجبتُ لك الجنّة إيّاه». 8 ـ زيارة النبي 6 في الدُّنيا شفاعتهُ في الآخرة وقال (ص):«مَنْ أتاني زائراً كنتُ شفيعَهُ يومَ القيامة». 9 ـ مَهرُ الجنّةِ طولُ السجود قال علي (ع):«إنّ قوماً أتوا رسول الله 6 ، فقالوا: يا رسولَ الله، إضمن لنا على ربّك الجنّة، قال: فقال: على أن تعينوني بطول السجود». وقال (ص):«إذا أردتَ أن يحشرك الله معي فأطل السجود بين يدي الواحد القهّار». 10 ـ إستغنِ تطفر بالجنّة ضمن رسول الله (ص) لقومٍ الجنّة على أن لا يسألوا أحداً شيئاً. أي يقومون بخدمة أنفسهم بأنفسهم، فلا يستعينون بأحد ما داموا أصحاء أقوياء يقدرون على تلبية حاجاتهم بأنفسهم، فلا يلقون بكلّهم على غيرهم، بل كانوا يستعينون بقضاء حوائجهم على أنفسهم في الصغير وفي الكبير، إلّا ما استدعى بطبيعته عملاً جماعياً. 11 ـ ركعتان تريدُ بهما وجهَ الله قال رسول الله (ص):«مَنْ صلّى ركعتين ولم يُحدِّث فيهما نفسه بشيء من أُمور الدُّنيا غفر اللهُ له ذنوبه». وقال الصادق (ع):«إنْ ربّكم لرحيم يشكر القليل، إنّ العبد ليُصلِّي الركعتين، يريد بهما وجه الله، فيدخلهُ الله بهما الجنّة». 12 ـ قبول الواحدة من الصلاة أو الحسنة نجاة وقال (ص):«مَنْ قبلَ اللهُ منه صلاة واحدة لم يُعذِّبه، ومَنْ قَبلَ منه حسنة لم يُعذِّبه». 13 ـ كُفّ شرّك تنال الجنّة قال (ص) لرجل أتاه :«ألا أدلّك على أمرٍ يُدخلك اللهُ به الجنّة؟ قال: بلى، يا رسول الله. قال: أنِلْ (إعطِ) ممّا أنالك الله. قال: فإنْ كنتُ أحوجَ ممّن أنيلُهُ؟ قال: فانصر المظلوم. قال: فإنْ كنتُ أضعفَ ممّن أنصرهُ؟ قال: فاصنع للاخرق (يعني أشر عليه بالصواب والصلاح). قال: فإنْ كنتُ أخرق ممّن أصنع له؟ قال: فاصمت لسانك إلّا من خير. أما يسرّك أن تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرّك إلى الجنّة». 14 ـ الإسترجاع( ) ثوابهُ الجنّة عن الصادق (ع):«مَنْ أُلهِمَ (أي ألهمه الله تعالى وألقى في وعيه) الإ سترجاع عند المصيبة وجبت له الجنّة». ولعلّ هذا مأخوذ من القرآن الكريم، لقوله تعالى :(آلَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ ِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولئِك عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِك هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) (البقرة/ 156 ـ 157). 15 ـ الإهتمام بمواقيت الصلاة نجاة قال رسول الله (ص): «ما من عبد اهتمَّ بمواقيت الصلاة، ومواضع الشمس إلّا ضمنت له الرَوحَ عند الموت، وانقطاع الهموم والأحزان، والنجاة من النار». 16 ـ الدفاع عن العِرض وقاية من النار عن أبي الدرداء، قال: نالَ رجلٌ من عِرض (أهله أو زوجته) رجل عند النبي (ص)، فردَّ رجلٌ من القوم عليه، فقال النبي (ص):«مَنْ ردَّ عن عِرض أخيه كان له حجاباً من النار». 17 ـ عرفان النعمة غفران قال الصادق (ع):«ما من عبد أنعم اللهُ عليه نعمة فعرفَ أنّها من عند الله إلّا غفر اللهُ له قبل أن يحمده». 