http://faculty.ksu.edu.sa/abukhalaf/Pages/dnmrk.aspx
يا حسرة على الدنمارك ...!
عزيز محمد أبو خلف
http://faculty.ksu.edu.sa/abukhalaf
ما الجديد في رسوم الدنمارك؟
ا
لحملات الشرسة ضد الإسلام لا تأتي من فراغ، فالذين يواجهونه يدركون فيه أموراً منها: أنه سريع الانتشار ويمكنه الوصول إلى أي مكان، وأنه منظومة تشمل كل نواحي الحياة، فهو نهاية الأديان السماوية والممثل الشرعي للوحي، وقد سبق له ان حكم العالم وليس ما يمنع من عودته. لكن الإسلام مصدره الوحي وفيه طبيعة غير عادية، فهو ينهض بأصحابه من حيث لا يحتسب المواجهون له ويأتيهم من حيث لا يشعرون، أي انهم يغفلون عن زمان ومكان وكيفية انطلاقته. وهذا من الإشارات الإبداعية والسنن الكونية، فالذي يواجه الدين مهما بلغ ذكاؤه وقوته يأتيه الله من حيث هو غافل، ومن النقاط التي لم ينتبه لها، وربما خرج له من بين ثناياه هو نفسه، فليحذر هؤلاء من تدبير الله.
ان الرسوم التي تستهزىء بالرسول عليه السلام لا جديد فيها سوى الوسيلة، من كاريكاتورية أو فيلمية أو غيرها، وربما أيضاً النهاية التي ستحيق بالمستهزئين، سواء صدرت من الدنمارك أو غيرهم. فالقرآن يخبرنا ان الاستهزاء حصل لله ولرسله ولآياته وللصلاة وغيرها من الأحكام، وعلى مر العصور. لقد طال الاستهزاء كل الرسل والأنبياء، لكن المستهزئين لم يسلموا مما حاق بهم، ولن يسلم غيرهم من المستهزئين مما سيحيق بهم. ونبينا عليه السلام تعرض للسخرية والاستهزاء برمي الأوساخ عليه، ووصفه بالكاهن والساحر والمجنون والذي يقول الأساطير ويتلقى من كتب الأولين. انها مشاهد أشبه بالتمثيليات والمسرحيات، ولم يترك هؤلاء أي وسيلة إلا واستخدموها للحط من قدر النبي والدين. كل هذه المحاولات تجري على سنن الحياة، وريما يجوز لنا ان نقول بأنها ظاهرة صحية، أي تدل على صحة الدين وقوة اندفاعه وتأثيره على فكر الغير، وإلا لماذا ينهض هؤلاء لمواجهته؟ أيضاً يمكن القول انها من المبشرات بقرب التغييرات المفصلية في حياة الأمة والعالم بأسره، لأنه كلما اشتدت الأزمات اقترب الفرج.
تقصير المسلمين
لكن ما الذي أوصلنا إلى هذه الدرجة المتردية من الاستهزاء والسخرية والمهانة؟ إذا بحثنا في نشأة الإسلام نجد انه ابتدأ بداية غير متوقعة بالنسبة لأعدائه، وان النبي عليه السلام قد أوصل الأمة إلى أقصى مستوى من الرقي. والاسلام لم يبتدىء من فراغ علمي وتقني، فقد استعمل أصحابه ما كان متاحاً من وسائل تقنية تماماً كما يستخدمها غيرهم، وان كانت تختلف في الكمية. فالتطور حصل بالمفاهيم والعلم التقني على السواء، لأنهم على الأقل استخدموا ما كان متاحاً للجميع. ولا غرابة ان يدعو الدين أصحابه لامتلاك القوة بكل أشكالها، وبشكل مفتوح من حيث التطور، وهو ما عبر عنه بالاستطاعة، لأن الخيرات متاحة ولا بد من الكشف عنها. كما ان الانتشار العالمي للدين يستلزم التمكن من القوة والتطور التقني إلى أقصاه. فعهد الرسول والصحابة يمثل النموذج الواقعي الأمثل، وفيه توفرت الخطوط العامة للمفاهيم بكل أشكالها من سياسة واقتصاد واجتماع وغير ذلك.
