فاس
[url=http://www.iearn2009.ma/IMG/jpg/Festraditionnel.jpg][/url]
فاس مدينة مغربية تتميّز بموقعها الجميل الذي تحيط به التّلال من كلّ جانبٍ، وتتكوّن من قسمين:
فاس القديمة والتّي تُعَدّ من مدن القرون الوسطى والتي ما زالت مأهولة؛ وفاس الجديدة التي تكوّنت سنة 1276 وتوسّعت جنوبًا.
تأسّست فاس على يد إدريس الثّاني سنة 809م في الموقع نفسه الذي اختاره والده إدريس بن عبد الله. وكان إدريس الثّاني هو الذي طوّر المملكة الإدريسيّة، فتطوّرت فاس معها. وأمّت فاس جموع النازحين المُسلمين من الأندلس بعد حركة العصيان في قرطبة، سنة 818م، واستقرّوا في المكان الذي عُرِفَ بِعَدوة الأندلس.
تحوّلت فاس تحت حكم خلفاء إدريس إلى عاصمةٍ عربيّةٍ زاهرةٍ وإلى مركزٍ دينيٍ هامٍ، خصوصًا بعد تأسيس جامع القرويين وجامع الأندلس.
[url=http://www.malikiya.ma/medias/galeries/qaraouiyine-maroc2.jpg][/url]
وأصبح جامع القرويين مركزًا للعلم والتربية، توافد إليه المسلمون من جميع أنحاء العالم الإسلامي وأيضا العلماء المسيحيون في القرون اللاّحقة، وأخذ مكانته من النفوذ والأهمية في شمال إفريقيا، ولم ينافسه إلاّ جامع الأزهر الذي تأسّس سنة 972م.
تقاتل خلفاء قرطبة الأمويون مع حكّام تونس الفاطمييّن للإستيلاء على مدينة فاس، وذلك مع سقوط حكم الإدريسييّن في النصف الثاني من القرن العاشر. وكان كلّ حكمٍ يقيم الأسوار والإستحكامات ويبني الأسوار على ضفاف نهر فاس لتحصين المدينة.
وارتبط مصير فاس بالأحداث في إسبانيا المُسلمة. وبانهيار الحكم الأموي في قرطبة، سنة 1031م، زالت جميع أنواع المعارضة في وجه الحاكم الفاطمي العام في فاس. وحدث فراغ في السلطة، في شمال المغرب، ملأه المرابطون، وهُم من بربر زيناتا قدموا من الصّحراء، وكانوا محاربين ومتديّنين. انتعشت مدينة فاس في هذه الحقبة من الإستقرار، وبقيت مدينة مراكش مركزًا إداريًا وثقافيًا خلال حكم المرابطين. واتّسعت حركة المرابطين وأصبحت جميع بلاد الأندلس تحت حكمهم عند موت قائدهم سنة 1106م.
بعدها نزح الكثير من مُسلمي الأندلس، ولم تستقبلهم مدينة مراكش لوجود قادة مُتشدّدين فيها، فما كان منهم إلا أن استقرّوا في فاس وساهموا في انتعاش المدينة وجعلها مركزًا تجاريًا للمغرب.
وبعد المُرابطين، جاء الموحّدون من الجنوب واستولوا على فاس ودمّروا أسوارها سنة 1146م بقيادة أوّل سلطان لهم يُدعى عبد المُؤمن، واستولوا على مراكش وبقيّة المراكز في السّنة التالية. بعد ذلك، أعادوا بناء فاس من جديدٍ، وجعلوا مراكش عاصمتهم والرّباط القاعدة العسكرية الرئيسة لهم. وبالرّغم من ذلك، استمرّت فاس بالإنتعاش، فكانت همزة الوصل بين المغرب وإسبانيا المُسلمة.
وبمجيء المرينيين واستيلائهم على فاس سنة 1250م، دخلت المدينة عصرًا ذهبيًا، فجعلها السلطان أبو يوسف اليعقوب عاصمةً له. وأنشأ فاس الجديدة سنة 1276 التي أصبحت المركز الإداري للبلاد ومعقلاً للمرينييّن.
