تاريخ الفتوى : 05 صفر 1423 / 18-04-2002
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد يا شيخ
ما حكم من قال إن العلماء يحبون ولا يسيرون على أقدامهم ( قالها عن طريق الخطأ ) عفوية فما حكم هذا القول مع أن بعض الناس قالوا له قم واغتسل فلربما كفرت بسسب استهزائك بالعلماء ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه .... أما بعد:
فعلماء الشريعة ورثة الأنبياء ، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود والترمذي وأحمد غيرهم ، وإجلال العلماء وتوقيرهم هو إجلال لله سبحانه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: " إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط " أخرجه أبو داود وحسنه الألباني .
ولقد هدد النبي صلى الله عليه وسلم وتوعد من لم يعرف للعلماء حقهم فقال : " ليس منا من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه " رواه الحاكم في المستدرك، وحسنه الألباني .
وفي الحديث القدسي الذي رواه البخاري في صحيحه أن الله يقول :
" من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ". والعلماء العاملون من أول من يدخل في هذا الحديث .
وبهذا يعلم أن الواجب تجاه العلماء هو محبتهم ومودتهم وإجلالهم دون غلو وإفراط . ومما لاشك فيه أن الاستهزاء بأهل العلم والصلاح خصلة من خصال الكافرين وصفة من صفات المنافقين في آيات عديدة في القرآن ، فقال سبحانه : ( زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة ) [ البقرة : 212 ]
وقال عن المنافقين : ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون )[ البقرة:14 ] ، والآيات في هذا المعنى كثيرة .
ولقد حرص أعداء الإسلام من اليهود والنصارى وأذنابهم من منافقي هذا الزمان على تشويه سمعة العلماء وزعزعة مكانتهم في نفوس الأمة المسلمة ، فمما جاء في البروتوكول السابع عشر من برتوكولات اليهود : " وقد عنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين من الأمميين ( غير اليهود ) في أعين الناس ، وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم التي كان يمكن أن تكون عقبة كؤوداً في طريقنا ، وإن نفوذ رجال الدين علىالناس ليتضاءل يوماً بعد يوم " برتوكولات حكماء صهيون " صفحة 187 ترجمة محمد خليفة التونسي .
وبعد هذا كله نقول : إن الاستهزاء بالعلماء والصالحين على ضربين :
الأول :
الاستهزاء بأشخاصهم ، كمن يستهزئ بأوصافهم الخَلْقية أو الخُلقية وهذا محرم ، لأن الله يقول : ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ) [الحجرات :11 ].
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " الكبر بطر الحق وغمط الناس " أي احتقارهم. رواه مسلم .
الثاني :
الاستهزاء بالعلماء لأجل ما يحملونه من العلم الشرعي فهذا كفر - والعياذ بالله - لأنه استهزاء بدين الله ، ومثل هذا الاستهزاء بالصالحين من أجل استقامتهم على الديانة .
والدليل على هذا هو أن الله عز وجل جعل الاستهزاء بالمؤمنين استهزاء بالله تعالى وآياته ورسوله فقال سبحانه : ( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون *لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) [ التوبة : 65،66 ] ، فقد ورد في سبب نزول هذه الآية عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : " قال رجل في غزوة تبوك في مجلس : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ، أرغب بطوناً - أي أوسع بطوناً - ولا أكذب ألسنا ، ولا أجبن عند اللقاء - فقال رجل في المجلس : كذبت ولكنك منافق ، ولأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن ". أخرجه الطبري في تفسيره وذكره الشيخ مقبل الوادعي في الصحيح المسند من أسباب النزول .
ويقول العلامة ابن نجيم في كتابه الأشباه والنظائر " الاستهزاء بالعلم والعلماء كفر ".
وعلى الأخ السائل أن يعلم أن قائل هذه الكلمات إن كانت خرجت منه عن غير قصد أي سبقه إليها لسانه ولم يقصد بها المزح ولا السخرية ، فإنه لا شيء عليه إن شاء الله ، لأن الله يقول : ( وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ) [الأحزاب : 5 ] .
وأما إن كان قد قالها مازحاً ولم يقصد الاستهزاء بالعلم الذي يحمله أولئك العلماء فإن عليه أن يستغفر الله عز وجل ويتوب إليه ، فإنه قد ارتكب محرماً، وليس هذا كفراً ، كما سبق بيانه.
والله أعلم .
