فحدثني حزام بن هشام بن خالد الكعبي عن أبيه قال وخرج عمرو بن سالم الخزاعي في أربعين راكبا من خزاعة يستنصرون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخبرونه بالذي أصابهم وما ظاهرت عليه قريش - فأعانوهم بالرجال والسلاح والكراع وحضر ذلك صفوان بن أمية في رجال من قومهم متنكرين فقتلوا بأيديهم - ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد في أصحابه ورأس خزاعة عمرو بن سالم وقام ينشد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم واستمع منه فقال
اللهم إني ناشد محمدا | حلف أبينا وأبيك الأتلدا | |
قد كنتم ولدا وكنا والدا | ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا | |
إن قريشا أخلفوك الموعدا | ونقضوا ميثاقك المؤكدا | |
فانصر هداك الله نصرا أعتدا | وادع عباد الله يأتوا مددا | |
فيهم رسول الله قد تجردا | في فيلق كالبحر يجري مزبدا | |
قرم لقرم من قروم أصيدا | هم بيتونا بالوتير هجدا | |
نتلو القرآن ركعا وسجدا | وزعموا أن لست أدعو أحدا |
وهم أذل وأقل عددا </SPAN>
فلما فرغ الركب قالوا : يا رسول الله إن أنس بن زنيم الديلي قد هجاك . فهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه فبلغ أنس بن زنيم فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم معتذرا مما بلغه فقال
أأنت الذي تهدى معد بأمره | بل الله يهديهم وقال لك اشهد | |
فما حملت من ناقة فوق رحلها | أبر وأوفى ذمة من محمد | |
أحث على خير وأوسع نائلا | إذا راح يهتز اهتزاز المهند | |
وأكسى لبرد الخال قبل اجتذابه | وأعطى برأس السابق المتجرد | |
تعلم رسول الله أنك مدركي | وأن وعيدا منك كالأخذ باليد | |
تعلم رسول الله أنك قادر | على كل سكن من تهام ومنجد | |
ونبي رسول الله أني هجوته | فلا رفعت سوطي إلي إذن يدي | |
سوى أنني قد قلت يا ويح فتية | أصيبوا بنحس يوم طلق وأسعد | |
أصابهم من لم يكن لدمائهم | كفاء فعزت عبرتي وتبلدي | |
ذؤيب وكلثوم وسلمى تتابعوا | جميعا فإلا تدمع العين أكمد | |
على أن سلمى ليس فيهم كمثله | وإخوته أو هل ملوك كأعبد | |
وإني لا عرضا خرقت ولا دما | هرقت ففكر عالم الحق واقصد </SPAN> |
أنشدنيها حزام . وبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم قصيدته واعتذاره وكلمه نوفل بن معاوية الديلي فقال يا رسول الله أنت أولى الناس بالعفو ومن منا لم يعادك ويؤذك ، ونحن في جاهلية لا ندري ما نأخذ وما ندع حتى هدانا الله بك من الهلكة وقد كذب عليه الركب وكثروا عندك . فقال دع الركب فإنا لم نجد بتهامة أحدا من ذي رحم ولا بعيد الرحم كان أبر بنا من خزاعة . فأسكت نوفل بن معاوية فلما سكت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عفوت عنه . قال نوفل فداك أبي وأمي