لكن الأمة لم تحسن استغلال هذا الإرث الراقي من المفاهيم، واشتغل جزء منها مع قوى خارجية على تغيير المفاهيم وأصروا على التبعية، مع انه قد واتتهم فرصة ذهبية ليس لها مثيل للاستقلال في كل شيء. نشأت الصراعات السياسية والعسكرية والفكرية ودبت الخلافات في الأمة، واشتغل المفكرون والفلاسفة فيما بعد على أمور الغيب يبحثون هل الله داخل العالم أو خارجه أو لا داخل العالم ولا خارجه، وهل الله يتغير فيخلق ويراقب الناس ويدبر شؤونهم، أم كل شيء قد حصل في الأزل وانتهى الأمر؟ لقد تركوا البحث في الواقع الذي يطور الأمة، وأفنوا قروناً من عمر الأمة يتجادلون في قضايا غيبية متمسكين باليقين المطلق الذي لا يتغير ولا يتبدل على مدى التاريخ. وكيف للأمم ان تنهض ان هي تمسكت باليقين في كل شيء؟ الدين يدعو إلى التسليم بالغيب، والى البحث في الطبيعة، فإن أمكن الوصول إلى اليقين فبها ونعمت، وإلا فلا بد من البحث الدينامي المتغير المتطور، ولا بد من النقد والمراجعة والغربلة في كل زمان ومكان، وذلك من أجل الاستمرار في التطوير والنهوض.
ما العمل؟
الذين سبقونا تمسكوا بطرق معينة من التفكير مارسوها أو ورثوها عن غيرهم، ولا يزالون يعتقدون انها هي المفتاح للوصول إلى الجنة، أقصد منطق أرسطو وما توصلوا إليه هم من أفكار حول المادة، فيما يعرف بنظرية الجوهر الفرد. وهم لم يقصروا في ذلك، لكنهم لم يختبروا أفكارهم بشكل تجريبي واعتبروها نهاية المطاف، واعتمدوها في الحكم على الغيب، وتمسكوا بها وكأنه لا يوجد غيرها مطلقاً. لكن طرق التفكير متعددة ومتطورة ولا تثبت على حال، ولا بد من متابعتها والتطور معها في مجالها. هناك من بقي على الفكر التأملي القديم، وهناك من حاول استعادة فكر المعتزلة والفلسفة لكن بدمجه مع المستجد، وهناك من استفاد من الفكر الفلسفي الحديث في تشكيل مفهوم له خاص عن العقل، كما ان هناك ما يعرف بالمعتزلة الجدد، وهي حركة ظهرت في تسعينيات القرن العشرين، تسترجع الفكر المعتزلي في قالب تحريري سياسي وبنفس التصور العقلي الكانطي.
دعونا من هؤلاء ولننظر فيما ينبغي عمله. فإذا كان لهذه الأمة من نهضة فلا بد ان تنكفىء على ذاتها وإليها تحاسبها، وتراجعها، وتغربل فكرها غربلة شديدة، وتجري له عمليات جراحية وتفاعلات كيميائية وفيزيائية في سلسلة فعالة من الخطوات تؤدي إلى الواقع الصحيح. لقد أهمل الذين سبقونا التفكير في فلسفة الحياة واشتغلوا بعلم الكلام، بدلاً من الاشتغال بعلم الفعل، وتركوا التفكير في عقلانية وواقعية النصوص الدينية، حتى إذا ما انكشفت الأمة وصارت الغلبة لغيرها بدأت المعاول تضرب في الفكر الديني بشتى الصور.
الاسلام دين عالمي مفتوح على كل الطرق، ولا بد من الاهتمام بالطرق العقلية بكافة اشكالها ليصل الدين إلى كافة القطاعات. لهذا لا بد من دراسة النصوص دراسة عقلية، لكن على طريقة مفهوم القرآن والسنة للعقل، لأنه مفهوم عملي واقعي ويفتح الطرق مشرعة للبحث والتطوير. دعونا نطبق ذلك على ما نحن بصدده. لقد وردت كملة الهزل مرة واحدة في القرآن الكريم، الهزل يحمل معنى عدم الجدية، لكن الخطاب الديني خطاب جاد فاعل مؤثر وعالمي. ومادة الاستهزاء وردت كما يلي: تستهزئون (1)، يستهزئون (14)، مستهزئون (1)، المستهزئين (1)، هزواً (11). استهزِءوا (1)، استُهزىء (3)، يُستهزأ (1). أما مادة السخرية فوردت كالتالي: سخروا (3)، تسخروا (1)، تسخرون (1)، يسخر (1)، يسخرون (3)، يستسخرون (1)، الساخرين (1). نلاحظ ان الاستهزاء والسخرية بصيغة الفعل متكررة أكثر من غيرها، وهذا يعني مواصلة هذه العملية على مر العصور، أي هي لن تتوقف. الاستهزاء استخفاف للتفكه وقد يكون في غياب المستهزأ به. السخرية فيها حط من قدر المستهزأ به، وقد تكون في حضرته. هذا يعني ان اعداء الرسل والدين يستخدمون كافة الوسائل للتفكه بهم والحط من قدرهم، لكن هذا سيعود عليهم بالكوارث، لأن الله توعدهم بأنه سيحيق بهم ما كانوا به يستهزءون. وحاق بالشيء وأحاق به: أصابه وأحاط به ولزمه ووجب عليه ولحق به، فهذا يعني ان النتيجة شديدة ومهلكة وشاملة، نرجو الله ان يخرجنا منها سالمين غانمين.
