السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... هذه المرة ... حقيقية ... بالحروف والكلمات بالمضمون ليست بالشكل والخربشات .... في الآونة الأخيرة ... ومنذ أشهر مضت قريباً وحتى اللحظة نرى هجوماً بغيضاً على نبينا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام إن كان ذلك بالصور التي رسموها ونشروها تحت شعار الحرية ذاك الشعار الزائف البعيد عن الحرية ... لم نستطع منع نشر الصور البغيضة ... لكن نحن أيضاً نملك حرية ولأن حريتنا مفهومها وقواعدها سليمة متينة ... تلك الحرية التي انبعثت من ديننا العظيم الذي نشر نوره على العالمين نبينا الكريم الذي تَحَمََّلَ الإساءة وهو يعيش بين أعداء دينه وحتى بعد مرور سنوات وسنوات على وفاته ما زال البعض منهم وهم قلة يعلن بغضه وحقده الكمين ويسيء إلى نبينا وإلى رسالته التي وجهها الخالق نوراً للعالمين ... هنا رأيت أن نرسم نحن أيضاً صورة لنبينا الكريم ... ألسنا أحق من غيرنا برسمه ... ألسنا نتبع سنته ... بعد أن هدانا إلى نور الإيمان ... ألسنا من أحبهم وأحبوه ... آمنوا به دون أن يروه ... هذه بعض السطور ... صورة من مواقف لنبينا الكريم تظهر مكارم أخلاقه وهو القائل ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) بمناسبة مرور ذكرى فتح مكة تأتي هذه الصورة فتح مكة ... ( من كتاب فقه السيرة النبوية – الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ) . وكان ذلك في شهر رمضان سنة ثمان من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة . وسببها أن أناساً من بني بكر كلموا أشراف قريش في أن يعينوهم على خزاعة بالرجال والسلاح .( وخزاعة كانت قد دخلت في عهد المسلمين ) فأجابوهم إلى ذلك ، وخرج حشد من قريش متنكرين متنقبين فالتقوا مع بني بكر في مكان اسمه الوتير وبيتوا خزاعة ليلاً وهم مطمئنون آمنون فقتلوا منهم عشرين رجلاً . وعندئذ خرج عمرو بن سالم الخزاعي في أربعين راكباً من خزاعة ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرونه بما أصابهم فقام وهو يجر رداءه قائلاً : ( لا نُصرتُ إن لم أنصر بني كعب ، مما أنصر منه نفسي ) وقال : ( إن هذا السحاب ليستهل بنصر بني كعب ) ..... استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة كلثوم بن حسين وخرج يوم الأربعاء لعشر ليال خلون من شهر رمضان بعد العصر وأرسل صلى الله عليه وسلم إلى من حوله من العرب ، فالتقى كلهم في الظهران – مكان بين مكة والمدينة – وقد بلغ عدد المسلمين عشرة آلاف . ولم تكن الأنباء قد وصلت قريشاً بعد ولكنهم كانوا يتوقعون أمراً بسبب فشل أبي سفيان فيما جاء به إلى المدينة فأرسلوا أبا سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء ليلتمسوا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلوا يسيرون حتى دنوا إلى مر الظهران فإذا هم بنيران عظيمة فبينما هم يتساءلون فيما بينهم عن هذه النيران إذ رآهم أناس من حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم أبو سفيان . قال العباس : فقلت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئاً ، قال نعم ، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن . فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم المسير مقبلاً إلى مكة قال للعباس : احبس أبا سفيان بمضيق الوادي حتى تمر به جنود الله فيراها ...................وهكذا حتى مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبة فيها الهماجرون والأنصار ، لا يرى منهم إلا الحدق من الحديد ، فقال : سبحان الله يا عباس ، من هؤلاء ؟ قال له العباس : هذا رسول الله في المهاجرين والأنصار ! ... قال : ما لأحد بهؤلاء قِبَل ولا طاقة ، والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيماً ! ... فقال : يا أبا سفيان إنها النبوة ، قال فنعم إذن . ثم قال له العباس : النجاة إلى قومك !.. فأسرع أبو سفيان حتى دخل مكة قبل أن يصلها رسول الله وصرخ بأعلى صوته : يا معشر قريش ، هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به ، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن . .... وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سعد بن عبادة قال لأبي سفيان عندما رآه في مضيق الوادي : اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحل الكعبة ، فلم يرض عليه الصلاة والسلام بقوله هذا ، وقال : بل اليوم يوم الرحمة ، اليوم يعظم الله الكعبة . وأمر قادة جيوشه أن لا يقاتلوا إلا من قاتلهم ... إلا ستة رجال