وعلى نقيض مَن سَبقوهم، ركّز المرينيّون اهتمامهم على المغرب بدلاً من الأندلس، وكانت إسبانيا بالنّسبة إليهم دولةً عازلةً تردّ عنهم تحرّشات المسيحيين المحتملة بالمغرب. وعرفت فاس عصرها الذّهبي أيّام حكم أبي الرّبيع وأبي سعيد عثمان، وأقاموا في محيط جامع القرويين وجامع الأندلس أمكنةً خاصةً لإستقبال التلامذة الأجانب. وأصبحت فاس بالتالي مركزًا علميًا مرموقًا.
إنّ استكشاف فاس الجديدة وفاس القديمة يتمّ سيرًا على الأقدام لأنّه من الصعب إيجاد موقف داخل المدينة المُحاطة بالأسوار.
تبدأ الرّحلة من ساحة المقاومة ثم التّوجه إلى شارع مولاي يوسف ومنه إلى ساحة العلويين الضخمة التي يقع فيها مدخل القصر الملكي. ومن الساحة يوجد شارع بو قصيصات ومنه الوصول إلى باب سمارين، وبعده الشارع الكبير الذي يمرّ بالقرب من جامع الأزهر الذي بناه أحد سلاطين المرينيين،
سنة 1357م.
[url=http://www.al-hakawati.net/arabic/cities/images/city95c.jpg][/url]
يفضي الشّارع الكبير إلى ساحةٍ صغيرةٍ تُدعى "المشوار الصّغير" مقابل باب الدّكاكين الذي كان سابقًا المدخل إلى القصرالمَلكي . والزّيارات السياحية ممنوعة إليه.
[url=http://www.hamasna.com/knowledge/VU002018.jpg][/url]
( القصر الملكي )
ولقد بدأ ببناء هذا القصر أبو يوسف يعقوب من المرينيين وأكمله خلفاؤه من بعده، وذلك عند البدء بتشييد مدينة فاس الجديدة. يضمّ القصر الهائل، وبمساحة 200 فدّان، الحدائق والساحات والمعسكرات.
تقع ساحة "المشوار الصّغير" المحاطة بأسوارٍ عاليةٍ بين باب الدّكاكين و"باب سيجما". وكانت هذه الساحة قديمًا مكان استعراض فرق الجيش من قِبَل السلطان ومكان استقباله للسفراء الأجانب. لكنّها اليوم خليط غريب من مُحتالين وحكواتية وراقصين وغيرهم. بعد ذلك، يقع الباب المحروق الذي بناه محمد الناصر رابع سلاطين الموحّدين.
تنتشر حدائق بوجلود إلى جانب باب الدكاكين؛ أمّا الساحة التي تقع بعد باب الشمس، فتمتدّ ما قبل باب بوجلود إلى مدخل فاس البالية. وهذه أعلى نقطة حول منخفض المدينة حيث كان مقر قيادة الدّفاع فيما مضى.
الشّارع الرئيسي في فاس البالية هو شارع التلّة الكبيرة الذي يتّجه نزولاً من باب بوجلود. وعلى اليمين تقع مدرسة بو عنانية، وهي كتلة دينية، الأكبر من بين مثيلاتها في ذلك الوقت. ولقد بناها أبو عنان من سلاطين المرينييّن بين عاميّ 1350 و1357.
[url=http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/37/Fes_Medersa_Bou_Inania_Mosaique.jpg/210px-Fes_Medersa_Bou_Inania_Mosaique.jpg][/url]
( مدرسة ابو عنانية )
بعد ذلك، تأتي دار البطحاء. وقد كانت قصر السلطان مولاي حسن من القرن التاسع عشر. وفي هذا الدّار يوجد متحف المغرب للفنون والحرف. وفيه معروضات جميلة من الأعمال الحرفية والملابس والسّجاد وأفضل النّماذج من الأسلحة.
