السلام عليكم ورحمتة الله والصلاة على خير خلق الله وبعد:
لم يعد تربية الابناء ذا شان في حياة الوالدين ،على الرغم من اهميته ...بل ان الملاحظ----مع الاسف___انه في اقصى قائمة اهتماماتهم.
فالاب مشغول _ارهقه الجري واللهث وراء حطام الدنيا ,والام تضرب اكباد الابل لالاسواق ومحليات الخياطة ,ولا يجد اي منهما وقتا للتفكير في امر فلذات الاكباد...سوى توفير الغذاء والكساء فيتساويان مع الانعام في ذلك.
اما ذلك الطفل فهو امانة مضيعة,ورعاية مهملة,تتقاذفه الريح وتهوي به الاهواء,عرضة للتاثيرات والافكار والانحرفات.
بعض اطفال المسلمين لم يرفع راسه حين يسمع الاذان للصلاة ,وما وطئت قدمه عتبة باب المسجد ولا ارى المصلين الا يوم الجمعة ,او ربما يوم العيد ,وان احسن به الظن فمن رمضان الى رمضان.
قد يخالفني الكثير في ذلك التشاؤم,ولكن من رصد واستقراء الواقع عرف ذلك ...وهاك اخي القارئ _مثالين او ثلاثة لترى موضع الامانة ومدى التفريط!!!
الاول:
كم عدد اطفال المسلمين الذين يحضرون صلاة الجماعة في المساجد؟ واللله كاننا امة بلا اطفال,وحاضر بلا مستقبل !!!انحن امة كذلك ...كلا هؤلاء تملا اصواتهم جنبات الدور والمنازل والمدارس ويرتفع صراخهم في الشارع المجاور للمسجد .ولكن اين القدوة والتربية؟
الثاني:
من اهتم بامر التربية وشغلت ذهنه واقلقت مضجعه _او ادعى الى ذلك_اذا وجد كتلبا فيه منهج اسلامي صحيح؟لتربية النشئ,اعرض عنه لانه ثمين وغالي...وهو لا يتجاوز دراهم معدودة واخذ امر التربية اجتهادا وحسب المزاج وردة الفعل.
وهذه الا مبالاة نجد عكسها تماما في واقع الحياة ,فان كان من ااهل الاقتصاد فهو متابع لنشرات الاقتصادية ويدفع مبالغ طائلة لشراء المجلات المتخصصة ...ويحضر الندوات ويستمع المحاضرات ولا تفةته النشرة الاقتصادية في اكثر من محطة اذاعية وتلفاز,وان كان من اصحاب العقار فهو متابع متلهف لا تفوته لا شاردة ولا واردة...ولنر الامر في اغلب الاسر...كم اسرة لديها كتاب حول التربية الاسلامية للطفل.
الثالث:
يعطي الاب وقته في بناء دار او منزل اوقاتا ثمينا فهو يقف في الشمس المحرقة ,يدقق ويلاحظ,ويراقب ويتابع...ويزيد وينقص..
ايها الاب
ستسال في يوم عظيم عن الامانة لماذا فرطت فيها؟ولماذا ضيعتها؟
انهم رعيتك اليوم وخصماؤك يوم القيامة ان ضيعت,وتاج على راسك ان حفظت.قال صلى الله عليه وسلم:(كلكم راع وكلكم مسوؤل عن رعيته,الامام راع ومسول عن رعيته,والرجل راع في اهله ومسوؤل عن رعيته,والمراة في بيت زوجها ومسوؤلة عن رعيتها ..)
وقال انس رضي الله عنه:(ان الله سائل كل راع عن ما استرعاه هل حفظ ذلك ام ضيعه).
وكما تقي فلذات كبدك من نار الدنيا وحرها وقرها عليك بقول الله جل علا (يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقدوها الناس والحجارة).