http://faculty.ksu.edu.sa/abukhalaf
ما الجديد في رسوم الدنمارك؟
ا
لحملات الشرسة ضد الإسلام لا تأتي من فراغ، فالذين يواجهونه يدركون فيه أموراً منها: أنه سريع الانتشار ويمكنه الوصول إلى أي مكان، وأنه منظومة تشمل كل نواحي الحياة، فهو نهاية الأديان السماوية والممثل الشرعي للوحي، وقد سبق له ان حكم العالم وليس ما يمنع من عودته. لكن الإسلام مصدره الوحي وفيه طبيعة غير عادية، فهو ينهض بأصحابه من حيث لا يحتسب المواجهون له ويأتيهم من حيث لا يشعرون، أي انهم يغفلون عن زمان ومكان وكيفية انطلاقته. وهذا من الإشارات الإبداعية والسنن الكونية، فالذي يواجه الدين مهما بلغ ذكاؤه وقوته يأتيه الله من حيث هو غافل، ومن النقاط التي لم ينتبه لها، وربما خرج له من بين ثناياه هو نفسه، فليحذر هؤلاء من تدبير الله.
ان الرسوم التي تستهزىء بالرسول عليه السلام لا جديد فيها سوى الوسيلة، من كاريكاتورية أو فيلمية أو غيرها، وربما أيضاً النهاية التي ستحيق بالمستهزئين، سواء صدرت من الدنمارك أو غيرهم. فالقرآن يخبرنا ان الاستهزاء حصل لله ولرسله ولآياته وللصلاة وغيرها من الأحكام، وعلى مر العصور. لقد طال الاستهزاء كل الرسل والأنبياء، لكن المستهزئين لم يسلموا مما حاق بهم، ولن يسلم غيرهم من المستهزئين مما سيحيق بهم. ونبينا عليه السلام تعرض للسخرية والاستهزاء برمي الأوساخ عليه، ووصفه بالكاهن والساحر والمجنون والذي يقول الأساطير ويتلقى من كتب الأولين. انها مشاهد أشبه بالتمثيليات والمسرحيات، ولم يترك هؤلاء أي وسيلة إلا واستخدموها للحط من قدر النبي والدين. كل هذه المحاولات تجري على سنن الحياة، وريما يجوز لنا ان نقول بأنها ظاهرة صحية، أي تدل على صحة الدين وقوة اندفاعه وتأثيره على فكر الغير، وإلا لماذا ينهض هؤلاء لمواجهته؟ أيضاً يمكن القول انها من المبشرات بقرب التغييرات المفصلية في حياة الأمة والعالم بأسره، لأنه كلما اشتدت الأزمات اقترب الفرج.
تقصير المسلمين
لكن ما الذي أوصلنا إلى هذه الدرجة المتردية من الاستهزاء والسخرية والمهانة؟ إذا بحثنا في نشأة الإسلام نجد انه ابتدأ بداية غير متوقعة بالنسبة لأعدائه، وان النبي عليه السلام قد أوصل الأمة إلى أقصى مستوى من الرقي. والاسلام لم يبتدىء من فراغ علمي وتقني، فقد استعمل أصحابه ما كان متاحاً من وسائل تقنية تماماً كما يستخدمها غيرهم، وان كانت تختلف في الكمية. فالتطور حصل بالمفاهيم والعلم التقني على السواء، لأنهم على الأقل استخدموا ما كان متاحاً للجميع. ولا غرابة ان يدعو الدين أصحابه لامتلاك القوة بكل أشكالها، وبشكل مفتوح من حيث التطور، وهو ما عبر عنه بالاستطاعة، لأن الخيرات متاحة ولا بد من الكشف عنها. كما ان الانتشار العالمي للدين يستلزم التمكن من القوة والتطور التقني إلى أقصاه. فعهد الرسول والصحابة يمثل النموذج الواقعي الأمثل، وفيه توفرت الخطوط العامة للمفاهيم بكل أشكالها من سياسة واقتصاد واجتماع وغير ذلك.
لكن الأمة لم تحسن استغلال هذا الإرث الراقي من المفاهيم، واشتغل جزء منها مع قوى خارجية على تغيير المفاهيم وأصروا على التبعية، مع انه قد واتتهم فرصة ذهبية ليس لها مثيل للاستقلال في كل شيء. نشأت الصراعات السياسية والعسكرية والفكرية ودبت الخلافات في الأمة، واشتغل المفكرون والفلاسفة فيما بعد على أمور الغيب يبحثون هل الله داخل العالم أو خارجه أو لا داخل العالم ولا خارجه، وهل الله يتغير فيخلق ويراقب الناس ويدبر شؤونهم، أم كل شيء قد حصل في الأزل وانتهى الأمر؟ لقد تركوا البحث في الواقع الذي يطور الأمة، وأفنوا قروناً من عمر الأمة يتجادلون في قضايا غيبية متمسكين باليقين المطلق الذي لا يتغير ولا يتبدل على مدى التاريخ. وكيف للأمم ان تنهض ان هي تمسكت باليقين في كل شيء؟ الدين يدعو إلى التسليم بالغيب، والى البحث في الطبيعة، فإن أمكن الوصول إلى اليقين فبها ونعمت، وإلا فلا بد من البحث الدينامي المتغير المتطور، ولا بد من النقد والمراجعة والغربلة في كل زمان ومكان، وذلك من أجل الاستمرار في التطوير والنهوض.