[url=http://www.iearn2009.ma/IMG/jpg/Festraditionnel.jpg][/url]
فاس مدينة مغربية تتميّز بموقعها الجميل الذي تحيط به التّلال من كلّ جانبٍ، وتتكوّن من قسمين:
فاس القديمة والتّي تُعَدّ من مدن القرون الوسطى والتي ما زالت مأهولة؛ وفاس الجديدة التي تكوّنت سنة 1276 وتوسّعت جنوبًا.
تأسّست فاس على يد إدريس الثّاني سنة 809م في الموقع نفسه الذي اختاره والده إدريس بن عبد الله. وكان إدريس الثّاني هو الذي طوّر المملكة الإدريسيّة، فتطوّرت فاس معها. وأمّت فاس جموع النازحين المُسلمين من الأندلس بعد حركة العصيان في قرطبة، سنة 818م، واستقرّوا في المكان الذي عُرِفَ بِعَدوة الأندلس.
تحوّلت فاس تحت حكم خلفاء إدريس إلى عاصمةٍ عربيّةٍ زاهرةٍ وإلى مركزٍ دينيٍ هامٍ، خصوصًا بعد تأسيس جامع القرويين وجامع الأندلس.
[url=http://www.malikiya.ma/medias/galeries/qaraouiyine-maroc2.jpg][/url]
وأصبح جامع القرويين مركزًا للعلم والتربية، توافد إليه المسلمون من جميع أنحاء العالم الإسلامي وأيضا العلماء المسيحيون في القرون اللاّحقة، وأخذ مكانته من النفوذ والأهمية في شمال إفريقيا، ولم ينافسه إلاّ جامع الأزهر الذي تأسّس سنة 972م.
تقاتل خلفاء قرطبة الأمويون مع حكّام تونس الفاطمييّن للإستيلاء على مدينة فاس، وذلك مع سقوط حكم الإدريسييّن في النصف الثاني من القرن العاشر. وكان كلّ حكمٍ يقيم الأسوار والإستحكامات ويبني الأسوار على ضفاف نهر فاس لتحصين المدينة.
وارتبط مصير فاس بالأحداث في إسبانيا المُسلمة. وبانهيار الحكم الأموي في قرطبة، سنة 1031م، زالت جميع أنواع المعارضة في وجه الحاكم الفاطمي العام في فاس. وحدث فراغ في السلطة، في شمال المغرب، ملأه المرابطون، وهُم من بربر زيناتا قدموا من الصّحراء، وكانوا محاربين ومتديّنين. انتعشت مدينة فاس في هذه الحقبة من الإستقرار، وبقيت مدينة مراكش مركزًا إداريًا وثقافيًا خلال حكم المرابطين. واتّسعت حركة المرابطين وأصبحت جميع بلاد الأندلس تحت حكمهم عند موت قائدهم سنة 1106م.
بعدها نزح الكثير من مُسلمي الأندلس، ولم تستقبلهم مدينة مراكش لوجود قادة مُتشدّدين فيها، فما كان منهم إلا أن استقرّوا في فاس وساهموا في انتعاش المدينة وجعلها مركزًا تجاريًا للمغرب.
وبعد المُرابطين، جاء الموحّدون من الجنوب واستولوا على فاس ودمّروا أسوارها سنة 1146م بقيادة أوّل سلطان لهم يُدعى عبد المُؤمن، واستولوا على مراكش وبقيّة المراكز في السّنة التالية. بعد ذلك، أعادوا بناء فاس من جديدٍ، وجعلوا مراكش عاصمتهم والرّباط القاعدة العسكرية الرئيسة لهم. وبالرّغم من ذلك، استمرّت فاس بالإنتعاش، فكانت همزة الوصل بين المغرب وإسبانيا المُسلمة.
وبمجيء المرينيين واستيلائهم على فاس سنة 1250م، دخلت المدينة عصرًا ذهبيًا، فجعلها السلطان أبو يوسف اليعقوب عاصمةً له. وأنشأ فاس الجديدة سنة 1276 التي أصبحت المركز الإداري للبلاد ومعقلاً للمرينييّن.