18 ـ الهيّن الليّن جنائني( ) قال النبي (ص):«إنّ أهلَ الجنّة كلُّ مؤمنٍ هيّن ليّن». 19 ـ صَلاحُ الداخل تأهيلٌ للجنّة وقال (ص):«إنّ الله تعالى يُدخل بـ (حُسن النيّة) و (صالح السريرة) مَنْ يشاء من عباده الجنّة». 20 ـ الإيثار مانع للحساب/ المؤثرون هم الفائزون حين سأل موسى (ع) عن درجات محمّد (ص) وأُمّته في الجنّة، كان من بين ما قاله تعالى له :«يا موسى، لايأتيني أحد منهم (المسلمين) قد عملَ به (الإ يثار) وقتاً من عُمر إلّا استحييت من محاسبته وبوّأته من جنّتي حيث يشاء»( ). 21 ـ أقربنا إلى رسول الله في الجنّة قال النبي الأكرم (ص):«أقربكم منِّي غداً في الموقف (يوم القيامة) أحسنكم خُلقاً وأقربكم من الناس». 22 ـ شباب في طاعة الله.. أعلى مراتب الجنّة وقال (ص):«خيرُ أُمّتي مَنْ هدمَ شبابَهُ في طاعة الله، وفطم نفسه عن لذّات الدُّنيا وتولَّه بالآخرة، إنّ جزاءه على الله أعلى مراتب الجنّة»( ). 23 ـ أكثرُ ما تُدخَلُ بسببه الجنّة وقال (ص):«أكثرُ ما تلجُ به أُمّتي الجنّة: (تقوى الله) و (حُسنُ الخُلق) ». 24 ـ شهادة (لا إله إلّا الله) حصن قال (ع) لجابر بن عبدالله الأنصاري :«إذهب فنادِ في الناس أنّه مَنْ شهد أن لا إله إلّا الله موقناً أو مخلصاً فله الجنّة». وورد في الحديث المعروف بـ (حديث السلسلة الذهبيّة) الذي ينتهي في سنده إلى جبرئيل عن الله تبارك وتعالى :«لا إله إلّا الله حصني، ومَنْ دخل حصني أمِنَ من عذابي»، ولكن بشرطها وشروطها ومن شروطها المودّة في القربى. وعنه (ص) أيضاً :«مَنْ قال لا إله إلّا الله يُصدِّق قلبُهُ لسانَه، دخلَ من أيّ أبواب الجنّة شاء». 25 ـ دخولُ الجنّة بغير عمل( ) !! رُوِي عنه (ص) انّه قال :«لا يستكمل عبدٌ الإ يمان حتّى يحسُن خُلقه، ولا يشفي غيظَه، وأن يودَّ للناسِ ما يودُّ لنفسه، فلقد دخل رجالٌ الجنّة بغير أعمال، ولكن بالنصيحة لأهل الإ سلام». 26 ـ دخولُ الجنّة بغير حساب!! وقال (ص) ، كما في الخبر :«إذا كان يومُ القيامة نادى مُنادٍ من عند الله: أينَ جيرانُ اللهِ جلّ جلالهُ في داره؟ فيقوم عنق (جماعة) من الناس فتستقبلهم زمرة من الملائكة، فيقولون لهم: ما كان عملُكمْ في دار الدُّنيا فصرتم به جيرانَ الله تعالى في داره؟ فيقولون: كنّا نتحابّ في الله عزّ وجلّ، ونتباذل في الله، ونتزاور في الله، قال: فينادي منادٍ من عند الله: صَدَقَ عبادي خلّوا سبيلهم لينطلقوا إلى جوار الله بغير حساب». وفي الأثر، عنه (ص) :«أنّ الملائكة يسألون طائفة من المسلمين الذين لم يَرَوا حساباً ولا صراطاً: ما كانت أعمالكم في الدُّنيا؟ فيقولون: خصلتان كانتا فينا فبلّغنا اللهُ هذه المنزلة بفضل رحمته، فيقولون: ما هما؟ فيقولون: كنّا إذا خلونا نستحي أن نعصيه، ونرضى باليسير ممّا قُسِمَ لنا، فتقولُ الملائكةُ: يحقُّ لكم هذا». وعن الصادق (ع):«إذا كان يوم القيامة نظر رضوان خازن الجنان إلى قوم لم يمرّوا به، فيقول: مَنْ أنتم؟ ومن أين دخلتم؟ قال: يقولون: إيّاك عنّا، فإنّا قومٌ عبدنا الله سِرّاً فادخلنا اللهُ سِرّاً». وفي الرواية عن علي بن الحسين (ع):«إذا جمع اللهُ الأوّلين والآخرين، ينادي منادٍ: أين الصابرون ليدخلوا الجنّة جميعاً بغير حساب، إلى أن قال: قالت الملائكة لهم: مَنْ أنتم؟ قالوا: الصابرون. قالوا: وما كان صبركم؟ قالوا: صبرنا على طاعة الله، وصبرنا عن معصية الله». وقال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (الزُّمَر/ 10). وفي رواية أخرى عن الصادق (ع):«إذا كان يوم القيامة قام عنق (جماعة) من الناس، حتّى يأتوا باب الجنّة فيضربوا بابَ الجنّة، فيقال لهم: مَنْ أنتم؟ فيقولون: نحن الفقراء، فيقال لهم: أَقَبْلَ الحساب؟ ـ أي تريدون الدخول قبل الحساب ـ فيقولون: ما أعطيتمونا شيئاً تحاسبونا عليه، فيقول الله عزّ وجلّ: صدقوا أدخلوا الجنّة» . وعن النبي (ص):«قال الله تعالى (كما في الحديث القدسي): أي عبادي الذين قاتلوا وقُتِلوا، وأوذوا في سبيلي، وجاهدوا في سبيلي، ادخلوا الجنّة، فيدخلونها بغير عذاب ولا حساب». 27 ـ أنتَ مع مَنْ أحببت سألَ رجلٌ رسول الله (ص) عن الساعة. فقال (ص):«ما أعدَدتَ لها؟ قال: ما أعدَدْتُ لها كبيراً، إلّا أنّني أُحِبُّ اللهَ ورسولَه. قال (ص): فأنتَ مع مَنْ أحْبَبْتَ. قال أنس (خادم الرسول): ما رأيتُ المسلمينَ فرحوا، بعدَ الإ سلام، بشيء أشدَّ من فرحهم بهذا». وورد عن جابر بن عبدالله الأنصاري قوله إنّه سمع رسول الله 6 يقول :«مَنْ أحبَّ عمل قوم حُشِرَ معهم». 28 ـ أداءُ حديث يساوي الجنّة ونُقِل عنه (ص) قوله :«مَنْ أدّى إلى أُمّتي حديثاً تُقامُ به سُنّة، أو تُثلَمُ به بِدعة، فلَهُ الجنّة». 29 ـ البريء من الحسد تحت ظلّ العرش قال الصادق (ع):«بينما موسى بن عمران يناجي ربّه ويُكلِّمه، إذ رأى رجلاً تحت ظلّ عرش الله، فقال: يا ربّ، ممّن هذا الذي أظلّهُ عرشُك؟ فقال: يا موسى، هذا ممّن لم يحسد الناس على ما آتاهم اللهُ من فضله». 30 ـ الأماني في رضا الله عطايا قال رسول الله (ص):«مَنْ تمنّى شيئاً وهو لله عزّ وجلّ رضاً لم يخرج من الدُّنيا حتّى يُعطاه». 31 ـ دعاؤك من عملك وعن الصادق (ع):«واللهُ مصيّرٌ دعاءَ المؤمنين يومَ القيامة عملاً يزيدهم به في الجنّة». لعلّ المعنى دعاؤهم في الخير، وفي الصلاح، وفي المعروف، وفي مكارم الأخلاق، ولذلك ورد في الحديث القدسي :«مَنْ شغله ذِكري عن مسألتي أعطيتهُ فوق ما أُعطي السائلين». 32 ـ إماطة الأذى ثمنهُ الجنّة قال (ص): «دخلَ عبدٌ الجنّة بغُصنٍ من شوك على طريق المسلمين فأماطهُ عنه». وعنه (ص): «لقد رأيتُ رجلاً يتقلّب في الجنّة (أي في نعيمها) في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين». 33 ـ العافّون عن الناس جنائنيون وورد عنه (ص):«إذا أُوقِفَ العبادُ (يومَ المحشر) نادى منادٍ: ليقم مَنْ أجرُهُ على الله وليدخلِ الجنّة. قيل: مَنْ ذا الذي أجرهُ على الله؟ قال: العافون عن الناس». 34 ـ إستدلالُ الأعرابي قال أعرابي :«يا رسول الله، مَنْ يُحاسب الخلق يومَ القيامة؟ قال (ص): الله عزّ وجلّ. قال: نجونا وربّ الكعبة! قال (ص): كيف ذاك يا أعرابي؟ قال: لأنّ الكريم إذا قدرَ عفا». تنبيه!! لاحظ عرفان الأعرابي بالله تعالى. 35 ـ الوعد حقّ الوعد اختيار وقال (ص):«مَنْ وعدهُ اللهُ على عمل ثواباً فهو منجزٌ له، ومَنْ أوعده على عمل عقاباً فهو فيه بالخيار». أي إنْ شاء عذّب وإنْ شاء عفا، فالوعد حتمٌ وحقٌّ، ولكن الوعيد ليس حتميّاً وإن كان حقّاً هو الآخر. 36 ـ درجة العالم في الجنّة ورُوِي عنه (ص):«مَنْ طلبَ باباً من العلم ليحي به الإ سلام كان بينه وبين الأنبياء درجة في الجنّة». تنبيه!! أُنظر إلى الشرط لا إلى الجزاء فقط. 37 ـ تأمين الأمان يوم الفزع الأكبر وقال(ص): «أربعٌ مَنْ كُنَّ فيه أمنَ يومَ الفزع الأكبر: إذا أُعطي شيئاً، قال: الحمدُ لله، وإذا أذنب، قال: أستغفر الله، وإذا أصابته مصيبة، قال: (إنّا لله وإنّا إليه راجعون)، وإذا كانت له حاجة سأل ربّه، وإذا خاف شيئاً لجأ إلى ربّه». 38 ـ للخائف جنّتان وعنه (ص) كذلك :«مَنْ عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها مخافة الله عزّ وجلّ حرّم اللهُ عليه النار، وآمنه من الفزع الأكبر، وأنجز له ما وعده في كتابه، في قوله تعالى :(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) (الرَّحمن/ )46 ». 39 ـ التوبةُ النصوح( ) ستّارة الذنوب عن معاوية بن وهب، قال سمعت أبا عبدالله الصادق (ع) يقول: «إذا تابَ العبدُ توبةً نصوحاً أحبّهُ الله فستر عليه في الدُّنيا والآخرة. فقلت: كيف يستر عليه؟ قال: يُنسي مَلَكَيْهِ ما كتبا عليه من الذنوب، ويوحي إلى جوارحه: اكتُمي عليه ذنوبه، ويوحي إلى بقاع الأرض: اكتُمي عليه ما كان يعملُ عليك من الذنوب، فيلقى اللهَ حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب». 40 ـ أيُّها الصائمون استأنفوا فقد غُفِرَ لكم قال علي (ع): «عبادَ الله، إنّ أدنى ما للصائمين والصائمات أن يناديهم مَلك في آخر يوم من شهر رمضان: أبشروا عبادَ الله فقد غُفِرَ لكم ما سلفَ من ذنوبكم، فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون». 41 ـ حفظ (40) حديثاً ( ) ورُوِي عن النبي الأكرم (ص): «مَنْ حفظ من أُمّتي أربعين حديثاً عن السنّة كنتُ لهُ شفيعاً يومَ القيامة». 42 ـ ضمان بضمان وقال (ص): «إضمنوا لي شيئاً من أنفسكم أضمن لكم الجنّة: أصدقوا إذا حدّثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدّوا إذا إئتُمِنْتُم». 43 ـ تحدٍّ وقَسَمْ عن أبي سعيد الخُدري، عن النبي (ص): «قال إبليس: وعزّتك وجلالك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم. فقال تعالى: وعزّتي وجلالي لا أزالُ أغفر لهم ما استغفروني». 