اللهو والتجارة
لنتأمل أواخر سورة الجمعة حيث يقول تعالى: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [الجمعة: 11]. وهنا لو دقّقنا النظر نجد "اللهو" تكرر مرتين ولكن بصيغتين مختلفتين:
- (تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا): التجارة تسبق اللهو.
- (مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ) اللهو يسبق التجارة.
والسؤال: هل هناك حكمة بيانية من هذا الترتيب؟
في بداية الآية نجد أن جماعة من الناس تركوا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر، وذهبوا عندما سمعوا بقافلة في الخارج، وأسرعوا لينظروا ما فيها من بضائع ليشتروا منها. فنزلت هذه الآيات الكريمات في أواخر سورة الجمعة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الجمعة: 9]. وهنا تتجلى لطيفة بيانية أخرى في قوله تعالى: (مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) لم يقل تعالى: (يوم الجمعة) فقط لأن ذلك سيعني كل أوقات الصلاة في يوم الجمعة أي الصلوات الخمس، بل قال: (مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) أي من بعض يوم الجمعة، وحدَّد بذلك وقت محدداً وهو وقت الظهر.
إذاً في بداية الآية هناك حدث وقع وكان سبباً في نزول الآيات وهو القافلة التجارية وذهاب الناس إليها فبدأت الآية بكلمة (التجارة) ثم (اللهو)، لأنهم بعد ذهابهم للقافلة سيشترون بعض الأشياء ومن ثم سيتحادثون ويتلهّون بأشياء دنيوية ويخسرون العلم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
والآن عندما نتأمل قوله تعالى: (قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ) نجد أن هذا الكلام لم ينزل في طائفة من الناس بل هو موجّه لجميع البشر إلى يوم القيامة، ولذلك بدأ باللهو لأنه هو الأكثر شيوعاً والأكثر تنوعاً ويشمل الغناء والأحاديث اليومية والمسلسلات وكل ما لا نفع فيه.
م
لنتأمل أواخر سورة الجمعة حيث يقول تعالى: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [الجمعة: 11]. وهنا لو دقّقنا النظر نجد "اللهو" تكرر مرتين ولكن بصيغتين مختلفتين:
- (تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا): التجارة تسبق اللهو.
- (مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ) اللهو يسبق التجارة.
والسؤال: هل هناك حكمة بيانية من هذا الترتيب؟
في بداية الآية نجد أن جماعة من الناس تركوا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر، وذهبوا عندما سمعوا بقافلة في الخارج، وأسرعوا لينظروا ما فيها من بضائع ليشتروا منها. فنزلت هذه الآيات الكريمات في أواخر سورة الجمعة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الجمعة: 9]. وهنا تتجلى لطيفة بيانية أخرى في قوله تعالى: (مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) لم يقل تعالى: (يوم الجمعة) فقط لأن ذلك سيعني كل أوقات الصلاة في يوم الجمعة أي الصلوات الخمس، بل قال: (مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) أي من بعض يوم الجمعة، وحدَّد بذلك وقت محدداً وهو وقت الظهر.
إذاً في بداية الآية هناك حدث وقع وكان سبباً في نزول الآيات وهو القافلة التجارية وذهاب الناس إليها فبدأت الآية بكلمة (التجارة) ثم (اللهو)، لأنهم بعد ذهابهم للقافلة سيشترون بعض الأشياء ومن ثم سيتحادثون ويتلهّون بأشياء دنيوية ويخسرون العلم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
والآن عندما نتأمل قوله تعالى: (قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ) نجد أن هذا الكلام لم ينزل في طائفة من الناس بل هو موجّه لجميع البشر إلى يوم القيامة، ولذلك بدأ باللهو لأنه هو الأكثر شيوعاً والأكثر تنوعاً ويشمل الغناء والأحاديث اليومية والمسلسلات وكل ما لا نفع فيه.
م