ما العمل؟
الذين سبقونا تمسكوا بطرق معينة من التفكير مارسوها أو ورثوها عن غيرهم، ولا يزالون يعتقدون انها هي المفتاح للوصول إلى الجنة، أقصد منطق أرسطو وما توصلوا إليه هم من أفكار حول المادة، فيما يعرف بنظرية الجوهر الفرد. وهم لم يقصروا في ذلك، لكنهم لم يختبروا أفكارهم بشكل تجريبي واعتبروها نهاية المطاف، واعتمدوها في الحكم على الغيب، وتمسكوا بها وكأنه لا يوجد غيرها مطلقاً. لكن طرق التفكير متعددة ومتطورة ولا تثبت على حال، ولا بد من متابعتها والتطور معها في مجالها. هناك من بقي على الفكر التأملي القديم، وهناك من حاول استعادة فكر المعتزلة والفلسفة لكن بدمجه مع المستجد، وهناك من استفاد من الفكر الفلسفي الحديث في تشكيل مفهوم له خاص عن العقل، كما ان هناك ما يعرف بالمعتزلة الجدد، وهي حركة ظهرت في تسعينيات القرن العشرين، تسترجع الفكر المعتزلي في قالب تحريري سياسي وبنفس التصور العقلي الكانطي.
دعونا من هؤلاء ولننظر فيما ينبغي عمله. فإذا كان لهذه الأمة من نهضة فلا بد ان تنكفىء على ذاتها وإليها تحاسبها، وتراجعها، وتغربل فكرها غربلة شديدة، وتجري له عمليات جراحية وتفاعلات كيميائية وفيزيائية في سلسلة فعالة من الخطوات تؤدي إلى الواقع الصحيح. لقد أهمل الذين سبقونا التفكير في فلسفة الحياة واشتغلوا بعلم الكلام، بدلاً من الاشتغال بعلم الفعل، وتركوا التفكير في عقلانية وواقعية النصوص الدينية، حتى إذا ما انكشفت الأمة وصارت الغلبة لغيرها بدأت المعاول تضرب في الفكر الديني بشتى الصور.
الاسلام دين عالمي مفتوح على كل الطرق، ولا بد من الاهتمام بالطرق العقلية بكافة اشكالها ليصل الدين إلى كافة القطاعات. لهذا لا بد من دراسة النصوص دراسة عقلية، لكن على طريقة مفهوم القرآن والسنة للعقل، لأنه مفهوم عملي واقعي ويفتح الطرق مشرعة للبحث والتطوير. دعونا نطبق ذلك على ما نحن بصدده. لقد وردت كملة الهزل مرة واحدة في القرآن الكريم، الهزل يحمل معنى عدم الجدية، لكن الخطاب الديني خطاب جاد فاعل مؤثر وعالمي. ومادة الاستهزاء وردت كما يلي: تستهزئون (1)، يستهزئون (14)، مستهزئون (1)، المستهزئين (1)، هزواً (11). استهزِءوا (1)، استُهزىء (3)، يُستهزأ (1). أما مادة السخرية فوردت كالتالي: سخروا (3)، تسخروا (1)، تسخرون (1)، يسخر (1)، يسخرون (3)، يستسخرون (1)، الساخرين (1). نلاحظ ان الاستهزاء والسخرية بصيغة الفعل متكررة أكثر من غيرها، وهذا يعني مواصلة هذه العملية على مر العصور، أي هي لن تتوقف. الاستهزاء استخفاف للتفكه وقد يكون في غياب المستهزأ به. السخرية فيها حط من قدر المستهزأ به، وقد تكون في حضرته. هذا يعني ان اعداء الرسل والدين يستخدمون كافة الوسائل للتفكه بهم والحط من قدرهم، لكن هذا سيعود عليهم بالكوارث، لأن الله توعدهم بأنه سيحيق بهم ما كانوا به يستهزءون. وحاق بالشيء وأحاق به: أصابه وأحاط به ولزمه ووجب عليه ولحق به، فهذا يعني ان النتيجة شديدة ومهلكة وشاملة، نرجو الله ان يخرجنا منها سالمين غانمين.