كيف أتصرف مع أخطاء صديقاتي؟ |
مشكلتي هي أنني تغرّبت بعد زواجي وعشت في بلد زوجي وليس لدي أي أصدقاء أو أقارب هنا، لذا تعرّفت إلى زوجات أصدقاء زوجي. وطوال الوقت لم تكن أي واحدة منهنّ تتصل بي لتطمأن عليَّ. كنت دائماً أنا المبادرة لذلك، ولكن ذات مرة كنّا ذاهبات جميعاً (هنّ عددهم 3) إلى حفلة وكنت أنا التي أقود، ولكن في طريق العودة كانوا يتهامسون ويضحكون وعند سؤالهم عن سبب الضحك لا يجاوبون وكانت واحدة منهنّ جالسة بالمقعد بجانبي وأنا أقود وتنظر اليهم وسألتهم على ماذا تضحكون، وبدأت بالضحك والتغامز معهم. شعرت بأسف شديد وحزن شديد بأنهم يضحكون عليَّ. وعند العودة إلى المنزل بدأت بالبكاء، وأخبرني زوجي بأنهم يغارون منِّي لأن زوجي يعاملني معاملة أفضل ومدللة أكثر منهم، وأنه يلاحظ ذلك عندما نجتمع عائلياً. مرّ على ذلك الموقف 4 شهور ولم أعد أتصل بهم أبداً واتصلوا الأسبوع الماضي لنخرج سوية ولكنني بدأت بالحجج وأنني مشغولة مع أني لست كذلك. حالياً أريد قطع جميع علاقاتي معهم ولا أرغب برؤيتهم مجدداً، فهل هذا هو الحل الأنسب؟ أم توجد طريقة أخرى؟ مع العلم بأنه لا توجد لدي صديقات أبداً، فما العمل؟ مع جزيل الشكر لتفهمكم. ************************ ************************ الأخت الكريمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحيّة طيّبة وبعد.. الإنسان إجتماعي بالطبع وبالتالي هو يحتاج إلى الأقرباء والأصدقاء ليخرج من وحدته ووحشته، وقيل إنما سُمِّي الإنسان إنساناً لأنه يأنس بغيره. والناس ليسوا سواسية في الطباع والأمزجة، لذا علينا أن نتقبل اختلاف الناس في السلوك وأن لا نتوقع منهم أن يكونوا كما نريد أو كما نحن عليه وإلّا لم نجد صديقاً، وقد قال الشاعر: إذا كنت في كل الأُمور مُعاتباً **** صديقك لم تلق الذي لا تُعاتبه وقد يصدر عن البعض خطأ معيناً فلا ينبغي أن نقف عنده، لأن الإنسان خطّاء بطبعه وقد يكون الخطأ عفوياً أو غير مقصود، وقد قال تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) (الشورى/ 40). ويجب تذكر اللحظات الحلوة بينكنّ والمعروف المتبادل، لا مجرد الخطأ، وقد قال تعالى: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (البقرة/ 237). وقال جلّ ذكره أيضاً: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (المائدة/ 13). وفي المأثور: "ثلث الحلم من التغافل" أي أن يغض الإنسان النظر عن الأخطاء الصادرة من غيره. وأحياناً يكون الإنسان حسّاساً تجاه أي تصرف يصدر من الآخرين نتيجة تعرضه للنقد القاسي والمحاسبة الشديدة في صغره، فينبغي أن يعمل لأن تكون عنده سعة في الصدر وتقبل النقد، والعفو من المسيء... ويأتي ذلك بمسامحة الآخرين وإعذارهم عن تصرفاتهم التي قد تكون غير إرادية، سواء في صدورها أو بواعثها، وأيضاً إقناع النفس بأنّ الإنسان الصبور هو الذي يكسب الموقف في النهاية. ولكن كل ذلك ما لم تكن في الأمر معصية لله تعالى أو أن يكون هؤلاء الأصدقاء ممن يحملون الإنسان على الشرّ والحرام، فيجب اجتنابهم لأن القرين يتأثّر بقرينه وقد يبعث معه إذا اتبعه، ولا ينفع الندم يومئذٍ. وقد ورد في المأثور بأن خير الرفيق مَن ذكرك بالله واليوم الآخر. وورد أيضاً بأن صديقك مَن صَدَقك لا مَن صَدَّقك، أي بأنه الذي يريك الحق ولا يؤيِّد الباطل، أو الخطأ وإن كان منك. ومن الله التوفيق. |
كيف أتصرف مع أخطاء صديقاتي؟
مـــ ماجده ـلاك الروح- الإداري المتميز
- الجنس :
مشاركات : 7979
البلد : المنصورة مصر
نقاط التميز : 17095
السٌّمعَة : 22
- مساهمة رقم 1