44 ـ الورقةُ السِتر وفي الخبر، عنه (ص): «المؤمنُ إذا مات وترك ورقةً عليها علمٌ تكون تلك الورقةُ يومَ القيامة ستراً فيما بينه وبين النار». 45 ـ عملُ الجنّة الصدق رُوِي أنّ رجلاً جاء إلى النبي (ص)، فقال :«يا رسولَ الله، ما عملُ الجنّة؟ قال: الصدق، إذا صدق العبد برّ، وإذا برَّ آمن، وإذا آمن دخلَ الجنّة». 46 ـ أداء الفرائض يؤدِّي إلى الجنّة قال علي (ع): «الفرائض الفرائض! أدّوها إلى الله تؤدِّكم إلى الجنّة». 47 ـ التفكُّر طريقُ الجنّة كان لقمان (ع) يطيل الجلوس (لوحده) فكان يمرّ به مولاه، فيقول: «يا لقمان، إنّك تديمُ الجلوس وحدك فلو جلست مع الناس كان آنَسَ لك. فيقول لقمان: إن طولَ الوحدة أفهم للفكرة، وطول الفكرة (التفكُّر والتأمُّل) دليل على طريق الجنّة». 48 ـ تعزية المصاب لها إرث قال علي (ع) :«التعزية تُورثُ الجنّة». 49 ـ طريقُ الجنّة العلم قال (ص):«لكلُّ شيء طريق، وطريقُ الجنّة العلم». وعنه (ص) كذلك :«أوحى اللهُ إليّ أنّه مَنْ سلك مسلكاً يطلبُ فيه العلم، سهّلتُ له طريقاً إلى الجنّة». 50 ـ أهلُ الفضل جنائنيون قال علي بن الحسين (ع) :«إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى الأوّلين والآخرين في صعيد واحد، ثمّ يُنادي مُنادٍ: أين أهل الفضل؟ فيقوم عنق (جماعة) من الناس فتتلقاهم الملائكة، فيقولون: وما كان فضلكم؟ فيقولون: كنّا نَصِلُ مَنْ قطعنا، ونُعطي مَنْ حرمنا، ونعفو عمّن ظلمنا، فيقال لهم: صدقتم ادخلوا الجنّة». 51 ـ ثلاث بيوت في الجنّة وجاء عن رسول الله (ص)، كما في الخبر :«أنا زعيم ببيت في ربض الجنّة (أطرافها)، وبيت في وسط الجنّة، وبيت في أعلى الجنّة، لمن ترك المراء (المجادلة) وإنْ كان محقّاً، ولمن ترك الكذب وإن كان هازلاً، ولمن حسّن خُلُقَه». 52 ـ إعالة اليتيم جيرةٌ للنبي (ص) في الجنّة قال (ص):«أنا وكافل اليتيم كهاتين (وجمع بين السبابة والوسطى) في الجنّة». وورد عنه (ص):«مَنْ عال يتيماً حتّى يستغني أوجبَ اللهُ عزّوجلّ له الجنّة كما أوجب لأكلِ مال اليتيم النار». 53 ـ الورعون لا يُحاسَبون قال (ص): «قال الله تعالى: يا موسى، إنّه لن يلقاني عبد في حاضر القيامة، إلّا فتّشتهُ عمّا في يديه، إلّا مَنْ كان من الورعين، فإنِّي أستميحهم (من الحياء) وأُجلّهم، وأكرمهم، وأدخلهم الجنّة بغير حساب». ........................................ الهوامش: (1) يعني زيارته بعد مماته، أي زيارة قبره (ص) في المدينة المنوّرة، وهكذا يفعلُ الحجيح في كلّ عام. (2) طول السجود له معنيان، الأوّل: الصلاة، الثاني: إطالة السجود نفسه لأن أقرب ما يكون العبد لله تعالى وهو في حالة السجود. (3) الإسترجاع: قولك: (إنّا لله وإنّا إليه راجعون). وقد قال الإمام علي (ع) في تلخيص معنى هذه الآية: إنّنا بين (المُلك) و(الهُلك) فالمُلك قولك (إنّا لله) أي مملوكون ومربوبون له، والهُلك قوله (إليه راجعون) أي أن معادنا إليه يوم القيامة