وعلى نقيض مَن سَبقوهم، ركّز المرينيّون اهتمامهم على المغرب بدلاً من الأندلس، وكانت إسبانيا بالنّسبة إليهم دولةً عازلةً تردّ عنهم تحرّشات المسيحيين المحتملة بالمغرب. وعرفت فاس عصرها الذّهبي أيّام حكم أبي الرّبيع وأبي سعيد عثمان، وأقاموا في محيط جامع القرويين وجامع الأندلس أمكنةً خاصةً لإستقبال التلامذة الأجانب. وأصبحت فاس بالتالي مركزًا علميًا مرموقًا.
إنّ استكشاف فاس الجديدة وفاس القديمة يتمّ سيرًا على الأقدام لأنّه من الصعب إيجاد موقف داخل المدينة المُحاطة بالأسوار.
تبدأ الرّحلة من ساحة المقاومة ثم التّوجه إلى شارع مولاي يوسف ومنه إلى ساحة العلويين الضخمة التي يقع فيها مدخل القصر الملكي. ومن الساحة يوجد شارع بو قصيصات ومنه الوصول إلى باب سمارين، وبعده الشارع الكبير الذي يمرّ بالقرب من جامع الأزهر الذي بناه أحد سلاطين المرينيين،
سنة 1357م.
[url=http://www.al-hakawati.net/arabic/cities/images/city95c.jpg][/url]
يفضي الشّارع الكبير إلى ساحةٍ صغيرةٍ تُدعى "المشوار الصّغير" مقابل باب الدّكاكين الذي كان سابقًا المدخل إلى القصرالمَلكي . والزّيارات السياحية ممنوعة إليه.
[url=http://www.hamasna.com/knowledge/VU002018.jpg][/url]
( القصر الملكي )
ولقد بدأ ببناء هذا القصر أبو يوسف يعقوب من المرينيين وأكمله خلفاؤه من بعده، وذلك عند البدء بتشييد مدينة فاس الجديدة. يضمّ القصر الهائل، وبمساحة 200 فدّان، الحدائق والساحات والمعسكرات.
تقع ساحة "المشوار الصّغير" المحاطة بأسوارٍ عاليةٍ بين باب الدّكاكين و"باب سيجما". وكانت هذه الساحة قديمًا مكان استعراض فرق الجيش من قِبَل السلطان ومكان استقباله للسفراء الأجانب. لكنّها اليوم خليط غريب من مُحتالين وحكواتية وراقصين وغيرهم. بعد ذلك، يقع الباب المحروق الذي بناه محمد الناصر رابع سلاطين الموحّدين.
تنتشر حدائق بوجلود إلى جانب باب الدكاكين؛ أمّا الساحة التي تقع بعد باب الشمس، فتمتدّ ما قبل باب بوجلود إلى مدخل فاس البالية. وهذه أعلى نقطة حول منخفض المدينة حيث كان مقر قيادة الدّفاع فيما مضى.
الشّارع الرئيسي في فاس البالية هو شارع التلّة الكبيرة الذي يتّجه نزولاً من باب بوجلود. وعلى اليمين تقع مدرسة بو عنانية، وهي كتلة دينية، الأكبر من بين مثيلاتها في ذلك الوقت. ولقد بناها أبو عنان من سلاطين المرينييّن بين عاميّ 1350 و1357.
[url=http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/37/Fes_Medersa_Bou_Inania_Mosaique.jpg/210px-Fes_Medersa_Bou_Inania_Mosaique.jpg][/url]
( مدرسة ابو عنانية )
بعد ذلك، تأتي دار البطحاء. وقد كانت قصر السلطان مولاي حسن من القرن التاسع عشر. وفي هذا الدّار يوجد متحف المغرب للفنون والحرف. وفيه معروضات جميلة من الأعمال الحرفية والملابس والسّجاد وأفضل النّماذج من الأسلحة.