هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    مصر من الانتفاضة إلى الثورة

    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17095
    السٌّمعَة : 22

    سؤال مصر من الانتفاضة إلى الثورة

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح الجمعة 4 فبراير - 7:57

    مصر السمراء تهب معلنة أن حال الظلم والاستبداد لم يعد يُطاق، فقد احتمل الشعب عقوداً ثلاثاً من التفقير والتجهيل، وتجاهل الشعب في مطالبه وكرامته وسيادته وأمنه على أرضه، وبعيداً عن سرد تفاصيل السياسة الخارجية والداخلية للنظام والخلل الذي أحدثه في علاقاته مع عدة بلدان عربية، فإن الدولة تحولت لسلطة نظام يضرب بعرض الحائط حقوق المواطنة وسيادة مصر، وليس نظام دولة، تحترم مكانتها العربية، متخذة سياسة اقتلاع مصر من هويتها العربية، ومن ثقافتها الإسلامية.
    لقد فاض الكيل لدى الشعب، فانتفض لاسترداد ما سلبوه، والضغط المستمر، ولد انفجار أحدثه شباب، قيل إنهم دُجنوا ولا تهمهم قضاياهم، ولكن المفاجأة الرائعة والصرخة المدوية، جاءت من تونس الخضراء إلى مصر السمراء، من النشء الجديد، الذي عقد العزم على ضرورة الاستمرار، وانتقل إلى مرحلة الثورة الشعبية الشبابية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والثورة ليست احتجاجات وشغب آنية، فحدد أولوياته، بإسقاط النظام، ولم تثنه الدماء الزكية التي روت أرض الكنانة عن عزائمه، بل إن شهداء ارتقوا إلى العلا، شكلوا رافعة وطاقة قوية للتحدي، وهذا الأمر الذي تجاهلته السلطات في مصر، فكلما سقط شهيد، تأجج الغضب في الصدور. فلم تعد تجدي تعيينات جديدة، وإعادة تشكيل النظام، بوجوه جديدة، كذلك عسكرة الحكم، مرفوض من ثورة واعية ناضجة، تدرك أن استلام الجيش الأوضاع، خطر على التحامه معهم، وحتى لا تتحول مصر إلى سجن مفتوح، وعلى ديمومة الثورة بإطارها الشعبي، ومطالبه لأجل إنقاذ مصر بحكومة تمثل كل القوى الحية وتدفق دماء شبابية في شرايين دولة حية.
    نراهن على الشعب الحي وقواه الحية، والمفكرين وجهابذة الإصلاح الوطنيين، فهم يملكون القدرة الكافية وبهمة عالية لإنقاذ وطن التاريخ.. وطن العطاء والحب والصبر، ولديهم الإحساس والعلم الكاف بما آلت إليه الأوضاع في مصر، لتأسيس عقد وثيق بين الإنسان وأرضه على جميع الأصعدة.
    غباء أمريكا قادها إلى المراهنة على أنظمة بغيّة لعقود، تربعت على أعناق وجماجم الشعب، وضخت المليارات ليذيق الويل والعذاب لشعبه، وها هو الشعب يقول كلمته، ويقطع أيادي أمريكا، فقد تخطت كل الخطوط الحمراء، وبات النظام وحشاً يأكل أبناءه. لكن الهواجس والخوف، من إستراتيجية أمريكا المتجددة، كأفعى تغير جلدها وحرباء يتغير لونها حسب المعطيات على الأرض، لا تفارق عشاق مصر الحرة، للالتفاف على ثورته وتصميمه، بنزع هذا النظام، من هرمه حتى قاعدته.
    لسنا بموقف توعية الشعب وقواه الحية، فهم أساتذة ورواد الثورة وهم طلاب حرية وكرامة تهون دونهما كل التضحيات، ويعلمون بواطن الأمور وظواهرها، ولكن احذروا غدر العدو وأطرافه ما زالت ترقص على صفيح موتها الساخن، وهم يدركون أن أيامهم باتت معدودة، فالمناخات مواتية وسبل النصر متوفرة، وفرار بعض المنتفعين والمأجورين، دلالة على إعلان مبطن، الاستغناء والتخلي عن عصابات نهبت مصر وأضاعت كل ما أنجزه الشعب من مؤسسات ومصانع وانتصار أكتوبر، بالتفاف عليه، وتوقيع اتفاقية متصهينة، توغل من خلالها العدو في مصر، ولكن لم يتغلغل لعقل ووعي شعب، أعلنها أنه حيّ، فلا الخبز والعوز الذي دفع بالشباب للشارع، فقيود العقول التي حجبها نظام التصهين، أشد وطأة على الشعب من قيود سجونه ومعتقلاته، وهو ذات الدافع الذي حرك جماهير تونس.
    فجر الثورة يشرق ويُولد من جديد في بلادنا العربية، وسيحصد الوطن العربي، ثورات شعب، أبى إلا وأن يخط ملامحها بدماء حرة، وأول خطوة جبارة، يكملها طريق الوطن لكل الشعب، والنهضة لا تُستكمل إلا بالإيمان المطلق، بالله وقدرة الناس على التغيير الإيجابي البنّاء.
    قلوبنا وعقولنا معكم لحظة بلحظة، وأصواتنا تكاد تخرج من الحناجر، وعيوننا على العدو، خاصة أنه يستغل أي ثغرة لينقض على مصر وعلى أي بلد عربي ينبض بالحياة، ويقف سداً منيعاً أمام مشروعه الاستعماري الشامل، وهذه أيضاً مناشدة للمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق، ليكونوا على أهبة الاستعداد، فأمريكا والصهاينة، يفرون ليخططوا لكر جديد.
    النصر آتٍ.. آتٍ، فإن تنصروه، ينصركم، ويشد من عضدكم، { كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله } .

    م

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر - 4:28