وأربعة نسوة أمر بقتلهم حيثما وجدوا . ودخل صلى الله عليه وسلم مكة متجهاً إلى البيت ، وحوله ثلاث مئة وستون صنماً ، فجعل يطعنها الواحدة تلو الأخرى بعود في يده وهو يقول جاء الحق وزهق الباطل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد . وكان في جوف البيت أيضاً آلهة فأبى أن يدخل وفيه الآلهة وأمر بها فأخرجت وأخرجت صور لإبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قاتلهم الله لقد علموا ما استقسما بها قط . ثم دخل البيت فكبر في نواحي البيت وخرج ولم يصل فيه . وأمر رسول الله بلالاً فصعد فوق ظهر الكعبة فأذن للصلاة واقبل الناس كلهم يدخلون في دين الله أفواجاً .قال ابن إسحاق : وأمسك النبي صلى الله عليه وسلم بعضادتي باب الكعبة وقد اجتمع الناس من حوله ما يعلمون ماذا يفعل بهم ، فخطب فيهم قائلاً : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدّعى فهو تحت قدمي هاتين ، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج .... يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء . الناس من آدم وآدم من تراب ، وتلا قوله تعالى " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " . ثم قال : يا معشر قريش ، ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيراً ، أخ كريم وابن أخ كريم . فقال : اذهبوا فأنتم الطلقاء . وكان الفتح العظيم إن كل من يقرأ هذه السطور وينظر إلى تلك الصورة تنطبع في مخيلته آثارها التالية : 1- إن دخول أبو سفيان في الإسلام كان من حوار أجراه النبي معه ورغم أنه شكك بنبوته ولكن محمد عليه الصلاة والسلام أكرمه بأن جعل دخول داره آمن وثق به ومنحه مكانته ولم يستغل دخوله الإسلام ليضعفه ويهين شأنه بين قومه . 2- من قوله عليه الصلاة والسلام ( اليوم يوم الرحمة ، اليوم يعظم الله الكعبة . وأمر قادة جيوشه أن لا يقاتلوا إلا من قاتلهم ) ومن فتح مكة نكشف كيف كان هذا الفتح العظيم وكيف كان نصر الله دون إراقة دماء ونعرف من خلال ذلك أن نبينا الكريم رسول سلام لا رسول حرب 3- من جواب قريش على سؤاله ماذا تظنون أني فاعل بكم ؟ نكشف سمو منزلته بين رجال قريش على اختلاف درجاتهم وطبقاتهم فقد كان ملقباً عندهم بالأمين وكان محبوباً منهم كلهم وكانوا لا يرتابون في صدقه إذا حدث وفي كريم أخلاقه إذا عومل وفي عظيم إخلاصه إذا ما استعين به واعتمد عليه ........ ورغم ذلك لم يتوانوا عن تعذيبه وإيذاءه . 4- ومن عبارته ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) نستطيع معرفة عظمة رسولنا الكريم فإن أعلى مراتب مكارم الأخلاق العفو عند المقدرة فكيف وإن كان القادر هو الرسول الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق؟ إذن فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه وأمته من بعده بما كان يلاقيه ، الصبر ، بل وفن الصبر أيضاً على جميع الشدائد والمكاره في سبيل الله عز وجل . أول ما قد يخطر في بال المتأمل ، حينما يرى قصة ما لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين ، من صنوف الإيذاء والتعذيب ، هو أن يتساءل : فيم هذا العذاب الذي لقيه النبي وأصحابه وهم على الحق ؟ ولماذا لم يعصمهم الله عز وجل منه وهم جنوده وفيهم رسوله يدعون إلى دينه ويجاهدون في سبيله ؟ والجواب أن أول صفة للإنسان في الدنيا أنه مكلف ، أي أنه مطالب من قبل الله عز وجل بحمل ما فيه كلفة ومشقة . وأمر الدعوة إلى الإسلام والجهاد لإعلاء كلمته من أهم متعلقات التكليف ، والتكليف من أهم مستلزمات العبودية لله تعالى ، إذ لا معنى للعبودية لله تعالى إن لم يكن ثمة تكليف . وعبودية الإنسان لله عز وجل ضرورة من ضرورات ألوهيته سبحانه وتعالى ، فلا معنى للإيمان بها إن لم ندرك عبوديتنا له . ولذا فإنه لا ينبغي للمسلم أن يتوهم اليأس إذا ما عانى شيئاً من المشقة أو المحنة. بل العكس هو الأمر المنسجم مع طبيعة هذا الدين . أي على المسلمين أن يستبشروا بالنصر كلما رأوا أنهم يتحملون مزيداً من الضر والنكبات سعياً إلى تحقيق أمر ربهم عز وجل . | |
2 مشترك
صورة مختلفة لنبينا الكريم ...
مدير عام- الجنس :
مشاركات : 6872
البلد : Morocco
نقاط التميز : 8187
السٌّمعَة : 3
- مساهمة رقم 1
صورة مختلفة لنبينا الكريم ...
مـــ ماجده ـلاك الروح- الإداري المتميز
- الجنس :
مشاركات : 7979
البلد : المنصورة مصر
نقاط التميز : 17074
السٌّمعَة : 22
- مساهمة رقم 2
رد: صورة مختلفة لنبينا الكريم ...
مدير عام- الجنس :
مشاركات : 6872
البلد : Morocco
نقاط التميز : 8187
السٌّمعَة : 3
- مساهمة رقم 3