فيحاسبنا فيثيبنا أو يعاقبنا. (4) إصطلحنا على مَن كان من أهل الجنّة بأنّه جنائني، أو جناني أو جنّاتي ملتبسة فقط. والهيّن اللّين الإنسان المرن الذي يخلو من العقد ولا يعقّد الآخرين. (5) بوّأته: أحللته، وضعته، وانتبه إلى (حيث يشاء) فلم يقول (حيث أشاء) أي أنّ المؤثر هو الذي يختار موقعه في الجنّة. (6) تولّه بالآخرة: فضّلها على الدُّنيا، وعمل لها، وكانت الدُّنيا فرصته وساحته للعمل من أجلها. (7) هذا عنوان للإثارة فقط، وإلّا فلا جنّة بغير عمل، ولا يُخدع اللهُ عن جنّته، فَمَن عمل فاز، ولكن الحديث يؤكّد على قيمة (الإخلاص)، فهي بالتأكيد أكبر وأعظم من كلّ عمل لا إخلاص فيه. (8) والنصيحة لا تعني مجرّد تقديم النصح، فما أكثر الناصحين غير المنتصحين، وإنّما هي الإخلاص في القول وفي العمل، وعدم الغش والخداع فيهما، ويفهم من كلمة (بغير أعمال) بغير أعمال كثيرة من نوافل ومستحبّات. (9) الفقراء من المؤمنين والمسلمين والصالحين لا كلُّ فقير، فإذا كان الفقيرُ سيِّئاً في خُلقه، بذيئاً في سلوكه، مرتكباً للمعاصي والذنوب، فقد لا يحاسبه على ثروته لأنه ليس لديه شيء منها، ولكنه يُحاسب على سوء خُلُقِه الذي كان يمكن أن يُصلحه. (10) لا يخفى إنّ الحبّ ليس مجرّد عاطفة قلبيّة، بل هو طاعة لمن تحبّ، كما قال الشاعر: تعصي الإلهُ وأنتَ تُظهِرُ حبّهُ **** لعمرك هذا في الفعال بديعُ لو كان حبّك صادقاً لأطعتَهُ **** إنّ المحبَّ لمن يُحبُّ مطيعُ (11) الأداء ليس مجرّد النقل، وإن كان النقلُ له أجره لأنّه يحفظ السنّة الصحيحة من الضياع، ولكنه التعريف بما ينطوي عليه من معان وقيم تدعم بناء الإسلام، وتُبطل البدع. فهذا الحديث والحديث الآخر المروي عنه (ص): "إذا ظهرت البدع فعلى العالِم أن يُظهِرَ علمَه" أي أن يؤدّي الحديث الذي يدحض البدعة، ويُبطل مفعولها، ويقطع دابرها، ويرفع الغشاوة عن أعين الناس المغرّر بهم، أو المغفّلين، والمفتونين. (12) قد يسأل سائل كيف يُثاب قاطع الشجرة بالدخول إلى الجنّة ونحن نعرف أن غرس الشجرة ثوابه عظيم على العكس من قلعها؟ الحديث صريح في الإجابة عن السؤال، قال: (كانت تؤذي المسلمين) والله تعالى لا يرضى بأذى المسلمين. ولعلّك اطّلعت على قصّة النبي (ص) مع الأنصاري الذي رفض أن يقلع شجرة كانت له في بيت مسلم آخر وكان يدخل عليه بغير إستئذان، فأمر النبي (ص)، بعدما ساومه عليها بقطعها، وقال: "لا ضَرَرَ ولا ضِرَار". (13) التوبة النصوح: التي لا عودة بعدها إلى الذنب. (14) المراد بالحفظ ليس الحفظ اللساني، بل المحافظة عليها في الأداء والعمل والتطبيق، أي حفظها لساناً ولم يفرّط بها عملاً، وهذا هو معنى الحفظ في مقابل التضييع. (15) التعزية بالمصاب مشاركة وجدانيّة، وتطييب لخاطر مكسور وتهدئة لقلب متصدِّع، والإسلام حريص على إدخال السرور على قلب الأخ المؤمن، فكيف إذا كان ذلك تعزية له في مصابه ومواساة له في فقده لأحبّته؟
|
م