قال تعالى: يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ [الذاريات:9]. أي: يصرف من صرف عن الحق الصريح الصرف التام، إذ لا صرف أشد منه.
وقد ذكر القاضي في مناسبة المقسم به للمقسم عليه قال: هو تشبيه أقوالهم في اختلافها وتنافي أغراضها بالطرائق للسماوات في تباعدها واختلاف غاياتها، فكل كوكب يمشي في اتجاه، كما يقول الشاعر: سارت مشرقة وسرت مغرباً شتان بين مشرق ومغرب فكذلك طرائق السماوات مختلفة ومتباينة، فناسب قوله تعالى: ((والسماء ذات الحبك)) أي: ذات الطرائق. ((إنكم لفي قول مختلف)) فهذا نوع من التجانس أو التناسب بين المقسم به والمقسم عليه؛ لأن في ذلك تشبيه أقوالهم باختلافها وتنافي أغراضها بالطرائق في السماوات في تباعدها واختلاف غاياتها.
يقول الشنقيطي رحمه الله تعالى
في قوله تعالى: إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ *
يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ : وأظهر الأقوال فيه عندي ولا ينبغي العدول عنه في نظري: أن لفظ (عن) في الآية سببية، يعني: يؤفك بسببه من أفك، وهناك شاهد من القرآن،
يقول عز وجل: وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ [هود:53] أي: بسبب قولك.
قوله: ((يؤفك عنه)) الهاء تعود إلى القول المختلف، أي: يصرف عن الإيمان بالله ورسوله بسبب ذلك القول المختلف. ((من أفك)) أي: من سبقت له الشقاوة في الأزل فحرم الهدى وأفك عنه؛ لأن هذا القول المختلف يكذب بعضه بعضاً ويناقضه، والتناقض في القول واختلافه من أوضح الأدلة على بطلان هذه الأقوال،
كما يقول الشاعر:
حجج تهافت كالزجاج تخالها حقاً وكل كاسر مكسور وبعضهم قال قولاً غريباً في قوله تعالى: ((يؤفك عنه)) حيث قال: يصرف عن هذا القول المختلف الباطل، ((من أفك)) أي: من صرف عن الباطل إلى الحق، وهذا قول لا يخفى بعده وسقوطه؛ لأن هؤلاء يظنون أن الأفك يطلق على الصرف عن الحق إلى الباطل وعن الباطل إلى الحق.
يقول الشنقيطي رحمه الله تعالى:
ويبعد هذا؛ لأن القرآن لم يرد فيه -الأفك- مراد به إلا الصرف عن الخير إلى الشر دون عكسه. إذاً: استعمال لفظة (أفك) في القرآن الكريم لم تكن إلا في الصرف عن الخير إلى الشر، ولم تستعمل في القرآن في الصرف عن الشر إلى الخير، وبالتالي هذا قول بعيد جداً.
وقد ذكر القاضي في مناسبة المقسم به للمقسم عليه قال: هو تشبيه أقوالهم في اختلافها وتنافي أغراضها بالطرائق للسماوات في تباعدها واختلاف غاياتها، فكل كوكب يمشي في اتجاه، كما يقول الشاعر: سارت مشرقة وسرت مغرباً شتان بين مشرق ومغرب فكذلك طرائق السماوات مختلفة ومتباينة، فناسب قوله تعالى: ((والسماء ذات الحبك)) أي: ذات الطرائق. ((إنكم لفي قول مختلف)) فهذا نوع من التجانس أو التناسب بين المقسم به والمقسم عليه؛ لأن في ذلك تشبيه أقوالهم باختلافها وتنافي أغراضها بالطرائق في السماوات في تباعدها واختلاف غاياتها.
يقول الشنقيطي رحمه الله تعالى
في قوله تعالى: إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ *
يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ : وأظهر الأقوال فيه عندي ولا ينبغي العدول عنه في نظري: أن لفظ (عن) في الآية سببية، يعني: يؤفك بسببه من أفك، وهناك شاهد من القرآن،
يقول عز وجل: وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ [هود:53] أي: بسبب قولك.
قوله: ((يؤفك عنه)) الهاء تعود إلى القول المختلف، أي: يصرف عن الإيمان بالله ورسوله بسبب ذلك القول المختلف. ((من أفك)) أي: من سبقت له الشقاوة في الأزل فحرم الهدى وأفك عنه؛ لأن هذا القول المختلف يكذب بعضه بعضاً ويناقضه، والتناقض في القول واختلافه من أوضح الأدلة على بطلان هذه الأقوال،
كما يقول الشاعر:
حجج تهافت كالزجاج تخالها حقاً وكل كاسر مكسور وبعضهم قال قولاً غريباً في قوله تعالى: ((يؤفك عنه)) حيث قال: يصرف عن هذا القول المختلف الباطل، ((من أفك)) أي: من صرف عن الباطل إلى الحق، وهذا قول لا يخفى بعده وسقوطه؛ لأن هؤلاء يظنون أن الأفك يطلق على الصرف عن الحق إلى الباطل وعن الباطل إلى الحق.
يقول الشنقيطي رحمه الله تعالى:
ويبعد هذا؛ لأن القرآن لم يرد فيه -الأفك- مراد به إلا الصرف عن الخير إلى الشر دون عكسه. إذاً: استعمال لفظة (أفك) في القرآن الكريم لم تكن إلا في الصرف عن الخير إلى الشر، ولم تستعمل في القرآن في الصرف عن الشر إلى الخير، وبالتالي هذا قول بعيد جداً.