المصدر : الشبكة الإسلامية
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد يا شيخ
ما حكم من قال إن العلماء يحبون ولا يسيرون على أقدامهم ( قالها عن طريق الخطأ ) عفوية فما حكم هذا القول مع أن بعض الناس قالوا له قم واغتسل فلربما كفرت بسسب استهزائك بالعلماء ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه .... أما بعد:
فعلماء الشريعة ورثة الأنبياء ، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود والترمذي وأحمد غيرهم ، وإجلال العلماء وتوقيرهم هو إجلال لله سبحانه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: " إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط " أخرجه أبو داود وحسنه الألباني .
ولقد هدد النبي صلى الله عليه وسلم وتوعد من لم يعرف للعلماء حقهم فقال : " ليس منا من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه " رواه الحاكم في المستدرك، وحسنه الألباني .
وفي الحديث القدسي الذي رواه البخاري في صحيحه أن الله يقول :
" من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ". والعلماء العاملون من أول من يدخل في هذا الحديث .
وبهذا يعلم أن الواجب تجاه العلماء هو محبتهم ومودتهم وإجلالهم دون غلو وإفراط . ومما لاشك فيه أن الاستهزاء بأهل العلم والصلاح خصلة من خصال الكافرين وصفة من صفات المنافقين في آيات عديدة في القرآن ، فقال سبحانه : ( زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة ) [ البقرة : 212 ]
وقال عن المنافقين : ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون )[ البقرة:14 ] ، والآيات في هذا المعنى كثيرة .
ولقد حرص أعداء الإسلام من اليهود والنصارى وأذنابهم من منافقي هذا الزمان على تشويه سمعة العلماء وزعزعة مكانتهم في نفوس الأمة المسلمة ، فمما جاء في البروتوكول السابع عشر من برتوكولات اليهود : " وقد عنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين من الأمميين ( غير اليهود ) في أعين الناس ، وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم التي كان يمكن أن تكون عقبة كؤوداً في طريقنا ، وإن نفوذ رجال الدين علىالناس ليتضاءل يوماً بعد يوم " برتوكولات حكماء صهيون " صفحة 187 ترجمة محمد خليفة التونسي .
وبعد هذا كله نقول : إن الاستهزاء بالعلماء والصالحين على ضربين :
الأول :
الاستهزاء بأشخاصهم ، كمن يستهزئ بأوصافهم الخَلْقية أو الخُلقية وهذا محرم ، لأن الله يقول : ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ) [الحجرات :11 ].
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " الكبر بطر الحق وغمط الناس " أي احتقارهم. رواه مسلم .
الثاني :
الاستهزاء بالعلماء لأجل ما يحملونه من العلم الشرعي فهذا كفر - والعياذ بالله - لأنه استهزاء بدين الله ، ومثل هذا الاستهزاء بالصالحين من أجل استقامتهم على الديانة .
والدليل على هذا هو أن الله عز وجل جعل الاستهزاء بالمؤمنين استهزاء بالله تعالى وآياته ورسوله فقال سبحانه : ( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون *لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) [ التوبة : 65،66 ] ، فقد ورد في سبب نزول هذه الآية عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : " قال رجل في غزوة تبوك في مجلس : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ، أرغب بطوناً - أي أوسع بطوناً - ولا أكذب ألسنا ، ولا أجبن عند اللقاء - فقال رجل في المجلس : كذبت ولكنك منافق ، ولأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن ". أخرجه الطبري في تفسيره وذكره الشيخ مقبل الوادعي في الصحيح المسند من أسباب النزول .
ويقول العلامة ابن نجيم في كتابه الأشباه والنظائر " الاستهزاء بالعلم والعلماء كفر ".
وعلى الأخ السائل أن يعلم أن قائل هذه الكلمات إن كانت خرجت منه عن غير قصد أي سبقه إليها لسانه ولم يقصد بها المزح ولا السخرية ، فإنه لا شيء عليه إن شاء الله ، لأن الله يقول : ( وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ) [الأحزاب : 5 ] .
وأما إن كان قد قالها مازحاً ولم يقصد الاستهزاء بالعلم الذي يحمله أولئك العلماء فإن عليه أن يستغفر الله عز وجل ويتوب إليه ، فإنه قد ارتكب محرماً، وليس هذا كفراً ، كما سبق بيانه.
والله أعلم .
المصدر : الشبكة الإسلامية