وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾
يوسف 24
تذكير لا بد منه :
الهَّم معناه العزم على فعل أمر ما
فلو قلت هممت أن.. ولم أكمل الجملة فلن تعلموا الفعل الذي نويت القيام به :
هل هممت أن آكل، أن أشرب، أن ألبس.....؟
ويقال اذا غاب الفعل الذي يلي كلمة الهم فإن الفعل ينسب إلى فاعله
بمعنى لو تحدثنا عن الشيخ الشعراوي رحمه الله وقلنا هم أن ... ولم نكمل،
فبديهيا أنه يتوارى الى ذهن القارئ أنه هم أن يصلي أو أن يستغفر أو أن يصوم أو أن يقرأ القرآن ...
إلى غير ذلك من الأفعال المحمودة
لكن إذا تحدثنا عن راقصة مثلا وقلنا همت أن ...
فلا مجال للمقارنة.
وضع الامور في نصابها :
إذاً، إذا عدنا إلى الآية وفق هذا الفهم فيمكننا أن ننسب فعل الفاحشة (الزنى) الى امرأة العزيز
بعد كلمة همت به لكننا لا نستطيع أن ننسب نفس الفعل الى النبي يوسف عليه السلام
لشساعة الفرق بين الشخصيتين
إذا ما الذي هم أن يقوم به نبي الله يوسف عليه السلام ؟؟
تجيبنا نفس الأية :
﴿كذٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ﴾
لدينا هنا فعلين وهما السوء والفحشاء
وفاعلين وهما امرأة العزيز ويوسف عليه السلام
الفحشاء هي الزنى لكن السوء يمكن ان يكون القتل، الضرب، الأذى، الإساءة.....
فلنضع اذا كل فعل أمام فاعله المناسب:
الفحشاء لامرأة العزيز
والسوء ليوسف عليه السلام
أي أنها همت به من أجل الفاحشة
وهم بها يدفعها عنه وربما ليؤذيها لولا أن رأى برهان ربه
ما هو برهان ربه الذي رآه نبي الله يوسف عليه السلام ؟؟
هناك من قال ان برهان ربه هو سيدنا يعقوب الذي تمثل أمام سيدنا يوسف عليهما السلام
وهناك من قال انه سيدنا جبريل عليه السلام
الى غير ذلك من الاقوال
لكن للاسف هذه الاقوال تنفي عن سيدنا يوسف الفضل في ترك الفاحشة لله
حيث أنه أي شخص كانت نيته الزنى (حاشى وكلا ان تكون نية نبي الله يوسف )
فبمجرد ان يرى شبحا سوف يهرع بالهروب وبالتالي
فالفضل هنا سيكون للشبح وليس لتنمع سيدنا يوسف عن فعل الفاحشة
اذا ما المقصود ببرهان ربه ؟ :
أولا من المقصود بالرب في هذه الآية ؟
في آية سابقة قال الله تعالى على لسان نبيه يوسف عليه السلام :
﴿ٰوَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ﴾ يوسف 42
وكان يقصد العزيز بكلمة الرب
ثم اخبرنا الله انه قال لها
﴿قَالَ مَعَاذَ اللَّـهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ يوسف٢٣
سبق وطلب العزيز من زوجته ان تكرم مثوى سيدنا يوسف عندما اشتروه في قوله تعالى بنفس السورة :
﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ ﴾ ٢١
وبالتالي يكون العزيز هو المقصود أيضا بكلمة الرب في آية " لولا ان رأى برهان ربه "
والبرهان هو دليل وصوله الى القصر من طبل او زمر او غير ذلك من طقوس لاستقباله
والدليل انه بعدها مباشرة الفيا سيدها لدى الباب
" كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء"
لنصرف عنه أي نبعد عنه وبالتالي لم يكن الحرام ليصل الى نبي الله يوسف عليه السلام
لا من قريب ولا من بعيد لانه من عباد الله المخلَصين
والمخلَص أي ما خلص بقوة أعلى منه
حتى الشيطان لا يقترب الى هذه النوعية من العباد لقوله تعالى
" فبما أغويتني لأقعدن طريقهم المستقيم الا عبادك منهم المخلَصين"
اتهامه بالسوء:
عندما لقيت امرأة العزيز سيدها عند الباب لم تجرأ على اتهام سيدنا يوسف بالفاحشة
بل قالت في قوله عز وجل " ما جزاء من أراد بأهلك سوءا"
.....
