بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى وبعد :
قال الله تعالى: (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله) [التوبة/30] فهذا المسيح عليه السلام قد عرفناه، وهو المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وهو عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه. فمن هو ((عزير))؟؟ أما ((عزير))، فهو الذي يسميه اليهود أو أهل الكتاب ((عزرا))، وهو أحد أحبار اليهود، وهو الذي مر على القرية وهي خاوية على عروشها، كما في قوله تعالى: (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه) [البقرة/259] وهذا دليل قوي على البعث، لأنه حصل في الدنيا وشاهده الناس بأعينهم. وأما القرية فهي بيت المقدس، والتي كانت تسمى إيلياء، أغار عليها الملك البابلي بختنصر فهدمها بجيوشه وخربها وتركها خاوية على عروشها، فصارت خرابا وأطلالا، فمر عليها ((عزير)) هذا الحبر اليهودي وكان راكبا حماره، فقال كيف يعيد الله الحياة إلى هذه القرية، فأراه الله دليلا حسيا وواقعيا على قدرته تعالى على الإحياء والبعث بعد الإماتة، فأماته الله مائة عام ثم بعثه، ذكر ابن كثير رحمه الله أن الله أماته وهو في عمر الأربعين، وبعثه وهو على هذه الحالة في الأربعين من عمره، وكان له ابن وحفيد، بلغ ابنه مائة وعشرين سنة عند إحياء أبيه، وحفيده كان عمره تسعين سنة، قد دب إليهما الشيب والكبر والعجز، وبعث أبوهما وهو في سن الأربعين، فكان الابن أكبر من أبيه بثمانين سنة، والحفيد أكبر من جده بخمسين سنة، فلما ذهب ((عزير)) إلى قومه أرادوا أن يطمئنوا إلى أنه هو ((عزير)) أم لا؟ فقالوا له: إن كنت ((عزير)) حقا فاتل علينا ما كنت تحفظ من التوراة، فقرأها عليهم لم يترك آية واحدة، فأقبل عليه قومه مصدقين، ولكنهم لشقوتهم فتنوا به، وادعوا أنه ابن الله، كما فتن النصارى بسيدنا عيسى عليه السلام وزعموا أنه ابن الله ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا..
(المصدر: تفسير ابن كثير، والألفاظ والأعلام القرآنية لمحمد إسماعيل ابراهيم)
م
الحمد لله تعالى وبعد :
قال الله تعالى: (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله) [التوبة/30] فهذا المسيح عليه السلام قد عرفناه، وهو المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وهو عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه. فمن هو ((عزير))؟؟ أما ((عزير))، فهو الذي يسميه اليهود أو أهل الكتاب ((عزرا))، وهو أحد أحبار اليهود، وهو الذي مر على القرية وهي خاوية على عروشها، كما في قوله تعالى: (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه) [البقرة/259] وهذا دليل قوي على البعث، لأنه حصل في الدنيا وشاهده الناس بأعينهم. وأما القرية فهي بيت المقدس، والتي كانت تسمى إيلياء، أغار عليها الملك البابلي بختنصر فهدمها بجيوشه وخربها وتركها خاوية على عروشها، فصارت خرابا وأطلالا، فمر عليها ((عزير)) هذا الحبر اليهودي وكان راكبا حماره، فقال كيف يعيد الله الحياة إلى هذه القرية، فأراه الله دليلا حسيا وواقعيا على قدرته تعالى على الإحياء والبعث بعد الإماتة، فأماته الله مائة عام ثم بعثه، ذكر ابن كثير رحمه الله أن الله أماته وهو في عمر الأربعين، وبعثه وهو على هذه الحالة في الأربعين من عمره، وكان له ابن وحفيد، بلغ ابنه مائة وعشرين سنة عند إحياء أبيه، وحفيده كان عمره تسعين سنة، قد دب إليهما الشيب والكبر والعجز، وبعث أبوهما وهو في سن الأربعين، فكان الابن أكبر من أبيه بثمانين سنة، والحفيد أكبر من جده بخمسين سنة، فلما ذهب ((عزير)) إلى قومه أرادوا أن يطمئنوا إلى أنه هو ((عزير)) أم لا؟ فقالوا له: إن كنت ((عزير)) حقا فاتل علينا ما كنت تحفظ من التوراة، فقرأها عليهم لم يترك آية واحدة، فأقبل عليه قومه مصدقين، ولكنهم لشقوتهم فتنوا به، وادعوا أنه ابن الله، كما فتن النصارى بسيدنا عيسى عليه السلام وزعموا أنه ابن الله ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا..
(المصدر: تفسير ابن كثير، والألفاظ والأعلام القرآنية لمحمد إسماعيل ابراهيم)
م