في الختام
يوسف عليه السلام هو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم
كما كان يقول عنه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
أي انه يوسف ابن يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم
والسلام عليكم
مقتطف من محاضرة للشيخ خالد الجندي بتصرف
من بريد مآآآآآجى
تذكير لا بد منه :
الهَّم معناه العزم على فعل أمر ما
فلو قلت هممت أن.. ولم أكمل الجملة فلن تعلموا الفعل الذي نويت القيام به :
هل هممت أن آكل، أن أشرب، أن ألبس.....؟
ويقال اذا غاب الفعل الذي يلي كلمة الهم فإن الفعل ينسب إلى فاعله
بمعنى لو تحدثنا عن الشيخ الشعراوي رحمه الله وقلنا هم أن ... ولم نكمل،
فبديهيا أنه يتوارى الى ذهن القارئ أنه هم أن يصلي أو أن يستغفر أو أن يصوم أو أن يقرأ القرآن ...
إلى غير ذلك من الأفعال المحمودة
لكن إذا تحدثنا عن راقصة مثلا وقلنا همت أن ...
فلا مجال للمقارنة.
وضع الامور في نصابها :
إذاً، إذا عدنا إلى الآية وفق هذا الفهم فيمكننا أن ننسب فعل الفاحشة (الزنى) الى امرأة العزيز
بعد كلمة همت به لكننا لا نستطيع أن ننسب نفس الفعل الى النبي يوسف عليه السلام
لشساعة الفرق بين الشخصيتين
إذا ما الذي هم أن يقوم به نبي الله يوسف عليه السلام ؟؟
تجيبنا نفس الأية :
﴿كذٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ﴾
لدينا هنا فعلين وهما السوء والفحشاء
وفاعلين وهما امرأة العزيز ويوسف عليه السلام
الفحشاء هي الزنى لكن السوء يمكن ان يكون القتل، الضرب، الأذى، الإساءة.....
فلنضع اذا كل فعل أمام فاعله المناسب:
الفحشاء لامرأة العزيز
والسوء ليوسف عليه السلام
أي أنها همت به من أجل الفاحشة
وهم بها يدفعها عنه وربما ليؤذيها لولا أن رأى برهان ربه
ما هو برهان ربه الذي رآه نبي الله يوسف عليه السلام ؟؟
هناك من قال ان برهان ربه هو سيدنا يعقوب الذي تمثل أمام سيدنا يوسف عليهما السلام
وهناك من قال انه سيدنا جبريل عليه السلام
الى غير ذلك من الاقوال
لكن للاسف هذه الاقوال تنفي عن سيدنا يوسف الفضل في ترك الفاحشة لله
حيث أنه أي شخص كانت نيته الزنى (حاشى وكلا ان تكون نية نبي الله يوسف )
فبمجرد ان يرى شبحا سوف يهرع بالهروب وبالتالي
فالفضل هنا سيكون للشبح وليس لتنمع سيدنا يوسف عن فعل الفاحشة
اذا ما المقصود ببرهان ربه ؟ :
أولا من المقصود بالرب في هذه الآية ؟
في آية سابقة قال الله تعالى على لسان نبيه يوسف عليه السلام :
﴿ٰوَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ﴾ يوسف 42
وكان يقصد العزيز بكلمة الرب
ثم اخبرنا الله انه قال لها
﴿قَالَ مَعَاذَ اللَّـهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ يوسف٢٣
سبق وطلب العزيز من زوجته ان تكرم مثوى سيدنا يوسف عندما اشتروه في قوله تعالى بنفس السورة :
﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ ﴾ ٢١
وبالتالي يكون العزيز هو المقصود أيضا بكلمة الرب في آية " لولا ان رأى برهان ربه "
والبرهان هو دليل وصوله الى القصر من طبل او زمر او غير ذلك من طقوس لاستقباله
والدليل انه بعدها مباشرة الفيا سيدها لدى الباب
" كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء"
لنصرف عنه أي نبعد عنه وبالتالي لم يكن الحرام ليصل الى نبي الله يوسف عليه السلام
لا من قريب ولا من بعيد لانه من عباد الله المخلَصين
والمخلَص أي ما خلص بقوة أعلى منه
حتى الشيطان لا يقترب الى هذه النوعية من العباد لقوله تعالى
" فبما أغويتني لأقعدن طريقهم المستقيم الا عبادك منهم المخلَصين"
اتهامه بالسوء:
عندما لقيت امرأة العزيز سيدها عند الباب لم تجرأ على اتهام سيدنا يوسف بالفاحشة
بل قالت في قوله عز وجل " ما جزاء من أراد بأهلك سوءا"
.....
في الختام
يوسف عليه السلام هو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم
كما كان يقول عنه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
أي انه يوسف ابن يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم
والسلام عليكم
مقتطف من محاضرة للشيخ خالد الجندي بتصرف
من بريد مآآآآآجى